تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
فراخوانی مقاله و اولویت های پژوهشی
فراخوانی مقاله و اولویت های پژوهشی
سخن موسس فقید
سخن موسس فقید
هداية الطالب
صفحه 366

وقد سمعت التوثيق وما فوقه من جمع، وعلى منوالهم جرى الباقون...»(1).

وكان عظيم الولاء لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) مطيعاً لهم، منقاداً لأمرهم.

وقع في اسناد كثير من الروايات في الكتب الأربعة، بلغت ثلاثمائة وخمسة وخمسين مورداً، روى أكثرها عن أخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) .

توفي بالعُريض، ودفن فيه. وقيل مات في مدنية قم ودفن فيها(2)، ولكن لم يثبت ذلك.

وقيل أيضاً: إنّه عاش حتى أدرك الإمام الهادي (عليه السلام) ومات في زمانه، (كما هو مذكور في عمدة الطالب).

  • (1) تنقيح المقال 2: 240.
    (2) ذهب الى ذلك المجلسي الأول في روضة المتقين 14: 191، وولده المجلسي الثاني في البحار 102: 273، ولكن استبعده المحدّث النوري وناقش هذا الرأي مع ذكر العديد من الأدلة والشواهد، راجع خاتمة المستدرك 4: 481 ـ 488 (الفائدة الخامسة).

صفحه 367

مصادقة الاخوان

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي القمي، المتوفى سنة 381هـ .

وهو كتاب رفيع في تراثنا الإسلامي الخالد، مبوّباً في 43 باباً ضمّ 123 حديثاً في الخلق العظيم، والأدب الكريم، والانسانية، والمحبّة، والالفة، والتعاون، والخير والعطف على الناس و...

أوّل أبوابه باب أصناف الاخوان من اخوان الثقة واخوان المكاثرة، وأوّل أحاديثه ما أسنده إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان.. وآخر أحاديثه: يأتي زمان ليس فيه شيء أعز من أخ أنيس، أو كسب درهم من حلال...

طُبع الكتاب محققاً في مجلد واحد حصيلة جهود بعض الأفاضل باشراف السيد علي الخراساني الكاظمي، ونُشر من قبل مكتبة الإمام صاحب الزمان(عج) العامة في الكاظمية بالعراق، ثمّ اُعيد طبعه في قم المقدسة سنة 1402هـ . وطُبع طبعة اُخرى بتحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) في قم، وذلك عام 1410هـ . مع كتاب «فضائل الشيعة» وكتاب «صفات الشيعة»، باشراف السيد م حمد باقر الابطحي.

صفحه 368

مصادقة الإخوان والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري ثلاث روايات حول الاخوان في بحث الغيبة، مصرّحاً فيها بذكر المصدر «كتاب الاخوان»(1).

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «61»، «المقنع».

  • (1) راجع المكاسب 1: 367 ـ 369. وانظر مصادقة الاخوان: 30، الحديث الأول، 36 الحديث الأول والرابع.

صفحه 369

معاني الأخبار

للشيخ الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381هـ ، ذكر فيه الأحاديث التي وردت في تفسير معاني الحروف والألفاظ(1).

والكتاب كأنّه بمنزلة القاموس في كلماتهم عليهم أفضل الصلاة والسلام، ومعاني ألفاظهم، ومغازي أخبارهم.

طُبع الكتاب مع «علل الشرائع» للصدوق ـ أيضاً ـ على الحجر عام 1289 هـ و1301 هـ . ثمّ طُبع عام 1399هـ بتصحيح علي أكبر الغفاري من قبل دار المعرفة في بيروت. وكذلك طُبع مرة اُخرى عام 1413 هـ من قبل مكتب النشر الإسلامي التابع لجماعة المدرسين في قم، مع اضافة بعض التعاليق والفوائد، بالاضافة الى توضيحات لغوية.

معاني الأخبار والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري من كتاب «معاني الأخبار» في خمسة مواضع ، مصرّحاً فيها بذكر المصدر، وذلك في المباحث التالية:

  • (1) انظر الذريعة 21: 204.

صفحه 370

تدليس الماشطة، التنجيم، الغناء، القدرة على التسليم، والنجش(1). ناقلا فيها الروايات التي كان يتطلبها البحث.

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «61»، «المقنع».

  • (1) راجع المكاسب 1: 168، 207، 286، 4: 182 و355. وانظر معاني الأخبار: 250، 127، 349، 378 و284 (على الترتيب).

صفحه 371

من لا يحضره الفقيه

للشيخ أبي جعفر، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بالشيخ الصدوق، المتوفى سنة 381هـ . وهو أحد الكتب الأربعة التي عليها المعول في أخذ الأحكام.

وقد اُحصيت أحاديث «الفقيه»، فكانت خمسة آلاف وتسعمائة وثلاثة وستون حديثاً.

وأحاديث الكتاب على قسمين: مسانيد ومراسيل.

وقد اعتمد بعض الأصحاب على تلك المراسيل، وقالوا إنّها كمراسيل محمّد بن أبي عمير في الحجية والاعتبار; لأنّ المؤلف لم يذكر فى الكتاب إلاّ ما يفتي به ، ويحكم بصحته، ويعتقد انّه حجّة بينه وبين ربّه(1).

ولقد بنى المصنّف في «الفقيه» من أول الأمر على اختصار الأسانيد، وحذف أوائل السند، ثمّ وضع في آخر الكتاب مشيخة يعرف بها طريقه إلى من روى عنه، وبالتالي تكون هي المرجع في اتصال سنده في أخبار الكتاب (وإن أخل في بعضها في ذكر الطريق).

وعلى هذا الكتاب القيّم شروح وحواشي عديدة لعدّة من علمائنا الأعلام(2).

وفي الكتاب بعض الفتاوى للمصنف لم يتابعه عليها بعض أعلام الطائفة،

  • (1) انظر الفقيه 1: 3، (مقدمة المؤلف).
    (2) راجع الفقيه الجزء الأول (مقدمة المحقق السيد حسن الخرسان).

صفحه 372

وان ذهب إلى قوله البعض الآخر(1).

طُبع الكتاب عدّة طبعات، منها: في أربعة أجزاء، بتحقيق وتعليق السيد حسن الخرسان، ونُشر من قبل دار الكتب الإسلامية. كما وطُبع محققاً أيضاً من قبل مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، بتحقيق على أكبر الغفاري. وهناك طبعات اُخرى في بيروت وغيرها.

الفقيه والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في أبحاث المكاسب من كتاب «الفقيه» في مواضع عديدة، ناقلا عنه الروايات التي كان يحتاج الى ذكرها في ضمن مباحثه، فتارة كان يصرّح فيها بذكر المصدر «الفقيه»(2)، وتارة اُخرى لم يصرح بذلك بل يشير إلى مؤلفه «الصدوق»(3)، وأيضاً كان ـ في بعض الموارد ـ يشير إلى الرواية التي كان ينقلها عن «الفقيه» من حيث كونها صحيحة(4) أو مرسلة(5) أو...

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «61»، «المقنع».

  • (1) انظر الفقيه 1: 31، (مقدمة المحقق السيد حسن الخرسان).
    (2) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 267، في مبحث السحر، وراجع الفقيه 3: 282، الحديث 1345.
    (3) لاحظ ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 362، في بحث الغيبة، وانظر الفقيه 4: 8 ـ 9، الحديث (حديث المناهي).
    (4) كما في المكاسب 5: 87، مبحث خيار الحيوان (صحيحة الحلبي)، وراجع الفقيه 3: 129، الحديث 549.
    (5) راجع المكاسب 1: 167 في مبحث تدليس الماشطة، وانظر الفقيه 3: 98، والحديث 378.

صفحه 373

النوادر للراوندي

النوادر عنوان عام لنوع من مؤلفات الأصحاب في القرون الأربعة الاُولى كان يُجمع فيها الأحاديث غير المشهورة، أو التي تشمل على أحكام غير متداولة، أو استثنائية، أو مستدركة لغيرها(1).

ونوادر الراوندي(2) من الكتب الروائية التي ينقل عنه العلماء في كتبهم، كالمجلسي في البحار، والمحدث النوري في المستدرك، وغيرهما، والأحاديث الواردة فيه فقهية وأخلاقية.

ولقد تكلّم صاحب مستدرك الوسائل(3) حوله، وعدّه من جملة الكتب المعتبرة التي ظفر بها، والتي استدرك بها على صاحب الوسائل.

  • (1) الذريعة 24: 315.
    (2) وأكثر أحاديث هذا الكتاب مأخوذة من كتب إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام) ، الذي رواه سهل بن أحمد الديباجي، عن محمد بن محمد بن الأشعث عنه. فأما سهل فمدحه النجاشي، وقال ابن الغضائري بعد ذمه: لا بأس بما روى من الاشعثيات وما يجري مجراها مما رواه غيره، وابن الأشعث وثقه النجاشي. راجع بحار الأنوار 1: 36 و102: 259، وانظر رجال النجاشي: 265.
    (3) راجع خاتمة المستدرك 1:173، (الفائدة الثانية)..

صفحه 374

طُبع الكتاب عام 1370 هـ. في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ضمن كتب اُخرى للشيخ المفيد وغيره. وطُبع أيضاً من قبل مؤسسة البلاغ في بيروت عام 1408 هـ، مع فهارس بترتيب الأحاديث. وكُرر طبعه مرة اُخرى أيضاً من قبل مؤسسة الثقافة لكوشانبور في قم، بتحقيق أحمد الصادقي. وكذلك صدر محققاً أيضاً من قبل دار الحديث الثقافية، بتحقيق سعيد رضا عسكري، مع اضافة مستدركات للروايات التي لم تطبع سابقاً من كتاب النوادر، والتي ذكرها المجلسي في البحار والمحدّث النوري في مستدرك الوسائل. وكل هذه الطبعات المذكورة كانت في مجلد واحد.

نوادر الراوندي والمكاسب

صرّح الشيخ الأنصاري في مكاسبه بالنقل عن نوادر الراوندي، في موضع واحد فقط(1)، وذلك في مسألة الاكتساب بالدهن المتنجس، مشيراً إلى الرواية التي اسندها (الراوندي) في نوادره عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) .

هو السيد فضل الله بن علي بن عبدالله بن محمد العلوي الحسيني، القاشاني الراوندي، ضياء الدين، أبو الرضا. أحد علماء الإمامية الكبار، وكان فقيهاً، مفسّراً،

  • (1) المكاسب 1:92.
    (2) مصادر الترجمة: فهرست منتجب الدين: 143 برقم 334، الأنساب للسمعاني 4: 426، روضات الجنات 5: 365 برقم 545، أعيان الشيعة 8: 408، طبقات أعلام الشيعة (القرن السادس): 217، الأعلام 5: 152، معجم المؤلفين 8: 75، معجم رجال الحديث 14: 339، خاتمة المستدرك 1: 173، موسوعة طبقات الفقهاء 6: 227 برقم 2265.

صفحه 375

أديباً، واعظاً، شاعراً.

لم نظفر بتاريخ ولادته في الكتب التي تعرضت لترجمته، وتطرقت لذكره.

أخذ العلم والحديث عن مجموعة من العلماء والمشائخ الكبار، ومنهم:

عبد الواحد بن إسماعيل الرُّياني (المستشهد عام 502 هـ)، عبد الرحيم بن أحمد الشيباني المعروف بابن الأخوة البغدادي، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن المقريّ النيسابوري، أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسني المشهدي (المتوفى عام 541 هـ)، الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البغدادي، علي بن الحسين بن محمد الراوندي، وغيرهم.

وقد أطرى عليه ومدحه أصحاب التراجم والمعاجم، منهم:

تلميذه الشيخ منتجب الدين، قال في حقه:

«.. علاّمة زمانه، جمع مع علوّ النسب كمال الفضل والحسب، وكان استاذ أئمة عصره...»(1).

وقد أثنى عليه السمعاني في كتابه «الأنساب»(2)، عندما زاره في داره وسمع منه جملة من أحاديثه وأشعاره.

وعدّه المحدّث النوري من المشائخ العظام الذي تنتهي كثير من أسانيد الإجازات إليه(3).

ومن تلامذته والراوين عنه، منهم:

محمد بن علي بن شهرآشوب، قطب الدين محمد بن الحسين الكيدري، وقوام الدين محمد بن محمد البحراني، والقاضي عبد الجبار بن محمد الطوسي،

  • (1) فهرست منتجب الدين: 143 رقم 334.
    (2) الانساب 4: 426.
    (3) خاتمة المستدرك 1: 174.

صفحه 376

وراشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني، وغيرهم.

ومن مصنافته:

ضوء الشهاب في شرح «اللباب»، الموجز الكافي في العروض والقوافي، ترجمة العلوي للطب الرضوي، التفسير، «الحماسة» ذات الحواشي، كتاب الأربعين في الأحاديث، نظم العروض للقلب المروض، ديوان شعر (مطبوع).

فمن شعره:

محمد خير مبعوث وأفضل من *** مشى على الأرض من حاف ومنتعلِ

من دينه نسخ الأديان أجمعها *** ودور ملته عفى على الملل

ثمَّ الإمامة مهداة مرتّبة *** من بعده لأمير المؤمنين علي

من بعده ابناه وابنه بنت سيدنا *** محمد ثم زين العابدين علي

والباقر العلم عن أسرار حكمته *** والصادق البرّ لم يكذب ولم يحلِ

والكاظم الغيظ لم ينقض مروته *** ثم الرضا لم يفه والله بالزللِ

ثم التقي فتى عاف الإمام معاً *** قولاً وفعلاً فلم يفعل ولم يقلِ

ثم النقي ابنه العسكري ومن *** يطهّر الأرض من رجس ومن دخلِ

صفحه 377

القائم العدل والحاكي بطلعته *** طلوع بدر الدجى في دامس الطَّفَلِ

تنشق ظلمة ظلم الأرض عن قمر *** إشراق دولته تأتي على الدول (1)

لم نظفر بتاريخ وفاة المترجم له، ولكن أرخها الزركلي في الأعلام(2) في حدود سنة 560 هـ، وفي موسوعة طبقات الفقهاء(3) حدود 550 هـ، وهناك أقوال اُخر أيضاً.

  • (1) أعيان الشيعة 8: 410.
    (2) الاعلام 5: 152.
    (3) موسوعة طبقات الفقهاء 6 227.

صفحه 378

الوافي

للمحدّث محمد محسن الفيض الكاشاني، المتوفى سنة 1091هـ .

جمع فيه أحاديث الكتب الأربعة، ورتبها على مقدمة وأربعة عشر كتاباً وخاتمة، وجملتها في خمسة عشر جزءاً، يبدأ كلّ جزء بخطبة وينتهي بخاتمة.

وصدّر الكتاب بثلاث مقدمات، وثلاثة تمهيدات، وختمه بخاتمة رجالية في بيان الأسانيد.

وقد علّق على الأحاديث ببيانات نافعة، حتّى أنّ أحد الاشخاص جرد من بياناته على اُصول الكافي كتاباً مستقلا جعله بمثابة الشرح لاُصول الكافي(1).

وقد اُحصيت أحاديثه، فكانت ما يقارب من خمسين ألف حديث.

طُبع الكتاب على الحجر في مجلدين كبيرين، وطُبع أيضاً بالطباعة الحروفية من قبل مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في اصفهان في 26 مجلداً.

الوافي والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى ذكر أقوال المحدّث الكاشاني وآراءه في كتاب الوافي، والتي كان يذكرها بعنوان التعليق والتوضيح في ذيل

  • (1) راجع الذريعة 3: 184 الرقم 656.

صفحه 379

الأحاديث التي جعلها في موسوعته هذه، مصرّحاً فيها بذكر المصدر «الوافي» وذلك في مبحث: التنجيم (في موضعين)(1)، والغناء(2)، والبيع الفضولي(3)، وأحد مسائل بعض أفراد العيب(4)، كما وأشار في موضع سادس إلى ما فهمه المحدّث الكاشاني من رواية العلاء الواردة في نسبة الربع إلى أصل المال، من دون التصريح بالمصدر أو بالمؤلف، بل اكتفى بذكر عبارة،: «ما فهمه بعض الشراح»(5)، أي شراح الكافي.

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «56»، «مفاتيح الشرائع».

  • (1) راجع المكاسب 1: 208 و218 وانظر الوافي 1: 507 الباب 50 من أبواب معرفة مخلوقاته وأفعاله سبحانه وتعالى.
    (2) انظر المكاسب 1: 298، وراجع الوافي 17: 218 وما بعدها.
    (3) راجع المكاسب 3: 448، وانظر الوافي 18: 70، ذيل الحديث 18144.
    (4) راجع المكاسب 5: 380، وانظر الوافي 18: 739، ذيل الحديث 18202.
    (5) انظر المكاسب 3: 65، وراجع الوافي 18: 693، ذيل الحديث 18131.

صفحه 380

صفحه 381

صفحه 382

صفحه 383

المصادر اللغوية

اللغة نظام خاضع لتأثير الزمان والمكان، وكلّما تعاقبت الأيام وجدنا فروقاً بين اللغة التي يتكلّمها الأقدمون، واللغة التي يتكلّمها المعاصرون; لأنّ اللغة كائن يخضع لعوامل النشوء والارتقاء، والتبدل والتطور، فتولد كلمات وتضمحل اُخرى، وهذا هو شأن اللغة العربية كسائر اللغات الاُخرى..

ولما جاء الإسلام تابعت اللغة العربية مسيرتها، مرتقية في معارج التقدّم والتطور، وأمدتها آيات القران الكريم، وكلمات الأحاديث الشريفة بما أغنى مفرداتها، ووسع مادتها، وهذب ألفاظها، وأكسبها دقة في الأداء، ودقة في المنطق.

وبعد أن توسعت رقعة بلاد المسلمين وأخذت الأقوام الاُخرى تدخل في الإسلام، واختلط أصحاب اللغة العربية بغيرهم، فظهر اللحن على الألسن، وبرزت كلمات جديدة ومفردات غريبة، وهذا ما حمل أهل اللغة والنحو على سدّ هذه الثغرة، ومعالجة هذه الظاهرة، لحفظ اللغة العربية فقامت حركة تدوين مفردات هذه اللغة منذ أواسط القرن الثاني للهجرة، واتجهت جهود اللغوين والنحوين الى جمع الألفاظ التي نطق بها العرب الفصحاء...

وبعدها استردت اللغة العربية عافيتها شيئاً فشيء، ببركة مصادر اللغة التي انتشرت هنا وهناك..

ونحن - هنا - سنشير الى المصادر اللغوية التى استفاد منها الشيخ الأنصاري فى كتاب المكاسب:

صفحه 384

صفحه 385

أساس البلاغة

للزمخشري، محمود بن عمر، صاحب المؤلفات في النحو، واللغة، والتفسير، والحديث، وغيرها.

ويعتبر الكتاب من معاجم الألفاظ القديمة التي تمثلت فيها الطريقة الهجائية السهلة، وقد قسّمه إلى ثمانية وعشرين باباً، بعدد حروف الهجاء، بدءً بالهمزة وانتهاءً بالياء.

ومن المميزات المهمة للكتاب، انّه يميّز بين الحقيقة والمجاز في شرح معاني الألفاظ، فيذكر المعاني الحقيقية لألفاظ المادة أولا، ثمّ ينتقل إلى ذكر المعاني المجازية.

ولقد أكثر المؤلف في الكتاب من الشواهد الشعرية، والأمثال، والحكم، والجمل الفصيحة التي يتخذها من القرآن الكريم، والحديث النبوي، وعيون كلام الأدباء... وهذه الخصائص جعلت من «أساس البلاغة» أن يكون معجماً فنياً أدبياً بلاغياً..

ومع هذه المميزات والخصائص الجيدة، لكن الكتاب لم يستوعب جميع مفردات اللغة العربية، لأنّ مؤلفة ألّف الكتاب لغرض بلاغي أسلوبي، وهو التمييز بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية للألفاظ، وبيان أوجه استعمالها، بالاضافة إلى ذلك أنّه أهمل الألفاظ الغريبة أو النادرة، وصب اهتمامه على ماهو مألوف من

صفحه 386

الألفاظ الثلاثية وما زيد عليها.

طُبع الكتاب عدّة طبعات، منها التي نشرتها دار الكتب المصرية بمجلدين سنة 1241هـ . وطُبع أيضاً في بيروت في مجلد واحد ضخم. ثم صدرت طبعة بتحقيق عبد الرحيم محمود في مجلدين. وهناك طبعات مصورة اُخرى على هذه الطبعات.

أساس البلاغة والمكاسب

ورد التصريح بذكر «أساس البلاغة» في أبحاث مكاسب الشيخ الأنصاري في موضعين، في الأول: نقل عنه تعريف «الطَرَب» في بحث الغناء(1). وفي الثاني : حكى عنه «تفسير الغرر» في بحث القدرة على التسليم(2).

هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشريّ، ولد بزمخشر، هي قرية كبيرة من قرى خُوارزم، واليها نسب. وكانت ولادته سنة 467هـ .

برع الزمخشري في البلاغة والعربية والمعاني والبيان.

كان من أكابر الحنفية ومن الداعين الى الاعتزال.

قدم بغداد قبل الخمسمائة، وسافر الى مكّة وجاور بها زماناً; ولقّب بـ «جار

  • (1) المكاسب 1: 291، وراجع أساس البلاغة: 277، مادة «طرب».
    (2) المكاسب 4: 177، وانظر أساس البلاغة: 322، مادة «غرر».
    (3) مصادر الترجمة: سير أعلام النبلاء 20: 154، الأنساب للسمعاني 3: 163، المنتظم 10: 112، وفيات الأعيان 5: 168، اللباب 2: 74، معجم الادباء 19: 126، الأعلام 7: 178.

صفحه 387

الله»، وتنقل في بقية البلدان أيضاً، ثمّ عاد إلى الجرجانية وتوفي فيها سنة 538هـ .

أخذ العلم عن أبي الحسن بن المظفر النيسابوري، وأبي سعد الشّقاني، وأبي منصور نصر الحارثي، وغيرهم.

له مؤلفات عديدة، منها:

الكشاف في تفسير القرآن (مطبوع)، اساس البلاغة (الكتاب مورد البحث)، المفصّل في النحو، المستقصى في الأمثال، الانموذج في النحو، القسطاس في العروض، الرائض في علم الفرائض ،التوقيف على مناهج التركيب والتأليف، وغيرها.

صفحه 388

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

لنشوان بن سعيد الحميري، المتوفى عام 573 هـ. وهو معجم لغوي يتضمن شروحاً علمية وطبيعية، وكثيراً ما يستشهد بالآيات القرآنية ويتعرض للقراءات وأوجهها الإعرابية، وكذلك يتعرض لذكر الأحكام الشرعية والعقائدية. فهو بالأضافة إلى كونه معجماً لغوياً، اعتبروه اشبه بدائرة معارف أيضاً.

رتب المؤلف الكتاب على حروف المعجم، وجعل لكل حرف من حروف المعجم باباً، ثمّ جعل كلّ باب من تلك الأبواب شطرين أحدهما للأسماء، والآخر للأفعال، مقدّماً الأصلي على المزيد متبدئاً في أول كل كتاب بالمضاعف، جاعلاً لكل كلمة من الأسماء والأفعال وزناً ومثالاً، مرتباً الكلمات في كلّ وزن ومشيراً إلى حرفها الأخير.

قال الحاجي خليفة في «كشف الظنون»(1) إنّه في 18 جزءً، وقال السيوطي في «بغية الوعاة»(2) إنّه في ثمانية اجزاء.

وقد اختصره ولده في جزئين، وسماه «ضياء العلوم (وفي الذريعة ضياء

  • (1) كشف الظنون 1: 1061.
    (2) بغية الوعاة 2: 312 برقم 2057.

صفحه 389

الحلوم)(1) في مختصر العلوم».

طُبع من شمس العلوم مجلدان من قبل دار عالم الكتاب. وطُبع أخيراً محققاً في اثني عشر مجلداً من قبل دار الفكر.

شمس العلوم والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في مكاسبه عن محكي شمس العلوم في موضع واحد فقط، وذلك في المكاسب المحرمة في بحث الغناء(2).

هو نَشْوان بن سعيد بن نَشْوان الحميري، القاضي أبو سعيد اليمني الحوثي(4).

لم يذكر أحد ممن ترجم له تاريخ ولادته، ولم يُعرف كذلك على التحديد مكان ولادته أيضاً.

أمّا نشأته الاُولى وتلقيه التعليم، فقد كان على الأرجح في حُوث، ولم يتحدث المؤلف في كتبه المعروفة لدينا عن شيوخه الذين تلقى العلم عنهم. ولكن مما لا شك فيه أن المترجم له كان عنده الاطلاع الواسع في عدّة علوم :

  • (1) الذريعة 14: 224، وكذا في هدية العارفين 2: 109.
    (2) المكاسب 1: 310.
    (3) مصادر الترجمة: معجم الأدباء 19: 217 برقم 27، بغية الوعاة 2: 312 برقم 2057، كشف الظنون 13: 86، معجم المؤلفين 13: 86، موسوعة طبقات الفقهاء 6: 339، الأعلام 8: 20.
    (4) نسبة إلى حوث: بلدة من بلاد حاشية شمالي صنعاء باليمن. انظر الاعلام 8: 20.

صفحه 390

كالفقه، والحديث، والاصول، والتاريخ، واللغة، والنحو، والصرف، والشعر، وعلم الفلك، وغيرها. وتتجلى هذه المعارف في كتابه هذا «شمس العلوم».

قال ياقوت الحموي فيه: «كان (نشوان) فقيهاً فاضلاً عارفاً باللغة والنحو والتاريخ وسائر الفنون، فصيحاً بليغاً، شاعراً مجيداً»(1).

ووصفه الخزرجي، قائلاً: «الفقيه العلاّمة المعتزلي النحوي اللغوي»(2).

استولى على قِلاع وحصون، وقدّمه أهل جَبَل صَبر; حتى صار ملكاً(3).

وله القصيدة «الحميرية» المشهورة التي أولها:

الأمْرُ جِدٌّ وهُوَ غَيْرُ مُزَاحِ *** فاعْمَلْ لِنَفْسِكَ صالحاً يا صَاحِ (4)

وصنف كتباً، منها:

التبيان في تفسير القرآن، العدل والميزان في موافقة القرآن، تاريخ اليمن وأنسابه، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (الكتاب مورد البحث)، الحور العين وتنبيه السامعين (مطبوع مع شرحه له)، التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض، خلاصة السيرة الجامعة لعجائب أخبار الملوك (مطبوع)، وغيرها.

توفي في سنة ثلاث وسبعين وخمسائة 573 هـ .

  • (1) معجم الادباء 19:217 برقم 76.
    (2) بغية الوعاة 2: 312.
    (3) راجع المصدر السابق.
    (4) وتسمى القصيدة النشوانية 127 بيتاً، نُشرت في مجلة الحكمة اليمانية. راجع الاعلام 8: 315.

صفحه 391

الصحاح

لإسماعيل بن حماد الجوهري، من أعلام اللغة المشهورين، المتوفى سنة 393هـ ، أو بعدها بقليل.

كتاب «الصحاح» اشتهر بكسر الصاد، جمع «صحيح»، واسمه الكامل «تاج اللغة وصحاح العربية»، وهو من اوائل المعاجم اللغوية التي رتبت حسب اواخر الكلمات.

قال الجوهري في مقدمة الكتاب:

«أودعت هذا الكتاب ما صحّ عندي من هذه اللغة... على ترتيب لم اسبق اليه، وتهذيب لم أغلب عليه»(1).

ومن مزايا «الصحاح»: انّه من المعاجم المختصره بالقياس الى غيره، مع سهولة تناوله، واختصاره فى الشرح والتفسير، وعنايته بمسائل الصرف والنحو بحيث انه انفرد في العديد منها(2).

ومن مميزاته أيضاً انه يكثر من شواهد القرآن والحديث والشعر.

وكذلك استمد مادته من الكتب اللغوية والمعاجم التي سبقته، والرواية عن

  • (1) الصحاح1: 33.
    (2) انظر مقدمة الصحاح بقلم احمد عبد الغفار العطّار: 129.

صفحه 392

العرب في البادية مباشرة أو مشافهة، وبخاصة أهل الحجاز.

وعلى الرغم من مكانة «الصحاح» ومزاياه، فانّ البعض أخذوا عليه عدّة هنات، منها: وقوع الغلط في مواضع عديدة، مع وقوع التصحيف والتحريف(1).

مع ذلك كان الصحاح موضع عناية علماء اللغة، تهذيباً وتنقيحاً واستدراكاً عليه، وتنبيهاً على هناته واخطاءه، فهناك مختصرات للصحاح، واشهرها: تهذيب الصحاح، لمحمود بن أحمد الزنجاني، المتوفى سنة 656هـ . ومختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر الرازي، المتوفى سنة 666هـ .

طُبع «الصحاح» مرتين، الاُولى سنة 1865 ميلادي، والثانية سنة 1957 ميلادي، في ستة مجلدات محققة تحقيقياً جيداً، بعناية أحمد عبد الغفار العطّار.

الصحاح والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من كتاب «الصحاح» في ما يقارب من عشرين موضعاً، مصرّحاً فيها بذكر المصدر «الصحاح»(2). هذا، بالاضافة الى الموارد التي نقل فيها عنه من دون التصريح بذكر المصدر، بل اكتفى بذكر عبارة عن «أهل اللغة»(3)، ونحوها.

ناقلا في ذلك أقوال الجوهري في الصحاح وكلماته.

  • (1) المصدر السابق: 135 وما بعدها.
    (2) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 289، وراجع الصحاح 6: 2449، مادة «غني».
    (3) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 258، في كلمات اللغوين حول المراد من السحر. وراجع الصحاح 2: 679، مادة «سحر».

صفحه 393

هو إسماعيل بن حمّاد الجوهري، من أعلام اللغة المشهورين، وكان يمتاز بالذكاء والفطنة.

نشأ في العراق، ورحل في طلب العلم، وسافر إلى الحجاز فطاف البادية، وشافه الأعراب، ثمّ أقام في نيسابور بخراسان، وعكف فيها على التدريس والتأليف حتى توفي سنة 393هـ . أو بعدها بقليل.

وكان حسن الخط، يُضرب به المثل في الجودة.

درس العربية عند خاله إبراهيم الفارابي، وسعيد السيرافيّ.

وقيل في سبب وفاته انّه بدا له أن يطير فصنع جناحين من خشب، ربطهما بحبل، وصعد سطح المسجد القديم في نيشابور، ونادى الناس قائلا: لقد صنعت مالم أسبق إليه، وسأطير الساعة، فازدحم الناس ينظرون إليه، فتأبط الجناحين، ونهض بهما، فخانه اختراعه فسقط إلى الأرض قتيلا (راجع أعلام الزركلى وغيرها).

وله من التصانيف:

كتاب العروض، الصحاح (الكتاب مورد البحث)، المقدمة في النحو.

  • (1) مصادر الترجمة: معجم الأدباء للحموي 2: 205، الكنى والألقاب 2: 161، الأعلام: 105، مقدمة الصحاح..

صفحه 394

القاموس المحيط

لمجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروز آبادي، المتوفى سنة 814هـ .

لقد اُوتي هذا الكتاب شهرة واسعة، واهتم به الباحثون واللغويون، قديماً وحديثاً، وجعلوه من بين معاجم الألفاظ المعتمد عليها.

وصف المصنّف كتابه في المقدمة، قائلا:

«وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد، مطروح الزوائد... مشتملا على فرائد أثيرَة، وفوائد كثيرة، من حسن الاختصار، وتقريب العبارة، وتهذيب الكلام...»(1).

وطريقة ترتيب «القاموس» بحسب أوائل الأصول المجردة للكلمات، مع مراعاة ما بعد هذه الاوائل على الترتيب، من جهة اُخرى.

ومن ابرز المزايا والخصائص التي يتصف بها كتاب القاموس المحيط: هو استيعابه لمعظم مفردات اللغة العربية، حتى الغريب النادر منها، ولكي لا يتعاظم حجم الكتاب، حاول المصنف أن يُفرغ عمله في قالب محكم من الايجاز والاحكام، فاضطر من أجل ذلك الى تكثيف مادته، وايجاز عبارته وتركيزها.

كما وحرص الفيروز آبادي على ضبط الكلمات بدقة، والتعويل في هذا الضبط على التمثيل بكلمات شائعة.

  • (1) القاموس المحيط: 3 (مقدمة المؤلف).

صفحه 395

وأيضاً من مزايا الكتاب: العناية بذكر المشهور من أعلام الأمكنة والاشخاص والقبائل، وضبطها.

ولكن مع هذه الخصائص الجيدة وغيرها، لقد وقعت في الكتاب أغلاط وأوهام، فممن تعقب ذلك وعلق على بعض محتوياته، أحمد فارس الشدياق المتوفى سنة 1887ميلادي في كتابه «الجاسوس على القاموس».

وأيضاً مما اُخذ على القاموس المحيط، انّه لا يطرد على نسق معين في ترتيب الفاظ كل مادة، واقتصاره على متن اللغة دون شروح كافية، وغموض عبارته أحياناً.

وهذا، مما جعل مرتضى الزبيدي يقوم بشرح القاموس المحيط، وسدّ النقص الموجود فيه، وسمّى الزبيدي شرحه هذا: «تاج العروس من جواهر القاموس» وأصبح بذلك معجماً مستقلا يضم عشرة مجلدات كبيرة، طبعت أول مرة سنة 1306هـ .

وأما القاموس المحيط فقد طُبع وصور مراراً، في مصر، ولبنان، منذ سنة 1872 ميلادي في أربعة مجلدات.

القاموس والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من هذا المصدر اللغوي في مواضع عديدة. صرّح في بعضها بالمصدر «القاموس»، وذلك في أكثر من اثني عشر مرة(1)، وفي البعض الآخر لم يصرح بالمصدر، بل اكتفى بذكر عبارة: «عن أهل

  • (1) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 240، بحث «الرشوة»، وراجع القاموس المحيط 4: 334.

صفحه 396

اللغة»، ونحوها(1).

هو مجد الدين محمّد بن يعقوب بن إبراهيم، أبو طاهر، الشيرازي الفيروزآبادي، من أعلام اللغة والأدب.

ولد بكارنين (بكسر الراء أو فتحها) من توابع شيراز. وانتقل إلى العراق ، وجال في مصر والشام، ورحل إلى «زبيد»(3) سنة 796هـ ، فسكنها وولي قضاءها وتوفي فيها.

أخذ العلم والأدب واللغة عن والده، وغيره من علماء شيراز.

ومن تلامذته: الصفدي، وابن عقيل، والجمال الأسنوي، وغيرهم.

كان قوي الحافظة، يحفظ كلّ يوم قبل أن ينام مائة سطر.

وله مصنفات، منها:

القاموس المحيط (الكتاب مورد البحث) وهو أشهرها، المغانم المطابة في معالم طابة.

وينسب للفيروز آبادي أيضاً:

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان، الدرر الغوالي في الأحاديث العوالي، سفر السعادة.

توفي سنة ست عشرة وثمانمائة (816هـ).

  • (1) كما في المكاسب 3: 130، في بحث الفاظ الإيجاب والقبول، وراجع القاموس المحيط 4: 347.
    (2) مصادر الترجمة: بغية الوعاة 1: 273، هدية العارفين 2: 180، الكنى والألقاب 3: 37، معجم المؤلفين 12: 118، الأعلام 7: 146.
    (3) زبيد مدينة مشهورة باليمن اُحدثت في أيام المأمون. معجم البلدان 3: 131.

صفحه 397

مجمع البحرين ومطلع النيرين

للشيخ فخر الدين بن محمّد بن أحمد بن طريح النجفي، المتوفى سنة 1087هـ .

الغرض من تأليف هذا الكتاب هو تفسير غريب حديث الشيعة خاصّة، كما صرّح بذلك مؤلفه(1).

غير أنّه أضاف إليه فوائد اُخرى، فضمنه إيضاح غريب القرآن الكريم، وابتدأ كلّ مادة ما يتصل بها من آي القرآن، ثمّ يُتبعها ما اتصل بها من حديث أهل البيت (عليهم السلام) .

وزاد أيضاً ما ادخله من مفردات مستخدمة في اللغة، وإن لم ترد في الأحاديث والأخبار، وأدخل تراجم مختصرة لبعض الأعلام والبلدان كل في محلّه، هذا مما ضاعف من فوائد الكتاب.

وقد ألحق في نهاية الكتاب فوائد متعددة ومختلفة، ومنها ما لا صلة له باللغة أو بموضوع الكتاب، وأفرد لكل فائدة عنواناً.

واما منهج المصنف في ترتيب مواد الكتاب، فإنّه اتبع في ذلك منهج

  • (1) انظر مجمع البحرين: 9 «مقدمة المؤلف».

صفحه 398

الجوهري في كتاب الصحاح، غير انّه جعل بابي الهمزة باباً واحداً; ليكون التناول أسهل، والانتشار أفضل.

والكتاب من الكتب النافعة، التي ابدع فيها المصنف واجاد، حيث تضمن تفسير لغات غريب القرآن، ولغات غريب الحديث. ولكن الكتاب لم يحقق استيفاء الغرض الاّ النزر اليسير، قياساً بحجم ما ورد عنهم عليهم السلام مما يحتاج إلى بيان، ولقد أشار إلى ذلك كل من اطلع عليه من علمائنا(1).

كما وانّه اغفل الكثير مما يحتاج إلى البيان مع أنّه أتى أحياناً بما لا يحوي على شيء من الغريب وفسّره. وأيضاً هناك بعض الملاحظات على الكتاب عمدتها: وقوع بعض الأخطاء فيه، بالاضافة إلى وقوع التصحيف والتحريف، ذُكرت في مقدمة الطبعة المحققة من قبل قسم الدراسات الاسلامية لمؤسسة البعثة.

طُبع الكتاب عدّة طبعات، منها في ستة أجزاء حسب طريقة المصنف اعتماداً على الحرف الأخير. وطُبع طبعة اُخرى محققة رتبت مواد الكتاب ترتيباً جديداً باعتماد الحرف الأول من الكلمة بدلا من حرفها الأخير، وذلك من قبل مؤسسة البعثة في قم المقدسة.

مجمع البحرين والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من هذا المصدر في عدّة مواضع، صرّح في بعضها بالمصدر «مجمع البحرين»، كما في مبحث الرشوة(2) وغيرها.

  • (1) راجع رياض العلماء للأفندي 4: 333.
    (2) انظر المكاسب 1: 241، وراجع مجمع البحرين 1: 184.

صفحه 399

هو الشيخ فخر الدين بن محمّد علي بن أحمد بن علي الأسدي، النجفي الرمّاحي الأصل، الشهير بالطُّريحي.

ولد في النجف الأشرف، ونشأ فيها نشأة علمية مباركة تلقى العلم فيها عن جماعة من الفقهاء والعلماء، منهم:

والده محمد علي، وعمّه محمّد حسين، والسيد شرف الدين علي الشولستاني النجفي، والشيخ محمود بن حسام المشرفي، وغيرهم.

وقد وصفه كلّ من ترجم له بالزهد والورع والتقوى.

وأتقن مختلف العلوم والفنون، فقهاً، وحديثاً، ولغة، وتفسيراً، وبرع فيها، ونظم الشعر.

وعكف على التصنيف في شتى العلوم، ولم يترك ذلك حتى في أسفاره.

تلمّذ عنده وروى عنه: ولده صفي الدين، وابن أخيه حسام الدين بن جمال الدين، ومحمد تقي المجلسي، والسيد هاشم البحراني، ومحمد أمين الكاظمي، ومحمد بن عبد الرحمان الحلّي.

وصنف ما يربو على أربعين كتاباً، منها:

الفخرية الكبرى في الفقه، الفخرية الصغرى مختصرة للكبرى، الضياء اللامع في شرح المختصر النافع، مجمع البحرين ومطلع النيرين (الكتاب مورد البحث)، كشف غوامض القرآن، اللمعة الوافيه في أصول الفقه، مشارق النور في تفسير القرآن، الأربعون حديثاً، جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال

  • (1) مصادر الترجمة: أمل الآمل 2: 214، رياض العلماء 4: 332، روضات الجنات 5: 349، الكنى والألقاب 2: 448، الفوائد الرضوية: 348، مصفى المقال: 349، طبقات أعلام الشيعة 5: 434، الأعلام 5: 138، موسوعة طبقات الفقهاء 11: 221.

صفحه 400

(مطبوع)، حاشية على «المعتبر في شرح المختصر» في الفقه للمحقق الحلّي، تحفة الوارد وعقال الشارد في اللغة، وغيرها.

تُوفي بالرّماحية عام 1087هـ . ونُقل الى النجف الأشرف، ودُفن في ظهر الغري.

ومن شعره، قوله في مدح أهل البيت (عليهم السلام)  :

طوبى لمن أضحى هواكم قصده *** وإلى محبتكم إشارة رمزهِ

في قربكم نيل المسرّة والمنى *** وجنابكم متنزه المتنزّهِ

قلبي يهيم بحبكم تقريظه *** في مثلكم والله غاية عجزه (1)

***

  • (1) مجمع البحرين ج1، المقدمة.

صفحه 401

المصباح المنير في شرح غريب الشرح الكبير

لأبي العباس، أحمد بن محمّد بن علي الفيومي الحموي المتوفى سنة 770هـ . وهو من المعاجم القديمة، التي التزمت طريقة الترتيب الهجائي على أوائل الكلمات بعد ردّها إلى اصولها المجردة.

والمصباح المنير معجم صغير في حجمه، كبير في فائدته، اعتمد المصنف في تأليفه على سبعين مصنفاً، منها المطول ومنها المختصر، وقد ذكرها في آخر المعجم(1)، وهذا يدلّ على عنايته الفائقة، واهتمامه البالغ في ذلك.

وجّه الفيومي عنايته في الشرح الى تلك الألفاظ اللغوية الواردة في كتب الفقه الشافعي، وبالذات كتاب الوجيز للرافعي(2)، ولكنه مع ذلك يعتبر الكتاب معجم لغة قبل كل شيء، وليس موضوعه تفسير اصطلاحات الفقه.

واسم الكتاب الكامل ـ كما صرّح المصنف في المقدمة ـ «المصباح المنير في غريب الشرح الكبير»(3).

  • (1) المصباح المنير: 365، (طبعة بيروت).
    (2) المصدر السابق: 5، (مقدمة المؤلف).
    (3) المصدر السابق: 5 (مقدمة المؤلف).

صفحه 402

وللمصباح المنير ميزات كثيرة، ولعل أهمها كثرة استشهاده بالحديث الشريف، وعنايته الفائقة بإبراز المعاني الفقهية إلى جانب المعاني اللغوية.

طُبع الكتاب عدّة طبعات، منها في ايران من قبل منشورات دار الهجرة في قم. والطبعة المحققة التي صدرت في بيروت، بتحقيق يوسف الشيخ محمد، وغيرها من الطبعات. وكل الطبعات التي صدرت، كانت في مجلد واحد.

المصباح والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري من هذا المصدر اللغوي في مكاسبه في عدّة مواضع، بلغ التصريح بـ«المصباح المنير»(1) في مايقارب من أحد عشر موضعاً. هذا، بالإضافة إلى الموارد التي لم يصرح فيها بذكر المصدر(2).

ولقد نقل الشيخ الأنصاري عن المصباح، التعاريف الواردة في: الرشوة، الغناء، الطَرَب، الغيبة، الكاهن والكهانة، الهجاء، البيع، الغرر، احتكار الطعام، الأرش.

هو أحمد بن محمّد بن علي الفيومي الحموي، أبو العباس.

  • (1) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 241، بحث الرشوة، وراجع المصباح المنير: 228.
    (2) حكى الشيخ الأنصاري عن «جماعة من أهل اللغة» القبول بلفظ «بعت» وذلك في مبحث ألفاظ الإيجاب والقبول في البيع والشراء، وكان صاحب مصباح المنير من أولئك «الجماعة». راجع المكاسب 3: 133 وانظر المصباح المنير: 69.
    (3) مصادر الترجمة: الدرر الكامنة 1: 314، بغية الوعاة 1: 389، الأعلام 1: 224، هدية العارفين 1: 113.

صفحه 403

قال في الدرر الكامنة: «اشتغل ومهر في العربية عند أبي حيّان، ثم قطن حماة، وخطب بجامع الدهشة، وكان فاضلا عارفاً بالفقه واللغة»(1).

ولد ونشأ بالفيوم (بمصر)، ثمّ رحل إلى حماة (بسورية) فقطنها.

قال ابن حجر: «كأنه عاش إلى بعد 770هـ . وعلّق محمّد بن السابق الحموي على احدى النسخ المخطوطة من الدرر الكامنة بأنّه توفي في حدود 760هـ »(2).

ومن مصنفاته:

المصباح المنير (الكتاب مورد البحث)، نثر الجمان في تراجم الأعيان، ديوان خطب.

  • (1) الدرر الكامنة 1: 314.
    (2) الاعلام 1: 224.

صفحه 404

المُغرب

لأبي الفتح، ناصر الدين بن عبد السيد الخوارزمي الحنفي، الشهير بالمطرزي، المتوفى بخوارزم سنة 610هـ .

كتاب «المغرب» معجم لغوي متوسط، يعني بشرح غريب الألفاظ والمفردات في اللغة العربية، كما يعني بضبط أعلام الرجال والبلدان. وقد صبّ المطرزي عنايته في الشرح على تلك الألفاظ اللغوية الواردة في كتب الفقه الحنفي.

وقد استمد المطرزي مادة كتابه وشواهده من مصادر مختلفة، فهو يحتج بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أئمة اللغة العربية; حتّى أصبح كتاب «المغرب» أشبه بموسوعة ثقافية موجزة متنوعة.

وقد كان «المغرب» نفسه مرجعاً لبعض الكتب اللغوية التي اُلفت بعد المطرزي، فنجد نقولا منه في: «المصباح المنير»للفيومي، و«مختار الصحاح» للرازي، و«تاج العروس»، وغيرها..

وكان المطرزي قد ألف قبله كتاب «المُعرب في اللغة»، وهو كبير الحجم، ثمّ اختصره، وهذبه، ورتبه على حروف المعجم في كتابه الذي نتكلّم حوله هنا، واسمه الكامل «المُغرب في ترتيب المعرب»، مضيفاً اليه زيادات استقاها من مصادر مختلفة، وأوضح في مقدمة «المُعرب» سبب تلك التسمية، فقال:

صفحه 405

«وسميته بكتاب: المُغرب في ترتيب المعرب، لغرابة تصنيفه، ورصانة ترصيفه..»(1).

وأما طريقة المطرزي في «المُغرب»، فقد رتبه هجائياً على حسب أوائل الكلمات ـ كأساس البلاغة ـ بعد تجريدها من الزوائد، واعادتها إلى اصولها المجردة، وجعل لمعجمه ذيلا يحوي كثيراً من ضوابط اللغة، ومسائل النحو والصرف، وحروف المعاني.

طُبع كتاب «المُغرب» أول مرة في حيدر آباد بالهند سنة 1328هـ . في جزأين . ثمّ صدرت له طبعة جديدة، بتحقيق محمود فاخوري، وعبد الحميد مختار، وطُبعت في حلب سنة 1982 ميلادي.

المُغرب والمكاسب

جاء التصريح بذكر هذا المصدر اللغوي «المُغرب» في مباحث المكاسب فى موضعين فقط، أحدهما: في بحث «الكهانه»(2). والآخر: في «تفسير الغرر» في بحث القدرة على التسليم(3).

هو أبو الفتح، ناصر الدين بن عبد السيد، الخوارزمي الحنفي، الشهير

  • (1) المُغرب: 4.
    (2) المكاسب 2: 37، وانظر المُغرب 2: 164.
    (3) المكاسب 4: 177، وراجع المُغرب 2: 70. (4) سير اعلام النبلاء 22:27، هدية العارفين 2:488، الكنى والالقاب 3:188، الأعلام 7:348.

صفحه 406

بالمطرزي نسبة إلى من يطرز الثياب ويرقمها، وربما كان أحد أجداده يتعاطى ذلك.

وقد نشأ المطرزي في «الجرجانية» قصبة اقليم خوارزم، وفيها درس وتعلّم. جاب الامصار، ونال شهرة واسعة، وانتفع بعلمه الناس.

كان بارعاً في: اللغة، والفقه، والحديث.

قال الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء:

«شيخ المعتزلة.. كان رأساً في فنون الأدب داعية إلى الاعتزال. أخذ عن أبيه والموفق بن أحمد خطيب الخوارزم، وسمع من محمّد ابن أبي سعد التاجر، وجماعة. وله عدّة تصانيف منها: شرح المقامات.

ولد عام توفي الزمخشري.

ومات في جمادي الاولى سنة 610، ورثي بأكثر من مائة قصيدة»(1).

قال الزركلي في ترجمته:

«أديب، عالم باللغة، من فقهاء الحنفية، ولد في جرجانية الخوارزم، ودخل بغداد حاجاً سنة 601هـ ، كان رأساً في الاعتزال»(2).

ويقال له خليفة الزمخشري; لشدة مشيه على طريقته.

  • (1) سير اعلام النبلاء 22: 28.
    (2) الأعلام 7: 348.

صفحه 407

النهاية في غريب الحديث والأثر

لمجد الدين المبارك بن محمّد الجزري الموصلي، المعروف بابن الأثير، المتوفى سنة 606هـ .

وهذا الكتاب من الكتب المشهورة في شرح غريب الحديث والأثر، أفاد منه وأربى عليه في استقصاء رائع.

وقد رتب المصنف مواد كتابه على الحروف الهجائية تبعاً للحرف الأول من الأصل المجرد للكلمة، وراعى ما يليه من الحروف مثل كلمة «بحث» تجدها في باب الباء مع الحاء.

فهو يذكر الحديث النبوي الذي ورد فيه ذلك اللفظ، ويوضح معناه، وقد يذكر له شواهد اُخرى من الحديث واللغة.

بالاضافة إلى ما ذكرناه، انّه ضمّن الكتاب فوائد علمية قيّمة، ولم يقف عند حدود المادة اللغوية في شرح غريب الأحاديث والآثار.

طُبع كتاب «النهاية» مراراً، وآخر طبعاته طبعة جيدة بتحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي، سنة 1383هـ . وتقع في خمسة مجلدات.

صفحه 408

النهاية والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من هذا المصدر اللغوي في مواضع عديدة، بلغ التصريح فيها بذكر المصدر «النهاية» في أكثر من ثمانية مواضع (1). هذا، بالاضافة الى الموارد التي لم يصرّح فيها بذكر المصدر.

ولقد نقل الشيخ الأنصاري عن «النهاية» تعريف: السحر، الغيبة، الغناء، الكاهن، الهجاء، الغرر، وغيرها.

هو المبارك محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الجزري الموصلي، كنيته «أب و السعادات»، ويلقّب مجد الدين، ويعرف بابن الأثير.

كان لغوياً بارعاً. ولد ونشأ في الجزيرة، وتلقى فيها دروسه الأولى، ثمّ بعدها انتقل إلى الموصل سنة 565هـ . وواصل دراسته هناك.

وهو أخو عز الدين بن الأثير المورخ، صاحب كتاب «الكامل في التاريخ» وضياء الدين ابن الأثير الكاتب، صاحب كتاب «المثل السائر».

وقال ياقوت الحموي في ترجمته في كتاب «معجم الأدباء»:

«كان عالماً فاضلا.. قد جمع بين علم العربية، والقرآن، والنحو، واللغة ، والحديث.. وكان شافعياً»(3).

  • (1) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 241، بحث «الرشوة»، وراجع النهاية 2: 226.
    (2) مصادر الترجمة: وفيات الأعيان 3: 289 طبقات الشافعية 5: 153، شذرات الذهب 4: 327، معجم الأدباء 17: 71، النجوم الزاهرة 6: 198، بغية الوعاة: 385.
    (3) معجم الادباء 17:71.

صفحه 409

قرأ الأدب والنحو على ناصح الدين أبي محمد سعيد ابن المبارك بن علي البغدادي النحوي، المتوفى سنة 569هـ . وأبي الحرم مكّي بن ريّان بن شَبّ ة النحوي، نزيل مصر المتوفى سنة 603هـ .

له مصنفات، منها:

البديع، جامع الاُصول في أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله) ، النهاية في غريب الحديث والأثر (الكتاب مورد البحث)، الفروق واالأبنية، الشافي (شرح مسند الشافعي)، تهذيب فصول ابن الدهان، الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشّاف، الباهر في الفروق، وغيرها.

أصابه مرض لازمه إلى أن توفي في احدى قرى الموصل سنة 606هـ .

صفحه 410

صفحه 411

صفحه 412

صفحه 413

المصادر الاُخرى

لقد استفاد الشيخ الأنصاري في أبحاثه من مصادر متعددة، غير مصادر الفقه ، والحديث، واللغة، و... مثلا نراه كان يرجع إلى كتب تفسير القرآن الكريم، وبعض الكتب الأخلاقية، والعقائدية، وغيرها، وذلك لأنّ أبحاثه كانت تتطلب منه الخوض في مثل هذه الكتب والمصادر; حتّى يتمكن من تثبيت مباحثه بالأدلة الكافية والأقوال المؤيدة..

لذا سوف نتطرق الى ذكر مثل هذه المصادر التي رجع اليها الشيخ في مكاسبه; وذلك لاتمام الفائدة وتكميل البحث :

صفحه 414

صفحه 415

أجوبة المسائل المهنائية

للعلاّمة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهّر، المتوفى سنة 726 هـ.

وهي مجموعة من الأجوبة عن الأسئلة التي قدّمها المهنأ بن سنان المدني (1)إلى العلاّمة الحلّي، والتي تشتمل على أسئلة عقائدية، وفقهية، وربما تفسيرية ، وأدبية، طالباً الجواب عليها.

وقدّمت الاسئلة(2) من السيد المهنأ في ثلاث دفعات، أجاب عليها العلاّمة بخطّه، عُرفت بـ «الاُولى، والثانية، والثالثة» ودوّن كل منها في رسالة انتشرت

  • (1) وهو مهنا بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة بن محمّد بن إبراهيم الإمامي المدني، قاضي المدينة، اشتغل كثيراً فى خدمة الناس، وكان حسن الفهم، جيّد النظم، ولاُمراء المدينة فيه اعتقاد، وكانوا لا يقطعون أمراً دونه; وكان كثير النفقة، مات سنة 754. راجع الدرر الكامنة للعسقلاني 4: 368.
    (2) قال الشيخ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة في المائة الثامنة ص224: «ويظهر منه (مهنا بن سنان) أنه كان مرجعاً للأحكام والقضاء في المدينة، ولما زار العتبات المقدسة بالعراق كتب المسائل المهنائية وأرسلها إلى العلاّمة، وأجاب عنها العلاّمة بداره في الحلّه سنة 717، وقد وصف السائل في أول جواب المسألة بقوله: السيد الكبير، المعظم المرتضى...

صفحه 416

مخطوطاتها في المكاتب العامة والخاصة حتى وصلت إلينا في هذا العصر.

ويبدو من الاسئلة أن السائل كان يطالع كتب العلاّمة بدقة أولا، ويدقق فيما يرتأي السؤال عنه، ثمّ يلجأ إلى السؤال عمّا يستوجب السؤال عنه; ولهذا كانت الأسئلة ناضجة تصدر من شخص له الاطلاع المسبق بموضوعها، وقد درسها قبل طرحها للسؤال.

وأيضاً كانت جوابات العلاّمة ـ وخاصّة الفقهية منها ـ مقتضبة، كان يكتفي باعطاء الحكم والرأي مع الإشارة إلى الدليل العقلي أو النقلي، بحيث كان يوجه اجوبته الى شخصية فاضلة، لها دراسات ومطالعات في مواضيع مختلفة.

طُبع الكتاب مراراً، منها طبعة الخيام في قم مع تقديم الشيخ محي الدين المامقاني، في مجلد واحد. وطُبع الكتاب ـ مؤخراً ـ أيضاً مع تعليقات السيد محمد تقي الموسوي، مع تقديم السيد أحمد الحسيني، في مجلدين.

المسائل المهنائية والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في مكاسبه عن أجوبة المسائل المهنائية في موضع واحد من أبحاثه، وذلك في مسألة الأكتساب بالأعيان النجسة(1).

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «1»، «ارشاد الاذهان» .

  • (1) راجع المكاسب 1: 75. وانظر أجوبة المسائل المهنائية: 48، المسألة 53.

صفحه 417

التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية

للسيد عبدالله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري، في شرح «النخبة» للمولى محمد محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني (المتوفى 1091 هـ)، وهو شرح ممزوج كبير مع الإشارة إلى أدلة الأحكام وذكر نصوص الأخبار والأحاديث.

قال المصنف في اجازته الكبيرة (في الفصل الخامس) التي ذكر فيها مؤلفاته:

«هو (التحفة السنية) كتاب جامع، يشتمل على خلاصة علم الأخلاق ، ومهمات الفقه من أوله إلى آخره، يجري مجرى شرح اللمعة في الدقة والايجاز ، ويزيد عليه بالاشارة غالباً إلى مآخذ الأحكام، ومزايا اُخر...»(1).

وهناك نسخ عديدة للكتاب منها، نسخة عصر المؤلف التي عليها خطه بانه فرغ من مباحثته لجمع من الطلاب في سنة 1170 هـ(2).

وتوجد عدّة نسخ خطية من «التحفة» في مكتبة السيد المرعشي في قم ، وكذلك في مكتبة المشهد الرضوي.

ولا يزال الكتاب لم يطبع بالطباعة الحروفية.

  • (1) الاجازة الكبيرة: 56.
    (2) انظر الذريعة 3: 442 ـ 443.

صفحه 418

شرح النخبة والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري إلى نقل ما أفاده السيد «شارح النخبة» في موضعين من المكاسب المحرمة، أحدهما: في مسالة التنجيم(1)، وثانيهما، في مسألة السحر(2).

وناقش الشيخ كلام السيد في الموضع الأول، وعلق عليه.

هو السيد عبدالله بن نور الدين بن نعمة الله بن عبدالله الموسوي الجزائري التستري، أحد فقهاء الإمامية، وكان ماهراً في علم الحديث وفنون اُخرى.

ولد بتستر عام 1112 هـ. ونشأ فيها وتعلم مبادئ العلوم الدينية، ثمّ أكثر من القراءة في الفقه، والحديث، والتفسير، والعربية، وانتفع كثيراً بوالده «نور الدين» ، فكان قد تلمذ عنده من أول زمن تحصيله إلى أن انتقل إلى دار الآخرة.

وكذلك أخذ العلم وروى عن جماعة، منهم:

السيد أحمد العلوي الخاتون آبادي، ومحمد باقر التستري، وشمس الدين بن صفر البصري، والسيد علي بن عز الله الجزائري، ومحمد رضا الطبري، ويعقوب بن إبراهيم الحويزي، والسيد نصر الله الحائري، وغيرهم.

تصدى للتدريس في بلدته، وولي امامة الجمعة والجماعة والافتاء بعد وفاة

  • (1 و2) المكاسب 1: 214 و266.
    (3) مصادر الترجمة: روضات الجنات 4: 257، الفوائد الرضوية: 256، خاتمة مستدرك الوسائل 2: 142، أعيان الشيعة 8: 87، طبقات أعلام الشيعة (الثانية بعد العشرة): 456، الذريعة 3: 243، معجم المؤلفين 6: 160، مصفى المقال: 246، موسوعة طبقات الفقهاء 12: 199 برقم 3731، الاجازة الكبيرة للسيد عبدالله الجزائري.

صفحه 419

والده سنة 1158 هـ.

ومن تلامذته والراوين عنه:

السيد عبد الكريم بن جواد الجزائري، إبراهيم بن عبدالله الهميلي، ومحسن بن حيدر البهبهاني، ومحمد رضا بن نصير التستري، والسيد زين الدين بن إسماعيل الجزائري، ومحمد زمان بن علي الصحاف، وغيرهم.

وصنف كتباً و مجموعة من الرسائل، ذكرها (قدس سره) في اجازته الكبيرة(1) للشيخ محمد بن كرم الله الحويزي وابن أخيه إبراهيم، وهي تتجاوز الثلاثين، منها:

«الأنوار الجلية في أجوبة المسائل» أجاب بها السيد علي النهاوندي، الذخر الرائع في شرح «مفاتيح الشرائع» في الفقه للفيض الكاشاني، التحفة السنية في شرح «النخبة» المحسنية (الكتاب مورد البحث)، رسالة كاشفة الحال في معرفة القبلة والزوال، رسالة الذخيرة الأبدية في جوابات المسائل الأحمدية، تذكرة شوشتر بالفارسية (مطبوعة) في تاريخ تستر، حاشية على «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» للشهيد الثاني، حاشية على مقدمات «الوافي» للفيض الكاشاني، حاشية على «الأمالي» للصدوق، رسالة في علم النحو، حاشية على «خلاصة الحساب» للشيخ البهائي، وغيرها.

توفي عام 1173 هـ في تستر، ودفن فيها إلى جوار قبر أبيه.

  • (1) راجع الاجازة الكبيرة (للمؤلف): 50 ـ 57، الفصل الخامس.

صفحه 420

تمهيد القواعد الأصولية والعربية لتفريع الأحكام الشرعية

للشهيد الثاني، زين الدين بن علي العاملي، المستشهد عام 966 هـ، فهو كتاب جيد جمع الاُصول وقواعد اللغة العربية والفقه وبالأخص المسائل النادرة التي لم يتعرض لها العلماء، كل ذلك في اختصار غير مخل.

وذكر المصنف في مقدمة الكتاب: إنه رتب البحث على قسمين، قائلاً:

«أحدهما: في تحقيق القواعد الاُصولية، وتفريع ما يلزمها من الأحكام الفرعية.

والثاني: في تقرير المطالب العربية، وترتيب ما يناسبها من الفروع الشرعية.

واخترنا من كل قسم منها مائة قاعدة متفرقة من أبوابه، مضافة إلى مقدمات وفوائد ومسائل يتم بها المقصود من غرضنا به...»(1).

وقيل: إن الشهيد الثاني لما رأى كتابي التمهيد والكوكب الدري، كلاهما للإسنوي الشافعي المتوفى عام 772 هـ.، أحدهما: في القواعد الاُصولية، والآخر : في القواعد العربية، وما يتفرع عليهما، وليس لأصحابنا مثلهما، ألف هذا الكتاب، وجمع بين ما في الكتابين في كتاب واحد، باسلوبه الجميل مع اسقاط ما في

  • (1) راجع تمهيد القواعد: 24 (مقدمة المؤلف).

صفحه 421

الكتابين من الزوائد(1).

طُبع الكتاب على الحجر مع كتاب الذكرى للشهيد الأول، الذي تولى نشره صاحب منشورات بصيرتي في قم. ثمّ طُبع أخيراً محققاً في مجلد واحد، من قبل مكتب الاعلام الإسلامي في خراسان، وذلك عام 1416 هـ.

التمهيد والمكاسب

ورد التصريح بذكر كتاب «تمهيد القواعد» في موضعين من مكاسب الشيخ، احدهما: في مسألة اشتراط التنجيز في العقد، حيث نقل عنه دعوى الإجماع في المسألة(2). وثانيهما: في مبحث خيار العيب في مسألة الأرش(3).

المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «26»، «رسالة في صلاة الجمعة».

  • (1) راجع الذريعة 4: 433.
    (2) المكاسب 3: 163، وراجع تمهيد القواعد: 533، القاعدة 198.
    (3) المكاسب 5: 406، وانظر تمهيد القواعد: 284، القاعدة 97.

صفحه 422

تنبيه الخواطر ونزهة النواظر

للشيخ أبي الحسين ورّام بن أبي الفراس الحلّي، والكتاب يُعرف أيضاً بـ «مجموعة ورّام»، وهو عبارة عن مجموعة قيّمة في التربية والأخلاق وتهذيب النفوس، والحاوي على الكثير من العظات والعبر مع الايجاز.

قال المحدّث النوري في خاتمة المستدرك حول الكتاب:

«... وأكثر فيه النقل عن حسن ابن أبي الحسن البصري، حتّى ظن جمّ من ناسخيه أنه المجتبى الزكي، أو أبو محمد العسكري صلوات الله عليهما»(1).

إلاّ أنّ الناشر ذكر في المقدمة:

«انّ جّل ما حكي في هذا الكتاب عن (الحسن) من الكلم والحكم النادرة انما هو للإمام السبط الزكي المجتبى (عليه السلام) ، قد اشتبه الأمر على من عزاه إلى الحسن البصري(2)».

طُبع الكتاب في طهران عام 1303، وطُبع بعده ثلاث مرات(3). والطبعة

  • (1) خاتمة مستدرك الوسائل 3: 21، الفائدة الثالثة، ترجمة الشيخ ورّام الحلّي.
    (2) تنبيه الخواطر: 3 (مقدمة الناشر).
    (3) راجع الذريعة 24:130.

صفحه 423

المتداولة اليوم هي في مجلد واحد، طُبعت من قبل مكتبة الفقيه في قم المقدسة.

تنبيه الخواطر والمكاسب

ورد التصريح بكتاب الشيخ ورّام في موضع واحد فقط، وذلك عندما نقل عنه الشيخ الأنصاري في المسألة الثانية والعشرين من مسائل الاكتساب بالعمل المحرم في نفسه، وهي مسألة حرمة معونة الظالمين في ظلمهم، قال الشيخ الأنصاري ما لفظه:

«فعن كتاب الشيخ ورّام بن أبي فراس»(1)، ثم ذكر روايتين عنه.

هو الشيخ ورّام بن أبي فراس بن ورّام، أبو حسين الحلّي، من ذرية مالك الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) . كان عالماً، فقيهاً، زاهداً.

  • (1) المكاسب 1: 53، وراجع تنبيه الخواطر (مجموعة ورّام) 1: 54. والرواية الاُولى هي: قال (عليه السلام) : «من مشى إلى ظالم ليعينه وهو ظالم فقد خرج عن الإسلام».
       والثانية: قال (عليه السلام) : «إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين الظلمة، أين أعوان الظلمة، أين أشباه الظلمة حتى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة، فيجتمعون في تابوت من حديد، ثمّ يرمى بهم في جهنم».
    (2) مصادر الترجمة: فهرست منتجب الدين: 195 برقم 522، لسان الميزان 6: 218، جامع الرواة 2: 299، أمل الآمل 2: 338 برقم 1040، رياض العلماء 5: 282، طبقات أعلام الشيعة (في المائة السابعة): 197، معجم رجال الحديث 20: 208 برقم 13164، موسوعة طبقات الفقهاء 7: 289 برقم 2630.

صفحه 424

ولم يتطرق الباحثون والمتعرضون لترجمته الى سنة ولادته. لكن مما لا ريب فيه أنّه وُلد بمدينة الحلّة، التي كانت آنذاك مركز العلم والعلماء.

قرأ فيها على سديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازي، وحظي برعايته.

وروى عن الشريف علي بن إبراهيم العلوي العريضي.

وكذلك أخذ العلم عن محمد بن محمد بن هارون، المعروف بابن كمال.

وكان الشيخ ورّام شغوفاً بتحصيل العلم، وكسب الأدب والمعرفة.

قال عنه الشيخ منتجب الدين في فهرسته:

«الأمير الزاهد أبو الحسين ورّام بن أبي فراس بالحلّة، عالم فقيه صالح شاهدته بالحلّة...»(1).

وقال الشيخ الحر العاملي في تذكرة المتبحرين بعد أن نقل هذا الكلام عن منتجب الدين:

«وهذا الشيخ الفاضل الجليل القدر، جدّ السيد رضي الدين علي بن طاووس لأمّه...»(2).

وقال في مدحه الأفندي في رياض العلماء:

«الإمام الكبير والفقيه المحدّث...»(3).

صنف كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (الكتاب مورد البحث)، وله أيضاً رسالة في مسألة «المواسعة والمضايقة» في الصلاة.

ذكر مترجموه(4) انّه تُوفي 605 هـ. بمدينة الحلّة مسقط رأسه، وفيها دفن.

  • (1) فهرست منتجب الدين: 195 برقم 522.
    (2) راجع معجم رجال الحديث 20: 209.
    (3) رياض العلماء 5: 282.
    (4) ذهب صاحب لسان الميزان إلى أنّه توفى سنة خمسين وست ومائة، وهو غير صحيح. راجع لسان الميزان 6: 218.

صفحه 425

الحديقة الهلالية في شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّادية

للشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي، المعروف بالشيخ البهائي، شرح لأدعية «الصحيفة السجّادية » للإمام السجّاد (عليه السلام) ، وسمّى هذا الشرح بـ «حدائق الصالحين»، وهو من الشروح الموسعّة لهذه الصحيفة المقدّسة، وسمّى كلّ دعاء باسم خاص، فهناك الحديقة الأخلاقية، والحديقة الصومية، والحديقة الهلالية و...

ولكن الموجود المتداول من الشرح هو «الحديقة الهلالية» فقط، في شرحه دعائه (عليه السلام) عند رؤية الهلال، وهو الدعاء الثالث والأربعون.

ويعتبر من الشروح الرائعة جداً، حيث يجد القارئ فيه البحوث المختلفة والمتنوعة ، كالفلسفية، والطبيعية، والكلامية، وبحوث فى الهيئة والنجوم، وغيرها

واما بقية الشروح الآن غير متوفرة على الرغم من كونها كانت موجودة سابقا.

قال الشيخ الطهراني صاحب الذريعة:

« لقد شرح (الشيخ البهائي) الصحيفة السجادية للإمام السجّاد (عليه السلام) ، جعل شرح كلّ دعاء في حديقة، وقد خرج شرح عدّة من حدائقه، وكانت تلك العدة موجودة في المشهد الرضوي في عصر العلاّمة المجلسي، كما ذكره بعض

صفحه 426

معاصريه أو تلاميذه في رسالة كتبها إليه...»(1).

و مما يؤيد ذلك قول المصنف في آخر «الحديقة الهلالية»:

«تم تأليف الحديقة الهلالية، من كتاب حدائق الصالحين، ويتلوها بعون الله الحديقة الصومية، وهي شرح دعائه (عليه السلام) عند دخول شهر رمضان.

واتفق الفراغ منها في الجانب الغربي من دار السلام بغداد، بالمشهد المطهر الكاظمي، على من حلّ فيه من الصلوات فضلها، ومن التسليمات أكملها، في أوائل جمادى الآخر، سنة ألف وثلاث من الهجرة..»(2).

طُبع الكتاب منضماً إلى شرح الصحيفة السجادية للسيد نعمة الله الجزائري المتوفى عام 1316 هـ. ثم طُبع أيضاً محققاً من قبل مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث في قم، بتحقيق السيد علي الموسوي الخراساني عام 1410 هـ. في مجلد واحد.

الحديقة الهلالية والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في بحث المكاسب المحرمة في مسألة ا لتنجيم، ما افاده صاحب «الحديقه الهلاليه»، معبراً عنه بـ «شيخنا البهائي»(3) من دون التصريح بالمصدر المذكور.

  • (1) الذريعة 6: 288.
    (2) الحديقة الهلالية: 156، (الطبعة المحقّقة).
    (3) المكاسب 1: 225، وانظر الحديقة الهلالية: 139 (طبعة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) ، في قم).

صفحه 427

هو الشيخ بهاء الدين أبو الفضائل محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي الحارثي الهَمْداني العاملي، الملقب بالشيخ البهائي. ينتهي نسبه الشريف إلى الحارث الهَمْداني الذي عُرف بولائه لأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) .

ولد ببعلبك في لبنان سنة 953 هـ.

كان الشيخ البهائي عالماً، محققاً، أديباً، شاعراً، جليل القدر، متضلعاً في مختلف العلوم والفنون..

انتقل به أبوه الشيخ حسين بن عبد الصمد، من مسقط رأسه إلى ايران بعد استشهاد العالم المعروف الشيخ زين الدين العاملي (الشهيد الأول) سنة 966 هـ.

تعلّم هناك اللغة الفارسية واتقنها، ودرس في حاضرتي العلم ـ آنذاك ـ قزوين واصفهان على أبيه، وغيره من الأساتذة.

ولقد برع في العلوم الشرعية، ومهر في الرياضيات، والفلك، والهندسة . وصنف بعض الكتب في عنفوان شبابه.

وحاز لدى سلطان وقته ـ الشاه عباس الكبير ـ أعلى المراتب وهي «مشيخة الإسلام»، وله ألف الجامع العباسي في الفقه.

ثمّ بعد ذلك بدأ برحلاته، فسافر إلى الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج، ثمّ سافر الى العتبات المقدسة في العراق، وزار مصر، والقدس الشريف، وذهب

  • (1) راجع ترجمته في: نقد الرجال 4: 186، جامع الرواة 2: 100، روضة المتقين 14: 433، كشف الظنون 1: 720، أمل الآمل 1: 155 رقم 158، رياض العلماء 2: 110، لؤلؤة البحرين: 16، روضات الجنات 7: 56، رقم 599، الفوائد الرضوية: 502، أعيان الشيعة 9: 234، خلاصة الأثر 3: 440، الأعلام 6: 102، معجم المؤلفين 9: 242، مصفى المقال: 403، موسوعة طبقات الفقهاء 11: 262، وغيرها.

صفحه 428

إلى دمشق، وحلب، وآذربيجان، وهرات، وعاد الى لبنان، ثمّ رجع الى إيران.

ولقي أكابر علماء المذاهب الاُخرى في رحلاته، وجرت له معهم مباحث علمية ومناظرات كثيرة، أذعن فيها الجميع له.

أثنى على الشيخ البهائي كلّ من عرفه وترجم له. وصفه المحبي بقوله:

« بطل العلم والدين الفذ، صاحب التصانيف والتحقيقات... كان اُمة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم، والتضلع بدقائق الفنون...»(1).

وقال في مدحه المجلسي الأول، ما لفظه:

«الشيخ الأعظم، والوالد المعظّم، الإمام العلاّمة، ملك الفضلاء والأدباء والمحدثين، بهاء الملة والحق والدين»(2).

درّس في شتى العلوم، وامتاز بغزارة في العلم، وعمق في النظر، وانصاف في البحث..

تلقى العلم عن كبار العلماء، وفي مقدمتهم والده الشيخ حسين عبد الصمد ـ ت 984 ـ من تلامذة الشهيد الثاني، وعبد العالي بن علي بن عبد العالي الكركي نجل صاحب جامع المقاصد (المحقق الكركي)، والمولى أفضل القاضي، والمولى علي المذهّب درس عنده الرياضيات، وأحمد الكجائي استاذه في الحكمة والفلسفة، وعماد الدين محمود بن مسعود أخذ عنه الطب، ومحمد بن محمد البكري، وغيرهم.

وأما تلامذته والراوون عنه، منهم:

جواد بن سعد البغدادي الكاظمي، إبراهيم بن فخر الدين العاملي، حسام الدين محمود بن درويش الحلّي، ونجيب الدين علي بن محمد العاملي، ومحمد صالح بن أحمد المازندراني، والسيد حسين بن حيدر الكركي، ومحمد تقي

  • (1) خلاصة الأثر 3: 440.
    (2) روضة المتقين 1: 22.

صفحه 429

المجلسي، وحسين بن حسن العاملي، ونور الدين علي بن عبد العزيز البحراني، والمولى خليل بن الغازي، وعبد اللطيف بن علي الجامعي، وغيرهم.

وصنف العديد من الكتب والرسائل، منها:

الحبل المتين في أحكام الدين (مطبوع)، الجامع العباسي (مطبوع)، زبدة الاُصول (مطبوعة)، العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد (مطبوع)، الوجيزة فى علم الدراية (مطبوعة)، الكشكول (مطبوع)، مشرق الشمسين وإكسير السعادتين (مطبوع) في شرح آيات الأحكام وما يناسبها من الأحاديث الصحاح، الحديقة الهلالية (مطبوع)(الكتاب مورد البحث)، رسالة في النفس والروح، رسالتان كريتان (مطبوعتان)، رسالة في المواريث (مطبوعة)، أسرار البلاغة (مطبوع)، مفتاح الفلاح (مطبوع)، الصمدية في النحو (مطبوع)، خلاصة الحساب (مطبوع)، حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي (مطبوع)، مفتاح الفلاح (مطبوع)، رسالة في جهة القبلة (مطبوعة)، بحر الحساب، الاثنا عشرية في الحج، الأثنا عشرية في الزكاة، الاثنا عشرية في الصلاة اليومية، الاثنا عشرية في الطهارة، الاثنا عشرية في الصوم، الأربعون حديثاً (مطبوع)، تشريح الأفلاك في الهيئة، تهذيب البيان، الفوائد الرجالية، المخلاة، رسالة في ذبائح أهل الكتاب، رسالة الاصطرلاب، سمّاها: الصحيفة، وغيرها.

توفي سنة 1030 هـ في اصفهان، وصلّى عليه تلميذه الشيخ محمد تقي المجلسي بحشد من الناس، ثمّ نُقل جثمانه الطاهر إلى مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) ودفن في بيته القريب(1) من ضريح الإمام (عليه السلام) .

وقال في سلافة العصر(2); إنّه توفي سنة 1031 هـ.، ولكن الذي اثبتناه هو القول الراجح.

  • (1) الآن اصبح جزء من الروضة الرضوية الطاهرة.
    (2) سلافة العصر: 289 ـ 302.

صفحه 430

رجال الكشي «اختيار معرفة الرجال»

كتاب رجال الكشي، اسمه «معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين (عليهم السلام) »(1)، لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، إلاّ أنّ الشيخ الطوسي (المتوفى 460 هـ) اختصره وهذبه وسمّاه بـ «اختيار معرفة الرجال»، وهذا هو الكتاب المتداول والمشهور الآن، وأمّا اصل كتاب الكشي لم يصل إلينا.

ويمتاز الكتاب بذكره للروايات بأسانيدها الدالة على أحوال وأوضاع الرواة ، وما ورد فيهم من المدح أو القدح. ويعتبر من الكتب القديمة في علم الرجال.

طُبع الكتاب سنة 1370 هـ . ثمّ طُبع عدّة طبعات، منها: الطبعة المحقّقة بتحقيق السيد مهدي الرجائي، والمنشورة من قبل مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث بقم، واُلحق بالكتاب تعليقة السيد محمد باقر مير داماد على رجال الكشي. وكذلك الطبعة المحققة بتحقيق حسن المصطفوي، والمنشورة من قبل جامعة مشهد. والطبعة التي صدرت أخيراً بتحقيق جواد القيومي، ونشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين .

  • (1) راجع كتاب معالم العلماء لابن شهرآشوب: 101 برقم 679. وانظر الذريعة 1: 365، 10: 141، 21: 2.

صفحه 431

رجال الكشي والمكاسب

صرّح الشيخ في مكاسبه بالنقل عن «رجال الكشي» في موضع واحد فقط، وذلك في بحث المكاسب المحرمة في مسألة: الولاية من قبل الجائر(1).

هو الشيخ أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، ثقة بصير بالأخبار وبالرجال، حسن الاعتقاد.

لم تحدد لنا المصادر التي ترجمة له سنة ولادته ولا وفاته، ولكنه صحب العياشي (المتوفى في حدود 320 هـ) وأخذ عنه وتخرج عليه، وثقه وأثنى عليه : النجاشي، والشيخ الطوسي(3).

ومن مشايخه: آدم بن محمد القلانسي البلخي، إبراهيم بن نصير الكشي،

  • (1) نقل الشيخ عن رجال الكشي الرواية الواردة في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع المروية عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بما يتعلق بالولاية من قبل الجائر. ولكن ما أفاده لم نقف عليه في المطبوع من رجال الكشي الذي بين أيدينا، بل جاء في رجال النجاشي: 331 في ذيل ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع مع اختلاف في بعض الألفاظ، فلاحظ. وراجع المكاسب 2: 76.
    ولكن نقل صاحب الحدائق وصاحب تنقيح المقال الرواية عن الكشي. والظاهر قد سقطت من النسخ المطبوعة من رجال الكشى. راجع الحدائق 18: 129، وتنقيح المقال 2: 81 برقم 1393 (الطبعة الحجرية).
    (2) مصادر الترجمة: رجال النجاشي: 372 برقم 1018، رجال الطوسي: 497 برقم 38، فهرست الطوسي: 141 برقم 604، معالم العلماء 101 برقم 679، رجال العلاّمة: 146 برقم 35، لؤلؤة البحرين: 403، خاتمة المستدرك 3: 285، معجم رجال الحديث 18: 68.
    (3) راجع: رجال النجاشي: 372 برقم 1018، وفهرست الطوسي: 141 برقم 604.

صفحه 432

أحمد بن إبراهيم القرشي، أحمد بن يعقوب البيهقي، محمد بن إبراهيم الورّاق، محمد بن قولويه، وغيرهم.

ومن تلامذته: جعفر بن محمد بن قولويه، هارون بن موسى التلعكبري، حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي.

وجاء في معجم رجال الحديث في تحديد طبقته: «يظهر من رواية جعفر بن محمد (ابن قولويه) عن الكشي، كما ذكره النجاشي: أنّ الكشي في طبقة الكليني وأضرابه، وقيل أيضاً روى عن جعفر بن محمد بن قولويه، ولكنا لم نظفر بذلك...»(1).

  • (1) معجم رجال الحديث 18: 68.

صفحه 433

رسائل الشريف الرضي

هي مجموعة رسائل للسيد الشريف المرتضى، علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) المتوفى 436 هـ.

ومجموع هذه الرسائل 52 رسالة قيّمة ونافعة، تعالج فنوناً شتى، وتخوض في علوم متنوعة، كالعقائد، والأحكام، والأدب، والتفسير، وغيرها.

فهي حاوية لكل ما كتبه الشريف، بعنوان: مسألة، ورسالة، وجواب سؤال.

طُبعت في أربعة أجزاء، من قبل دار القرآن الكريم في قم المقدسة، باعداد السيد مهدي الرجائي، واشراف السيد أحمد الحسيني، وذلك عام 1405 هـ.

رسائل الشريف والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في مكاسبه ما أفاده السيد المرتضى في رسائله (رسالة في الرد على المنجمين)، وذلك في ثلاثة مواضع من بحث التنجيم(1).

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «2»، «الانتصار».

  • (1) راجع المكاسب 1: 202، 210، 222. وانظر رسائل الشريف المرتضى (المجموعة الثانية): 311، 310، 302.

صفحه 434

روضة المتقين في شرح أخبار الأئمة المعصومين (عليهم السلام)

للمولى محمد تقي المجلسي، المعروف بالمجلسي الأول، وهو شر ح متوسط لكتاب من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق المتوفى عام 381 هـ.

وتصدّى الشارح إلى بيان حال الأسانيد، والإشارة إلى صحة الحديث برواية الشيخ أو برواية الكليني لو لم يكن في رواية الفقيه صحيحاً(1).

وقال السيد المرعشي النجفي (رحمه الله) في مقدمة كتاب روضة المتقين، ما لفظه:

«حاول الشارح البحث عن الصدور جرحاً وتعديلاً، والاستفادة من المتون نصاً وظاهراً، أو الجمع الدلالي بين المعارضات ان أمكن، والرجوع إلى المرجحات السندية ان لم يمكن، مع الإشارة إلى موافقة القوم وعدمها، وكونه معمولاً به عند الأصحاب وعدمه، والسر فى تركهم إياه أو ردّه، وفيه فوائد فقهية ورجالية»(2).

طُبع الكتاب في 14 مجلداً، ونُشر من قبل مؤسسة الثقافة الاسلامية التابعة للحاج محمد حسين كوشانبور، مع كلمة بليغة ونافعة للسيد شهادب الدين

  • (1) انظر الذريعة 11: 302.
    (2) روضة المتقين 1: 5 (مقدمة السيد النجفي المرعشي).

صفحه 435

النجفي المرعشي طاب ثراه.

روضة المتقين والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه في بحث الاكتساب بالأعيان النجسة في مسألة بيع بعض أنواع الكلاب، إلى ذكر آراء مجموعة من الفقهاء، ومن جملة من ذكر رأيهم، هو «التقي المجلسي»(1).

هو المولى محمد تقي بن مقصود علي الاصفهاني، المعروف بالمجلسي الأول، كان فقهياً إمامياً، زاهداً، عابداً، عارفاً بالتفسير والأخبار، ومتكلماً، مشغولاً بتهذيب الأخلاق..

ولد في اصفهان سنة 1003 هـ.

اهتم بتحصيل العلوم الدينة منذ صغره، وصرف وقته في ذلك.

أخذ العلم من بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد (المعروف بالشيخ البهائي)، وعبدالله بن الحسين التستري، وأيضاً درس عند حسن علي بن عبدالله التستري، واستفاد منه في الفقه والحديث.

وروى عن مجموعة من العلماء، منهم:

  • (1) المكاسب 1: 56، وراجع روضة المتقين 6: 470، كتاب المعيشة.
    (2) مصادر الترجمة: جامع الرواة 2: 82، أمل الآمل 2: 252 برقم 742، لؤلؤة البحرين: 60 برقم 17، رياض العلماء 5: 47، روضات الجنات 2: 18 برقم 147، الفوائد الرضوية: 439، الكنى والألقاب 3: 150، بهجة الآمال 6: 657، أعيان الشيعة 9: 192، معجم رجال الحديث 19: 75، موسوعة طبقات الفقهاء 11: 321 برقم 3533، وغيرها.

صفحه 436

عبدالله بن جابر العاملي، ويونس الجزائري، والسيد إسحاق الموسوي الكربلائي، والقاضي الأصفاني، ومحمد بن علي العاملي، وشرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني، غيرهم.

واهتم بترويج أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ونشرها، وكان حريصاً على هداية الناس، والسعي في قضاء حوائجهم.

وقال الشيخ الحر العاملي في تذكرة المتبحرين في مدحه:

«مولانا الأجل محمد تقي المجلسي، كان فاضلاً، عالماً، محققاً، متبحراً، زاهداً، عابداً، ثقة، متكلماً، فقيهاً...(1)».

وأخذ عنه قراءة أو سماعاً جماعة، منهم:

أولاده عزيز الله وعبدالله ومحمد باقر، والحسين بن جمال الدين الخوانساري ، ومحمد صادق الكرباسي، وإبراهيم بن كاشف الدين محمد اليزدي، وأبو القاسم الجرفادقاني، وغيرهم.

له من المصنفات:

شرحان على كتاب من لا يحضره الفقيه احدهما عربي المسمى بروضة المتقين (الكتاب مورد البحث)، و الاخر فارسي المسمى باللوامع القدسية (مطبوع)، حديقة المتقين في معرفة أحكام الدين، شرح «تهذيب الأحكام» لم يتم، شرح الصحيفة السجادية، رسالة في حقوق الوالدين، شرح حديث همّام في وصف المتقين، رسالة في الرضاع، وغير ذلك.

توفي في اصفهان سنة 1070 هـ، ودفن فيه ا.

  • (1) معجم رجال الحديث 19: 76..

صفحه 437

شرح فص الياقوت

للعلاّمة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهّر، المتوفى عام 726 هـ. وكتاب الياقوت في علم الكلام لأبي اسحاق إبراهيم النوبختي(1)، وشرحه العلاّمة الحلّي بعنوان قال:.. أقول، ويسمّى هذا الشرح بـ «أنوار الملكوت».

والمتن ـ كتاب الياقوت ـ مرتب على خمسة مقاصد، في كلّ منها عدّة مسائل.

وللسيد عميد الدين ابن اُخت العلاّمة الحلّي شرح على «أنوار الملكوت».

قال إسماعيل باشا البغدادي:

«أنوار الملكوت في شرح فص الياقوت ـ في الكلام ـ لحسن بن مطهّر الحلّي الشيعي من الأبحاث المفيدة»(2).

طُبع الكتاب في إيران ضمن منشورات جامعة طهران.

  • (1) وقع اختلاف في تحديد عهد صاحب كتاب «الياقوت»، فالبعض كان يعتقد أنه كان حيّاً في القرن الثاني، والبعض الآخر ذهب إلى أنّه صنف كتابه هذا في حدود 340 هـ.، وكان هناك ـ أيضاً ـ مَنْ يعتقد بأنّ عصر صاحب «الياقوت» قريب من عصر العلاّمة الحلّي، وإلى غير ذلك من الأقوال. راجع مقدمة التحقيق لكتاب «الياقوت» ص 15 وما بعدها.
    (2) ايضاح المكنون (المطبوع في ذيل كشف الظنون) 1: 147.

صفحه 438

شرح الياقوت والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري عن محكي «شرح فص الياقوت» في موضع واحد فقط، في المكاسب المحرمة، وذلك ما أفاده العلاّمة الحلّي في الشرح المذكور حول قول المنجمين(1).

المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «1»، «إرشاد الأذهان».

  • (1) راجع المكاسب 1: 216، بحث التنجيم.

صفحه 439

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد

كتاب نهج البلاغة، ذلك الكتاب النفيس القيّم، الذي يسطع من حروفه نور النبوة، ويُشم من كلماته عطر الإمامة. وهو جملة ما اختاره وجمعه السيد الشريف الرضي ت 406 هـ. من كلام أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ويُعتبر من أجل الكتب وأعلاها وأبلغها وأسناها، وقد بهرت بلاغته البلغاء، فوصفوه بأبدع الأوصاف، ولهم في ذلك كلمات رائعة في مدحه والاعجاب بقائله.

وقد حظي نهج البلاغة ـ عبر القرون ـ من الاهتمام بالنسخ والشرح والتعليق والإجازة بعناية بالغة من قبل أعلام البلاغة والأدب، وتداوله علماء أهل البيت (عليهم السلام) جيلاً بعد جيل..

ولقد تصدّى لشرح كتاب نهج البلاغة العديد من العلماء والفضلاء، ذكر بعضهم انّها بلغت أكثر من مائتي شرح(1).

  • (1) ذكر هذه الشروح الشيخ حسين جمعه العاملي مفصّلة في كتابه «شروح نهج البلاغة». راجع مقدمة شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، طبعة مؤسسة الأعملي ـ بيروت 1: 10.

صفحه 440

ومن هذه الشروح، شرح ابن أبي الحديد المدائني المعتزلي، فهو من الشروح الواسعة والمشتمل على فوائد كثيرة، تزود القارئ بمعلومات لغوية وأدبية وتاريخية وفلسفية في إطار نهج البلاغة.

ولقد التزم الشارح في شرحه أن يقسّم الكلام فصولاً، فيشرح كلمات كلّ فصل شرحاً دقيقاً مشتملاً على الغريب والمعاني وعلم البيان... وأورد في كل موضع ما يطابقه من النظائر والأشباه نثراً ونظماً.. ثمّ يستطرد إلى ذكر ما يتضمنه من السير والوقائع والأحداث.. وكما ذكر فيه من الأنساب والأمثال والنكت(1)..

ولقد صنفه ابن أبي الحديد في مدة أربع سنين وثمانية أشهر ـ كما ذكر في آخر الكتاب ـ ولمّا فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه موفق الدين إلى الوزير محمد بن أحمد العلقمي.

وبالرغم ما في هذا الشرح من محاسن، ولكن هناك بعض الردود كُتبت، وبالأخص في ما يعني الاُمور العقائدية. كالردالذى كتبه السيد أحمد بن موسى بن طاووس في نقض ما أبرمه أبي الحديد، وكان ابن طاووس من فقهاء أهل البيت (عليهم السلام) .

وكتاب «سلاسل الحديد في الرد على ابن أبي الحديد» للشيخ يوسف اوالي. و«الرد على ابن أبي الحديد» للشيخ علي بن حسن البلادي البحراني، وغيرها.

طُبع الكتاب في عشرين جزء، وكرر طبعه في مصر وبيروت وقم، وغيرها من البلدان.

شرح نهج البلاغة والمكاسب

حكى الشيخ الأنصاري في مكاسبه(2) عن «شرح نهج البلاغة» لابن أبي

  • (1) راجع كلام ابن ابى الحديد فى مقدمة الكتاب.
    (2) المكاسب 1: 211.

صفحه 441

الحديد، ما ذكره الشارح في ما يتعلق بكلام ابناء العامة في مسألة التنجيم.

الشارح الشارح الشارح

هو عز الدين بن هبة الله محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني، المعتزلي.

ولد بالمدائن سنة 586 هـ، ثمّ انتقل إلى بغداد وخدم في الدواوين السلطانية وبرع في الانشاء.

كان عالماً بالأدب، متكلّماً، خبيراً بمحاسن الكلام ومساوئه، عارفاً بأخبار العرب وأحوالهم، راوياً لأشعارهم.

روى بالإجازة عن عبدالله بن أبي المجد الحربي، وهو من شيوخ الدمياطي وغيره(2).

وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي، فاكرمه واهتم به.

ومن مؤلفاته ونشاطه العلمي: شرح نهج البلاغة (الكتاب مورد البحث)، الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع)، تعليقة على «المحصول» لفخر الدين الرازي، القصائد السبع العلويات (مطبوع)، «العبقري الحسان» في الأدب، ديوان شعر.

توفي عام 655 هـ. ولكن الذهبي ذهب إلى انّ وفاته سنة 650 هـ.

  • (1) مصادر الترجمة: وفيات الأعيان 18: 460، تاريخ الاسلام 48: 202، البداية والنهاية 13: 199، معجم المؤلفين 5: 106، الأعلام للزركلي 3: 289، معجم المطبوعات العربية 1: 29.
    (2) راجع تاريخ الاسلام 48: 202.

صفحه 442

الصحيفة السجادية

للإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، الذين أقرّ بفضلهم وعظمتهم العدو قبل الصديق...

والصحيفة السجادية مجموعة من الأدعية انشأها الإمام السجاد (عليه السلام) ، والتي تعتبر من آثار الاعجاز، بما تمتاز من قوة الأداء، وجمال التعبير، ورصانة المتن والمدلول. وقد حفلت بأروع القيم التربوية والاجتماعية والأخلاقية، مضافاً إلى بلاغتها وفصاحتها، فقد احتلت القمة في هذا المجال بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة.

وجاءت باسلوبها ومراميها في أعلى أساليب الأدب العربي، وفي اسمى مرامي الدين الحنيف.. فهي منجم من مناجم المعرفة، وثروة من الثروات العظيمة والقيم العلمية، التي تملكها الاُمة الإسلامية.

جادّة في اصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، ورفع المستوى الفكري والعقائدي، مع الضمان من أيّ انحراف.

فادعية الإمام صلوات الله عليه كانت برمجة علمية وعملية وضع منهجها عليه السلام; لصقل الروح، وتنظيم العلائق الإجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع، مع تقوي ة الاتصال بين العبد وخالقه الذي بيده مجريات الاُمور...

فالقارئ للصحيفة المباركة يدرك تماماً أنها تجري مجرى التنزيلات

صفحه 443

السماوية; لما حوته من لباب العلوم الإلهية والمعارف الحقة.

فهي تبين للناس أدق أسرار التوحيد والنبوة، وتلفت نظرهم إلى معنى العبودية والطاعة، كلّ ذلك في اسلوب بليغ ورائع.

فهي تتكفل بتعليم البشر الترفع عن مساوئ الأفعال، وخسائس الصفات، وكما تركز على التربية الاجتماعية الصالحة، وتعلّم الناس وجوب مراعاة حقوق الآخرين، ومساعدتهم، والعطف عليهم.

انّ الكلام حول هذه الصحيفة وأثرها الديني والعلمي والاجتماعي، يحتاج إلى تخصص ودراسات واسعة وبحوث عميقة.

ولكن من المؤكد أنّ اشاعة هذه الأدعية بين الناس من اسمى الخدمات التي تقدّم للمسلمين، وبالأخص في مثل هذه الظروف التي تهالكت فيها قوى الشر والكفر على ابعاد المسلمين عن تعاليم دينهم الأصيل; حتى يمكنهم من نهب ثرواتهم وخيراتهم.

وبحمد الله فانّ نسخ هذه الصحيفة كثيرة ومتعددة، قد وصلت الينا بطرق مختلفة، وأسانيد متعددة، قد رواها الثقات بأسانيدهم الكثيرة المتصلة إلى مُنشئها الإمام صلوات الله عليه.

ولعلو شأن الأدعية الشريفة الواردة في الصحيفة السجادية لقد عكف العلماء والفضلاء على جمع ادعيتها وشرحها(1)، وتسليط الضوء على بعض جوانبها..

الصحيفة السجادية والمكاسب

اشار الشيخ الأنصاري في المكاسب إلى ما ورد في دعاء التاسع والثلاثين من

  • (1) لقد تعرض صاحب الذريعة إلى ذكر ما تمكن ذكره من شروح الصحيفة السجادية. راجع الذريعة 13: 345 ـ 359.

صفحه 444

أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد (عليه السلام) ، في ما يتعلق بموضوع الغيبة، وذلك في بحث الغيبة(1) من مباحث المكاسب المحرمة. وأيضاً استشهد الشيخ في بحث الخيارات، في مسألة القول بالخيار(2)، بما جاء في دعاء التوبة من أدعية الصحيفة السجادية المباركة.

  • (1) راجع المكاسب 1: 338.
    (2) المصدر السابق 5: 21.

صفحه 445

عوائد الأيّام من مبهمات أدلة الأحكام (1)

للفاضل المحقق المولى أحمد النراقي. يحتوي هذا الكتاب على القواعد والفوائد الاُصولية، والفقهية، والرجالية، والحديثية، والأدبية، وغيرها، التي يحتاج إليها الفقيه فى طريق الاجتهاد والاستنباط.

ويمتاز الكتاب بالنضم الجميل في ترتيب المباحث، والدقة في صياغة الأ لفاظ، مع رعاية الإيجاز والاختصار في بيان المطالب.

ولقد استعان المصنف في أبحاثه هذه بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، مع ذكر أقوال الفقهاء، بالإضافة إلى الاستفادة من آراء كبار الاُدباء والمفسرين وأعلام سائر العلوم.

العائدة الاُولى هي في بيان قوله تعالى: (أوْفُوا بالعقُودِ) (2) والعائدة الأخيرة في تصحيح بعض أسماء الرجال وألقابهم وكناهم، سيّما المشهورين منهم.

وهناك بعض الحواشي ـ كما في الذريعة(3) ـ على بعض مباحث العوائد،

  • (1) كذا عنونه صاحب الذريعة، انظر الذريعة 15: 354.
    (2) سورة المائدة الآية: 1.
    (3) الذريعة 15: 354.

صفحه 446

منها حواشي الشيخ الأنصاري، والرد على مبحث «تداخل الأسباب» باسم «البوارق لكشف معضلات الحقائق» للآقا محمد حسين بن الآقا محمد باقر الهزار جريبي.

طُبع الكتاب في ايران عام 1266هـ . ثم طُبع من قبل مكتبة بصيرتي في قم. وأخيراً صدر محققاً من قبل مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية مع نشر مركز النشر الاسلامي التابع لمكتب الإعلام الإسلامي في قم، في مجلد واحد يقع في 960 صفحة.

عوائد الأيام والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في المكاسب المحرمة في المسألة الثالثة من مسائل ما يقصد منه المتعاملان المنفعة المحرمة، إلى ما أفاده الشيخ النراقي في العوائد، وذلك تحت عنوان ما ذكره «بعض المعاصرين»(1) حول اعتبار القصد في مفهوم الاعانة على الأثم.

وأيضاً تعرض الشيخ إلى ما أفاده النراقي في الكتاب المذكور، في بحث الخيارات في مسألة شروط صحة الشرط، تحت عنوان ما ذكره «بعض مشايخنا المعاصرين»(2).

وقد ناقش الشيخ الأنصاري ما أفاده المحقق النراقي في الموضعين المذكورين.

وهناك مورد ثالث نقل فيه الشيخ بعض المقاطع من كلام النراقي في العوائد

  • (1) المكاسب 1: 132 ـ 133 عند قوله: «وربما زاد بعض المعاصرين..»، وانظر عوائد الأيام: 75، العائدة رقم 7.
    (2) المكاسب 6: 151، عوائد الأيام: 149، العائدة رقم 15.

صفحه 447

بعنوان «قيل»(1)، وذلك في بحث شروط صحة الشرط عند كلامه حول الشرط المحرّم للحلال أو المحلل للحرام، وأيضاً بعد أن نقل الشيخ الأنصاري كلام صاحب العوائد، علق عليه، وناقشه.

هو المولى أحمد بن محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني، من كبار علماء الإمامية ، ومن المتبحرين في الفقه والاُصول، وكان جامعاً لأكثر العلوم.

ولد في نراق من قرى كاشان، سنة 1185 هـ.

وبها كانت بداية تحصيله، حيث تلقى مقدمات دروسه في النحو والمنطق والرياضيات وغيرها.

ثم قرأ الفقه، والاُصول، والكلام، والفسلفة، عند والده (المتوفى 1209 هـ)، واستفاد منه كثيراً.

وقد امتاز بحدة الذهن وشدة الذكاء، حيث استطاع طي المراحل الدراسية في فترة قصيرة.

ارتحل إلى العراق سنة 1205 هـ ; لغرض الزيارة ومواصلة الدراسة، فحضر في النجف الأشرف درس السيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وفي كربلاء عند السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض)، والسيد مهدي

  • (1) المكاسب 6: 39 ـ 40، وراجع عوائد الأيام: 148 ـ 150، العائدة رقم 15.
    (2) مصادر الترجمة: روضات الجنات 1: 95، الفوائد الرضوية: 41، ريحانة الأدب 4: 183، الكرام البررة 1: 116، هدية الأحباب: 180، الأعلام 1: 260، مصفى المقال: 72، أعيان الشيعة 3: 183، معجم المؤلفين 2: 185، تراجم الرجال 1: 90 برقم 141، موسوعة طبقات الفقهاء13: 115 برقم 3988، وغيرها.

صفحه 448

الشهرستاني الحائري.

وكان حضوره في هذه المجالس حضور جد ومثابرة، إلى أن وصل إلى درجة عالية من العلم والمعرفة، واصبح بارعاً في الفقه، والاُصول، والحديث، والرجال والدراية، والرياضيات، والحكمة، والكلام و...

ثمّ عاد إلى كاشان، وزاول هناك وظائفه الدينية، وأخذ بتدريس الطلاب وترببتهم، وهيأت له مكانته العلمية أن يرقى سلّم المرجعية والرئاسة الدينية، فأصبح زعمياً في الدين والدنيا، وكان ذا مكانة اجتماعية مرموقة وهمّة عالية، وقد نهض أيضاً بأع باء الفقراء والضعفاء وسدّ احتياجهم.

قال عنه صاحب روضات الجنات في ترجمته:

«.. وكان له جامعية لأكثر العلوم، وخصوصاً الاُصول والفقه والرياضيات والنجوم... صاحب شفقة على الرعية والضعفاء، وهمّة عالية في كفاية مُؤنهم وتحمّل أعبائهم وزحماتهم»(1).

وقد تلمذ عليه الكثير من طلبة العلم والمعرفة، وقد أصبح بعضهم من العلماء الأعلام، بل من مشاهير علماء الطائفة، وأولهم وأشهرهم الشيخ مرتضى الأنصاري، صاحب كتاب «المكاسب» الذي نحن بصدده، و نتعرض لاستعراض مصادره.

ومن تلامذته أيضاً:

ابناه محمد (المتوفى سنة 297 هـ) ومحمد جواد (المتوفى سنة 1278 هـ)، وأخوه الفقيه أبو القاسم بن محمد مهدي (المتوفى سنة 256 هـ)، والسيد حبيب الله الكاشاني، ومحمد حسن الجاسبي، وغيرهم.

وأمّا آثاره العلمية، فقد اتحف المكتبة الإسلامية بمؤلفات قيمة، مشحونة

  • (1) روضات الجنات 1: 95.

صفحه 449

بالتحقيق والتدقيق، وباسلوب علمي متين تدل ل على سعة علمه وبراعته في التأليف والتصنيف، منها:

مستند الشيعة إلى أحكام الشريعة (مطبوع في 18 مجلداً)، مناهج الاُصول (مطبوع)، شرح «تجريد الاُصول» لوالده في 7 مجلدات، عوائد الأيام من مبهمات أدلة الاحكام (مطبوع) (الكتاب مورد البحث)، معراج السعادة (مطبوع) في الأخلاق، أسرار الحج، تذكرة الأحباب، الخزائن (مطبوع)، مفتاح الاحكام في اُصول الفقه، سيف الاُمة وبرهان الملة (مطبوع) بالفارسية وهو ردّ على شبهات البادري النصراني على الإسلام، كتاب في التفسير، رسالتان في الفتوى بالفارسية سماهما وسيلة النجاة، ديوان شعر بالفارسية، وغيرها.

توفي ـ طاب ثراه ـ في مسقط رأسه «نراق»، ثم نُقل جثمانه الشريف إلى النجف الأشرف عام 1245 هـ، حيث دفن هناك في الصحن العلوي الشريف إلى جانب والده.

صفحه 450

كشف الريبة عن أحكام الغيبة

للشهيد الثاني، نور الدين بن علي بن أحمد بن تقي العاملي، المستشهد سنة 966هـ .

يتناول الكتاب تعريف الغيبة، وذكر أقسامها، وأحكامها، والأحاديث الدّالة على تحريمها.

وقام المصنف بترتيب الكتاب في مقدمة، وفصول، وخاتمة. وفي الخاتمة ذكر اثني عشر حديثاً مناسبة للمقام، والحديث العاشر منها، رسالة أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) إلى عبد الله النجاشي المعروفة بـ «الرسالة الاهوازية».

طُبع الكتاب مراراً، منها مع كتاب «محاسبة النفس»، ومع «حقائق الايمان» وغيره مع جملة حواشي عليه للسيد محمد اللواساني، ثمّ طُبع محققاً بتحقيق السيد علي الخراساني الكاظمي، في مجلد واحد.

كشف الريبة والمكاسب

ورد التصريح بذكر كتاب «كشف الريبة» في مبحث «الغيبة» للشيخ الأنصاري

صفحه 451

في المكاسب «المحرمة»، في ما يقارب من تسعة مواضع(1)، ناقلا فيها أقوال الشهيد الثاني وآراءه في الكتاب المذكور.

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «26»،« رسالة فى صلاة الجمعة».

  • (1) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 320، وراجع كشف الريبة: 111.

صفحه 452

كنز الفوائد

للشيخ أبي الفتح الكراجكي، وهو عبارة عن ثروة متنوعة من المعرفة، وأنواع من الفكر والث قافة. و يشتمل على تفاسير وأخبار مروية، ونكات مستحسنة، مما لم يجده القارئ في سواه، والتي تتفق مع مستويات القراء المختلفة(1).

ويتضمن الكتاب أيضاً موضوعات كلامية، وأدبية، وفقهية، وتاريخية، وكذلك فيه مجموعة من الحكم والمواعظ.

ويمتاز بالاضافة إلى ذلك، بتناوله العديد من المسائل الا سلامية والفلسفية بالبحث والدراسة باسلو ب واضح، والخالي من التعقيد، كما في مسألة حدوث العالم الذي طرحها المصنف.

ويشتمل الكتاب على مجموعة من رسائل المؤلف، أدرجها في ضمن الكتاب، منها:

مختصر من الكلام في أنّ للحوادث أولاً، القول المبين عن وجوب المسح على الرجلين، البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان، المقدمات في صناعة الكلام، الرد على الغلاة، البرهان على صحة طول عمر صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، وجوب الإمامة، وغيرها من الرسائل.

  • (1) انظر الذريعة 18: 161، وراجع كنز الفوائد 1: 27 (مقدمة المحقق).

صفحه 453

طُبع الكتاب على الحجر. ثمّ طُبع بالطباعة الحروفية عام 1405 هـ، في جزئين، بتحقيق الشيخ عبدالله نعمة، ونُشر من قبل دار الأضواء في بيروت.

كنز الفوائد والمكاسب

أورد الشيخ الأنصاري في بحث المكاسب المحرمة في مسألة التنجيم(1)، ما حُكي عن «الكراجكي» في «كنز الفوائد» في المسألة المذكورة.

وأيضاً ذكر الشيخ الرواية المروية في الوسائل وكشف الريبة عن «كنز الفوائد»، في ما يتعلق بحقوق المسلم على أخيه، وذلك في بحث المكاسب المحرمة أيضاً في مسألة الغيبة(2).

هو أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، الطرابلسي، من أعلام عصره في الفقه، والكلام، والفلسفة، والطب، والفلك، والرياضات، وغيرها.

لم تحدد لنا كتب التراجم سنة ولادته.

ولقد سافر إلى عدّة بلدان لطلب العلم والمعرفة، وأقام في طرابلس مدة

  • (1) المكاسب 1: 201 ـ 202، وراجع كنز الفوائد 2: 305.
    (2) المكاسب 1: 365، وانظر كنز الفوائد 1: 306.
    (3) مصادر الترجمة: فهرست الطوسي: 22، فهرست منتجب الدين 154 برقم 355، مرآة الجنان 3: 70، معالم العلماء: 118، جامع الرواة 2: 156، روضات الجنات 6: 209 برقم 579، لؤلؤة البحرين: 337، الكنى والألقاب 3: 108، الفوائد الرضوية: 571، خاتمة مستدرك الوسائل 3: 126، معجم رجال الحديث 17: 357، موسوعة طبقات الفقهاء 5: 319، كنز الفوائد (مقدمة التحقيق).

صفحه 454

طويلة.

أخد العلم عن جماعة كثيرة من أعلام عصره، منهم:

الشيخ المفيد العكبري البغدادي، والشريف المرتضى (علم الهدى)، وحمزة بن عبد العزيز المعروف بسلاّر، والشريف محمد بن عبدالله بن الحسين الحسيني، وغيرهم.

وروى عن: أبي الحسن علي بن أحمد اللغوي المعروف بابن ركاز، والقاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السُّلمي الحرّاني، وغيرهما.

وقد أطر اه عدد من مترجميه، فوصفوه بنعوت تدل على علو شأنه ومنزلته، منها:

ما ذكره الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين: « (الكراجكي) عالم، فاضل، متكلّم، فقيه، محدّث، ثقة، جليل القدر، له كتب، منها كنز الفوائد....»(1). ونحوه في أمل الآمل.

وقال عنه اليافعي: «كان نحوياً، منجماً، طبيباً، متكلماً، من كبار أصحاب الشريف المرتضى»(2).

وذكره المحدث النوري في الفائدة الثالثة من خاتمة المستدرك(3)، في ذكر المشايخ الكبار الذين تنتهي إليهم سلسلة الاجازات، الأول: الكراجكي.

ومن تلامذته والراوين عنه:

القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الخزاعي المعروف بالمفيد النيسابوري، وشمس الدين الحسن بن

  • (1) معجم رجال الحديث 17: 358. وراجع أمل الآمل 2: 278.
    (2) مرآة الجنان 3: 70.
    (3 و4) انظر خاتمة المستدرك 3: 126.

صفحه 455

الحسين بن بابويه المعروف بـ (حسكا)، السيد ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي، وغيرهم.

أرفد الشيخ الكراجكي المكتبة الإسلامية بعدد كبير من الكتب والرسائل المفيدة، وقد تطرق المحدث النوري(1) إلى ذكر بعضها، وأنهاها بعض المحققين(2) إلى أكثر من الثمانين، بين كتاب ورسالة، منها:

التلقين لأولاد المؤمنين، كنز الفوائد (الكتاب مورد البحث) البستان في الفقه، روضة العابدين ونزهة الزاهدين، رياضة العقول في مقدمات الاُصول، معرفة مناسك الحاج، مختصر تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى، دامغة النصارى، الكافي بصحة القول برؤية الهلال، إيضاح السبيل إلى علم أوقات الليل، مختصر طبقات الوارث، الباهر في الأخ بار، مزيل الل بس ومكحل الأنس، وغيرها.

اتفقت كلمة مؤرخيه على أنّه توفي عام 449 هـ.

  • (2) انظر كنز الفوائد 1: 19 (مقدمة الكتاب بقلم الشيخ عبدالله نعمة).

صفحه 456

فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من النجوم (1)

للسيد علي بن موسى بن طاووس الحلّي، ينقل عنه المجلسي في «البحار»، والمولى محمد باقر في «الدمعة الساكبة»، وعبد النبي الكاظمي في «التكملة»، وغيرهم(2).

وهو مرتب على عشرة أبواب، ومواضيعها كالتالي:

الأول: الإشارة إلى أن النجوم والعلم بها من آيات مالك الجلالة، ومن معجزات صاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله) . الثاني: في الرد على من زعم أن النجوم موجبة أو فاعلة مختارة. الثالث: في ذكر أخبار من قوله حجة في العلوم في صحة علم النجوم. الرابع: فيما ذكره عن الإمام الكاظم (عليه السلام) في ازالة القطوع(3) في العمر، إذا دل مولد الانسان عليه. الخامس: فيما ذكره ممن كان عالماً بالنجوم من الشيعة وصنف في تلك العلوم. السادس: فيما ذكره ممن كان عالماً بالنجوم من غير الشيعة من المسلمين. السابع: فيما ذكره عمن صح حكمه، بدلالة النجوم قبل

  • (1) كذا ورد اسم الكتاب في ديباجة المؤلف، فرج المهموم: 9.
    (2) راجع الذريعة 16: 156 ـ 157.
    (3) القطوع في اصطلاح المنجمين الموت، وهو متعارف عندهم لقطعه الحياة.

صفحه 457

الإسلام ولم يذكر اسمه. الثامن: فيما ذكره من الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم، وغير ذلك. التاسع: فيما ذكره في جواب من أنكر أن النجوم لا يصح أن تكون دلالات على الحادثات. العاشر: فيما ذكره من أخبار من كان مستغنياً عن النجوم، بتعريف النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) (1).

طُبع الكتاب في النجف الأشرف من قبل منشورات الرضي، وكذلك كُرر طبعه في قم، في مجلد واحد.

فرج المهموم والمكاسب

ذكر الشيخ الأنصاري في بحث المكاسب المحرمة عند تعرضه للبحث في مسألة التنجيم (المسألة السادسة ما يحرم الاكتساب به لكونه عملاً مُحرّماً في نفسه)، ما حكي عن «ابن طاووس» في كتابه «فرج المهموم»، من دون التصريح بالمصدر المذكور(2).

هو السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد

  • (1) انظر فرج المهموم: 9 ـ 10 (مقدمة المؤلف).
    (2) المكاسب 1: 201، وانظر فرج المهموم: 144 وما بعدها.
    (3) مصادر الترجمة: نقد الرجال 3: 302، أمل الآمل 2: 205 برقم 622، جامع الرواة 1: 603، مقابس الأنوار: 16، روضات الجنات 4: 325، الكنى الألقاب 1: 327، لؤلؤة البحرين: 325، عمدة الطالب: 190، طبقات أعلام الشيعة (المائة السابعة): 116، أعيان الشيعة 8: 358، موسوعة طبقات الفقهاء 7: 180 برقم 2537، مقدمة الكتب المحقّقة لابن طاووس.

صفحه 458

الحسني، الفقيه الإمامي الزاهد، من أعلام اُسرة آل طاووس، وكان صاحب مقامات وكرامات.

ولد في الحلة السيفية سنة 589 هـ، التي كانت آنذاك في بداية فترة الازدهار العلمي، فنشأ وتعلّم فيها باعتناء جدّه ورّام ووالده موسى، فتعلّم الخط والعربية، وقرأ علم الشريعة المحمدية.. وقرأ كتباً في اُصول الدين، واشتغل بعلم الفقه، وجهد في تحصيل العلم إلى أن تفوق على اقرانه في فترة قصيرة، وبلغ المراتب السامية في العلم والمعرفة.

ثمّ هاجر إلى بغداد في حدود (625 هـ)، وأقام فيها نحواً من خمسة عشر سنة، ثمّ رجع إلى الحلّة، وبعد ذلك فارقها وجاور العتبات المقدسة في النجف وكربلاء برهة، ثمّ عاد إلى بغداد في دولة المغول وبقي فيها إلى أن مات.

عُرضت عليه نقابة العلويين في زمن المستنصر العباسي فأبى، ولكن عندما عُرضت مرة ثانية في سنة (661 هـ) فقبلها وبقي فيها إلى آخر حياتة الشريفة، وكانت مدتها ثلاث سنين وأحد عشر شهراً.

لقد مدحه واثنى عليه كل من تعرض لترجمة حياته:

قال في مدحه الحر العاملي:

«حاله في الفضل، والعلم، والزهد، والعبادة، والثقة، والفقه، والجلالة، والورع ، أشهر من أن يذكر. وكان أيضاً شاعراً، أديباً، منشأً، بليغاً»(1).

وأثنى عليه التفريشي قائلاً:

«من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة»(2).

  • (1) أمل الآمل 2: 205 برقم 622.
    (2) نقد الرجال 3: 303.

صفحه 459

وأمّا اساتذته ومشايخه، منهم:

والده، والحسين بن أحمد السوراوي، وكمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسني، والشيخ محمد نما الحلي، وسالم بن محفوظ السوراوي، وتاج الدين الحسن بن علي الدربي، وصفي الدين محمد بن معد الموسوي، ومحب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي، وغيرهم.

وذكر له مترجموه من التلامذة الذين أخذوا عنه وصاروا بعد ذلك من كبار العلماء، منهم:

العلاّمة الحلي، والحسن بن داود الحلّي، وابن أخيه السيد عبد الكريم بن أحمد، وعلي بن عيسى الإربلي، وجعفر بن نما الحلّي، وغيرهم.

وكان للسيد ابن طاووس مكتبة عظيمة ضمت نفائس الكتب، ولم تقتصر على صنف معين من العلوم، بل كانت بمثابة كنز جامع لكتب التفسير، والحديث ، والدعوات، والأنساب، والطب، والنجوم، واللغة، والتأريخ، والأنساب، وغيرها . وقد بلغت في سنة 650 هـ. عند تأليف «الإقبال» 1500 مجلداً(1).

وكان السيد ـ (رحمه الله) ـ ولوعاً بالتصنيف، جاداً في التأليف، خلّف بعده كتباً ثمينة قيمة حفظت لنا جملة وافرة من أدعية المعصومين (عليهم السلام) ، وكان يهتم بالكتب التي تصل بين العبد وبين الله تعالى لذا نراه كان شديد الاهتمام بتأليف مثل هذه الكتب.

وصنف كتباً ورسائل كثيرة في مختلف الفنون، حسب إحصاء بعضهم بلغت ما يقارب من الخمسين(2) كتاباً (ما عدا الرسائل)، منها:

الإقبال بصالح الأعمال (مطبوع)، الأمان من أخطار الأسفار والأزمان (مطبوع)، جمال الاسبوع بكمال العمل المشروع (مطبوع)، الملهوف على قتلى

  • (1) انظر الذريعة 1: 58 و12: 182.
    (2) راجع أعيان الشيعة 8: 360 ـ 362.

صفحه 460

الطفوف (مطبوع)، مصباح الزائر وجناح المسافر (مطبوع)، فلا ح السائل ونجاح المسائل (مطبوع)، نزهة الناظر وبهجة الخاطر (مطبوع)، الطرائف في مذاهب الطوائف (مطبوع)، طُرف من الأنباء والمناقب (مطبوع)، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (مطبوع)، فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من النجوم (مطبوع)، المحتاج إلى مناسك الحاج، فتح الأبواب (في الاستخارات) (مطبوع). وغيرها.

توفي ـ رضوان الله عليه ـ في بغداد سنة 664 هـ.

وأما مدفنه الشريف، فقد تضاربت الأقوال فيه، ولكن الذي يظهر من كلامه (قدس سره) في فلاح السائل(1)، أنّه قد أعد (عليهم السلام) لنفسه قبراً في جوار جدّه ومولاه أمير المؤمينن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وجعله تحت قدمي والديه.

  • (1) انظر فلاح السائل: 73. (عندما ذكر صفة القبر ينبغي أن يكون قدر قامة أو إلى الترقوة...).

صفحه 461

الفقه المنسوب إلى الامام الرضا (عليه السلام)

لم يكن الكتاب متداولا بين الأصحاب إلى زمان الفاضل التقي محمّد تقي المجلسي، وهو أول من روّج لهذا الكتاب ونبّة عليه في اللوامع ـ وهو شرحه الفارسي على الفقيه ـ وبعده ولده العلاّمة محمّد باقر المجلسي صاحب البحار، فانّه أورده في كتاب البحار ووزع عباراته على الأبواب، واستند إليها في الآداب والأحكام المشهورة الخالية عن المستند ظاهراً(1).

واختلف الأصحاب في مؤلفه وصحته واعتباره في غاية الاختلاف، فمنهم من نسبه إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وصححه وجعله حجّة كما ذهب اليه العلاّمة المجلسي، ووالده، وصاحب الحدائق، وغيرهم(2). ومنهم من قال: إنّه بعينه رسالة علي بن بابويه إلى ولده الصدوق والمعروفة بالشرائع، فذهب الى ذلك الافندي في رياض العلماء(3). ومنهم من احتمل بكونه تأليفاً صادراً من بعض أولاد الائمة بأمر من الإمام الرضا (عليه السلام) ، كما هو المعروف عن الوحيد البهبهاني; لذا اعتنى به

  • (1) انظر عوائد الأيام للنراقي: 717، عائدة رقم 66، ومفاتيح الأصول للطباطبائي: 352 (حجري).
    (2) راجع خاتمه المستدرك للنوري 1: 230، مقدمة فقه الامام الرضا (عليه السلام) .
    (3) رياض العلماء 6: 43.

صفحه 462

واعتمده غاية الاعتماد(1). ومنهم من اثبت بكونه كتاب «التكليف» لأبي العزافر الشلمغاني، وأوضح ذلك بكتاب ألفه لهذا الغرض أسماه «فصل القضا في الكتاب المشهور لفقه الرضا» للسيد حسن الصدر(2).

طُبع الكتاب من قبل مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، ونُشر في المؤتمر العالمي للامام الرضا (عليه السلام) في مشهد المقدس، وكانت الطبعة الاولى سنة 1406 هـ  في مجلد واحد

فقه الرضا (عليه السلام) والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في مكاسبه عن هذا المصدر ثلاث روايات في ثلا ثة مواضع، في الموضع الأول عبّر عنه بـ «الفقه المنسوب إلى مولانا الرضا (عليه السلام) »، وفي الموضع الثاني والثالث عبّر عنه بـ «الفقه الرضوي»، وذلك في مبحث: بيان وجوه اكتساب معاش العباد (بداية المكاسب المحرمة)(3)، وفي بحث ولاية الفقيه(4)، وفي مسألة: الموارد التي يتخيّر فيها المشتري بين الردّ وأخذ الأرش عند ظهور العيب في السلعة(5).

  • (1) خاتمة المستدرك 1: 234.
    (2) راجع تأسيس الشيعة حسن الصدر (المقدمة): 19.
    (3) راجع المكاسب 1: 12، وانظر الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) : 250.
    (4) انظر المكاسب 3: 552، وراجع الفقه المنسوب إلى الامام الرضا (عليه السلام) : 338.
    (5) راجع المكاسب 5: 275، ولاحظ الفقه المنسوب الى الامام الرضا (عليه السلام) : 253.

صفحه 463

القواعد والفوائد

للشهيد الأول، محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي، المستشهد عام 786هـ .

وهذا الكتاب في الفقه والاُصول والعربية، ولكن الطابع الفقهي هو الغالب عليه، وقد احتوى على ما يقارب من ثلاثمائة وثلاثين قاعدة، اضافة إلى فوائد تقرب من مائة فائدة، عدا التنبيهات والفروع، وهي جميعاً قد استوعبت أكثر المسائل الشرعية.

وقال المصنف في بعض اجازاته يصف فيه الكتاب:

«انّه فقه مختصر مشتمل على ضوابط كليّة اصوليّة وفرعيّة، يستنبط منها الأحكام الشرعية»(1).

ومنهج المصنف في الكتاب هو: انّه يورد القاعدة أو الفائدة ثمَّ يبيّن ما يندرج تحتها من فروع فقهية، وما قد يرد عليها من استثناءات إذا كان هناك استثناء منها.

ولم يقتصر «الشهيد» في كتابه هذا على بيان رأي الإمامية فيما ذكره من المسائل، بل اتخذ المقارنة في أغلب الفروع، وأشار إلى رأي المذاهب الاُخرى أيضاً.

كما انّه ذكر في عدّة مواضع، أدلة الأقوال والحجج التي طرحها.

  • (1) الذريعة 17: 193.

صفحه 464

ومن الجدير بالذكر: انّ المصنف لم يتبع في الغالب منهجاً معيناً في ترتيب ما أورده من فوائد وقواعد، فهو لم يفصل القواعد الفقهية عن الاُصولية أو العربية; لذا قام تلميذه المقداد بن عبد الله السيوري بترتيب ذلك، ووضعه في كتاب سمّاه « نضد القواعد الفقهية» طُبع مؤخراً في مجلد واحد من قبل مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم، من غير أن يزيد السيوري شيئاً على أصل الكتاب إلاّ في مسألة القسمة وضعها في آخر الكتاب(1).

ولقد اهتم العلماء والمحققون في كتاب الشهيد هذا، وقاموا بشرحه والتعليق عليه، ومن جملة ذلك:

تعليقات للشيخ أبي القاسم علي بن طي العاملي (ت 855هـ) وحواشي للشيخ البهائي (ت 1031هـ)، وللشيخ محمّد الحرقوشي (ت 1059هـ)(2).

طُبع الكتاب في جزءين بتحقيق السيد عبد الهادي الحكيم.

القواعد والفوائد والمكاسب

لقد تعرض الشيخ في مكاسبه إلى نقل أقوال الشهيد الأول وآراءه في كتاب القواعد والفوائد في خمسة عشر موضعاً، مستفيداً منها في أبحاثه(3).

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «19»، «حاشية الشهيد على القواعد».

  • (1) انظر نضد القواعد الفقهية: 5 «المقدمة».
    (2) انظر الذريعة 17: 193.
    (3) انظر ـ على سبيل المثال ـ المكاسب 1: 210، في بحث التنجيم (المكاسب المحرمة) وراجع الفواعد والفوائد 2: 35.

صفحه 465

القوانين المحكمة في الاُصول

لأبي القاسم بن محمد حسن الجيلاني، المعروف بالميرزا القمي، وبالمحقق القمي، المتوفى عام 1231 هـ.

وهو كتاب قيمّ في الاُصول كان مداراً للبحث والدراسة في الحوزات العلمية، ومرجعاً لطلابها واساتذتها، وقد عُني كثير من العلماء بشرحه والتعليق(1) عليه. ولقد ذكر صاحب الذريعة العديد من حواشيه، منها حاشية المؤلف نفسه(2)، وأشار أيضاً إلى وجود النسخ الكثيرة منه(3).

الكتاب مرتب على مقدمة، وأبواب، وخاتمة. فرغ المصنف منه عام 1205 هـ.

فالمقدمة: في تعريف اُصول الفقه وبعض المباحث الاُخرى، كالحقيقة والمجاز، والمشترك، اللفظي، والمشتق، وغيرها.

  • (1) منها: تعليقة السيد محمد الاصفهاني الشهير بالشهشاني، وتعليقة السيد علي القزويني، وتعليقة لطف الله المازندراني، وغيرها. راجع أعيان الشيعة 2: 413 (ترجمة الميرزا القمي).
    (2) مطبوعة على هامش كتاب القوانين.
    (3) راجع الذريعة 17: 202 ـ 203.

صفحه 466

والباب الأول: في الأوامر والنواهي. والثاني: في المنطوق والمفهوم.

والثالث: في العموم والخصوص. والرابع: في المطلق والمقيد. والخامس: في المجمل والمبين. والسادس: في الأدلة الشرعية، كالاجماع والكتاب والسنة، ثم بحث في الأدلة العقلية والاُصول العملية. والسابع: في الاجتهاد والتقليد.

ثم ختم الكتاب بمباحث التعادل والتراجيح.

طُبع الكتاب على الحجر بمجلدين، وُنشر من قبل المكتبة العلمية الإسلامية في طهران. ولم يطبع لحد الآن بالطباعة الحروفية.

القوانين والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى ما أفاده المحقق القمي في كتابه القوانين، تحت عنوان «وذكر بعض الأفاضل»(1) من دون التصريح بالمصدر، وذلك في مسألة الكذب (من مسائل الاكتساب بالعمل المحرّم في نفسه) ناقلاً فيه عنه الملاك الذي اعتبره في اتصاف الخبر بالكذب.

المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «10»، «جامع الشتات».

  • (1) المكاسب 2: 18، وراجع قوانين الاُصول 1: 419 (الطبعة الحجرية المتداولة).

صفحه 467

المحكم والمتشابه

للسيد الشريف المرتضى، علم الهدى، علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي، المتوفى عام 436 هـ.

والكتاب عبارة عن رسالة، نسبها إليه العلاّمة المجلسي في أول البحار ، والمحدّث الحر العاملي في أمل الآمل، والمحدّث البحراني في اللؤلؤة(1)، مصرّحاً الأخير منهم بأن جميعها منقولة عن تفسير النعماني(2).

أوردها المجلسي بتمامها في البحار(3) في مجلد القرآن في الباب الثامن والعشرين والمائة، من دون نسبة ذلك إلى السيد هنا(4).

  • (1) راجع البحار 1: 11، أمل الآمل 2: 184، لؤلؤة البحرين: 322.
    (2) هو أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني، المتوفى حدود 360 هـ، تلميذ ثقة الإسلام الكليني، وله كتاب «الغيبة» مطبوع.
    (3) البحار 93: 1.
    (4) لقد ذكر صاحب الذريعة الوجه في أنّ بعض المحدثين ذهبوا إلى أنّ هذه الرسالة كلّها منقولة عن تفسير النعماني، هو أنّ السيد المرتضى بعد الخطبة حثّ على تعليم القرآن وأخذ علومه من أهل البيت (عليهم السلام) ، ثمّ استشهد بما رواه النعماني في تفسيره عن الإمام الصادق (عليه السلام) من أنّ علوم القرآن عند الأوصياء، ولابُد أن يؤخذ عنهم، بما لفظه: قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتاب تفسير القرآن.. إلى آخر ما نقله السيد عن تفسير النعماني، وهو قوله: نعوذ بالله عن الضلالة الذي ختم به الرسالة; لذا قالوا أن كلّ الرسالة منقولة عن تفسير النعماني.
    راجع الذريعة 2: 155، وانظر رسالة المحكم والمتشابه: 3، و65 (المخطوطة الموجودة في المدرسة الفيضية في قم).

صفحه 468

وتتضمن هذه الرسالة عدّة ابحاث قيّمة بالاستعانة بالآيات والروايات كالناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، وفيما لفظه عام ومعناه خاص، ومعايش العباد، وغيرها.

طُبعت الرسالة مستقلة في إيران بحجم صغير(1). وتوجد نسخ خطية متعددة لهذه الرسالة، منها النسخة الموجودة في مكتبة المدرسة الفيضية في قم المقدسة تقع في 64 ورقة.

المحكم والمتشابه والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى ما حُكي عن رسالة «المحكم والمتشابه» (2)، ونسبها إلى السيد المرتضى، وذلك في أوائل بحث المكاسب المحرمة عند كلامه حول معايش العباد وتفسير الصناعات.

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم «2»، «الانتصار».

  • (1) انظر هامش لؤلؤة البحرين: 322.
    (2) المكاسب 1: 12.

صفحه 469

مكارم الأخلاق

لأبي نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي، يتضمن الأحاديث المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) في الآداب الدينية والأخلاق الإسلامية، وهو في اثني عشر باباً، كل منها يحتوي على فصول، التي اعطاها المؤلف عناوين مختلفة.

ولقد جمعت روايات الكتاب بحذف الأسانيد(1).

طُبع الكتاب في مصر عدّة طبعات، كان أولها عام (1303 هـ)، ولكنه تعرض للتحريف ـ كما أشار إلى ذلك السيد العاملي وصاحب الذريعة(2) ـ ولما كانت نسخ الكتاب الخطية كثيرة ومتوفرة في مختلف البلدان، لذا تصدى جمع من العلماء والفضلاء إلى تصحيحه وطبعه مرة اُخرى.

طُبع الكتاب بالنجف الأشرف، وبيروت مع نشر مؤسسة الأعلمي. وأخيراً

  • (1) هذا من المؤاخذات التي تؤخذ على الكتاب (حذف السند).. وإن كان يذكر المصنف في بعض المواضع المصادر التي أخذ الحديث عنها كالكافي والفقيه و... والفردوس (من كتب العامة).
    (2) راجع أعيان الشيعة 5: 223، والذريعة 22: 147. ولقد اُستعرض في مقدمة الطبعة المحققة بتحقيق علاء آل جعفر، ونشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، مواضع التحريف في الطبعة المصرية..

صفحه 470

طُبع محققاً في جزءين، بتحقيق علاء آل جعفر، ونُشر من قبل مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدمة.

مكارم الأخلاق والمكاسب

أورد الشيخ الأنصاري في مكاسبه رواية الحلبي المحكية عن «مكارم الأخلاق»، وذلك في بحث المكاسب المحرمة في مسألة التصوير»(1).

هو الحسن بن الفضل بن الحسن بن الفضل، رضي الدين، أبو نصر الطبرسي، أحد علماء الإمامية، وهو نجل أمين الإسلام صاحب تفسير مجمع البيان.

لم تتعرض المصادر لتاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته، بل نعلم أن تاريخ وفاة والده عام (548 هـ).

أثنى عليه جماعة من العلماء، ووصفه صاحب «رياض العلماء» بالفقيه، المحدّث، الجليل(3).

ووصفه المحدث النوري بالفاضل الكامل، الفقيه، النبيه(4).

  • (1) المكاسب 1: 193.
    (2) مصادر الترجمة: أمل الآمل 2: 75 برقم 203، رياض العلماء 1: 297، أعيان الشيعة 5: 223، طبقات أعلام الشيعة (في القرن السادس): 65، معجم المؤلفين 3: 269، خاتمة المستدرك 2: 420، موسوعة طبقات الفقهاء 6: 76 برقم 2127.
    (3) رياض العلماء 1: 297.
    (4) خاتمة المستدرك 2: 420.

صفحه 471

روى عن أبيه، وروى عنه مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن رده النّيلي.

وللمترجم ابن محدّث، هو أبو الفضل علي بن الحسن، له كتاب «مشكاة الأنوار».

ومن مصنفات صاحب الترجمة، كتاب «مكارم الأخلاق» المشهور المعروف بين العامة والخاصة (وهو الكتاب مورد البحث).

صفحه 472

ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار

للمولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى عام 1110 هـ أو 1111 هـ، وهو شرح لكتاب «تهذيب الأحكام» لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى عام 460 هـ. والذي يعتبر من أحد الكتب الروائية الأربعة المعول عليها عند الإمامية (تقدم الكلام حوله في المصادر الروائية); لذا قد أقبل عليه العلماء والمحدّثون بالشرح والتعليق، ومن جملة هذه الشروح القيّمة، شرح العلاّمة المجلسي له المسمى بـ «ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار»، إذ هو شرح كامل من أول كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الديات، وإن وقع بعض الأعلام(1) بالاشتباه وحكموا بنقصانه.

لقد تصدّى الشارح إلى التعليق على ما يصعب فهمه على أكثر الأفهام، بالنحو الذي ينتفع به المبتدئ والمتوسط والمنتهي من الطلاب، مستفيداً من مشائخه الكرام وأجلة الأصحاب (كما صرح بذلك المجلسي بنفسه في ديباجة الكتاب)(2).

  • (1) راجع حول هذه الأقوال ملاذ الأخيار 1: 42 (مقدمة التحقيق).
    (2) ملاذ الأخيار 1: 4 (مقدمة المؤلف).

صفحه 473

فذكر الشارح الأحاديث في كل باب بالعدد، و تكلّم أولاً في سند الحديث ووصفه بالصحة أو الضعف أو غيرهما، ثمّ تكلّم حول الدلالة، أو اقتصر على السند فيما لو كانت دلالته واضحة.

فهذا الشرح يتضمن دراسة فقهية حول الأحاديث الشريفة، وأيضاً هو شرح جامع لأكثر الشروح. حيث نقل الشارح عبارات جمع من المحشين(1) على كتاب التهذيب، كوالده العلاّمة محمد تقي المجلسي، الموسومة حاشيته بـ «كتاب احياء الأحاديث»، وكحاشية المولى عبدالله التستري، وكذلك نقل من شروح المولى المقدس الأردبيلي على كتاب التهذيب، والشيخ البهائي، والشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني، وغيرهم من الأعلام.

طُبع الكتاب في 16 مجلداً، بتحقيق السيد مهدي الرجائي، ونُشر من قبل مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم عام 1406 هـ.

ملاذ الأخيار والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى ما أفاده صاحب «ملاذ الأخيار»،وذلك في بحث البيع في مسألة صور جواز بيع الوقف، عبّر فيه عن المصنف بـ «الفاضل المحدّث المجلسي»(2).

نعم، هناك مورد آخر في أوائل بحث المكاسب المحرمة، تعرض فيه الشيخ

  • (1) انظر ملاذ الأخيار 1: 43 (مقدمة التحقيق).
    (2) لم يصرّح هنا بذكر المصدر «ملاذ الأخيار»، بل عبّر عنه «بعض حواشي (المجلسي) على بعض كتب الأخبار»، راجع المكاسب 4: 98، وانظر ملاذ الأخيار 14: 400 باب الوقوف والصدقات ذيل الحديث 4. (تجد نص كلام الشيخ الأنصاري في المصدر المذكور).

صفحه 474

الأنصاري إلى ذكر رأي المجلسي (الأول) في مسألة بيع العذرة، ولعلّ كان مراده ما أفاده صاحب «ملاذ الأخيار» المجلسي الثاني فيما حكاه عن والده المجلسي (الأول) في المسألة المذكورة(1).

المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «84»، «بحار الأنوار».

  • (1) وذلك عندما قال الشيخ الأنصاري ما لفظه: «.. وأبعد منه ما عن المجلسي من احتمال خبر المنع على البلاد ما ينتفع به، والجواز على غيرها...» المكاسب 1: 24. وراجع ملاذ الأخيار 10: 379 (تجد نصه في ملاذ الأخيار).

صفحه 475

منية المريد في آداب المفيد والمستفيد

للشهيد الثاني، زين الدين بن علي العاملي، المستشهد عام 966هـ، وهو كتاب قيّم، جليل، في بيان قيمة العلم وآداب أهل العلم.

وقد كان الكتاب محط أنظار العلماء والطلاب منذ تأليفه في عام 954 هـ.، أي في حدود 11 سنة قبل شهادة المؤلف، وإلى حد الآن، فهم يرجعون إليه دائماً للاستفادة منه; وذلك لِما وجدوا فيه من الفوائد الكثيرة، وهو مشحون بالآيات والروايات وأقوال العلماء...

وقد ذكر المصنف في الكتاب الآداب والقواعد لطلب العلم بصورة كلية، تحكي عن نظره الدقيق وفكره الثاقب. لقد دون في المقدمة الكليات، كفضيلة العلم، ومحاسنه، ومحاسن العالم والمتعلم، وما يتعلّق بالمعلّم والمتعلّم في باب مستقل، وما يرتبط بآداب المفتي والمستفتي، وأدب الكاتب، وآداب المناظرة في فصول وأبواب مستقلة أيضا، وختم الكتاب بخاتمة تشتمل على أقسام العلوم الشرعية مع نصائح لطلاب العلوم.

وقال ابن العودي ـ تليمذ الشهيد الثاني الخاص ـ في شأن الكتاب ما لفظه:

«مجلد مشتمل على مهمّات جليلة وفوائد نبيلة، تحمل على غاية الانبعاث والترغيب في اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل، والتحلّي بشيم الأخيار،

صفحه 476

والعلماء الأبرار»(1).

طُبع الكتاب مكرراً، منها منضماً إلى «روض الجنان» للشهيد الثاني أيضاً، ومنفصلاً في الهند سنة 1301، وفي النجف الأشرف، وقم المقدسة، وأخيراً طُبع محققاً بتحقيق رضا المختاري في مجلد واحد.

واختصره المؤلف نفسه وسمّاه «مختصر منية المريد».

منية المريد والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري في مكاسبه في مسألة استحباب التفقه في مسائل التجارة كلام الشهيد الثاني في منية المريد(2)، وذلك بما يناسب المقام.

المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «26»، «رسالة في صلاة الجمعة».

  • (1) الدر المنثور من المأثور وغير المأثور 2: 186.
    (2) راجع المكاسب 3: 343، وانظر منية المريد: 61 ـ 62.

صفحه 477

نهج البلاغة

الكتاب المشهور المعروف، الذي تغني شهرته عن تعريفه، فهو كنز من كنوز الإسلام، وذخر من ذخائر المسلمين بعد القرآن العظيم وكلمات الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ، جمع فيه الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي البغدادي المتوفى 406 هـ. ما تمكن جمعه من خطب، وأقوال، وكتب، ومواعظ، أثرت عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، اختص بقرابته من الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فكان ابن عمه، وزوج ابنته وأحب عترته إليه، كما كان كاتب وحيه، وأقرب الناس إلى بلاغته وفصاحته، واحفظهم لقوله وجوامع كلمه..

قال الشريف الرضي في مقدمة «نهج البلاغة»:

«إذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام) مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها; ومنه (عليه السلام) ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها; وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ..»(1).

فجمع الشريف الرضي كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في ثلاثة أبواب: الخطب، والكتب والرسائل، والقصار من الكلمات.

لقد أثرى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا الكتاب الأدب العربي والإسلامي بما

  • (1) راجع كلامه فى مقدمة نهج البلاغة.

صفحه 478

جاء فيه من بلاغة التعبير، وروعة البيان، وبراعة في الوصف، وقمة في الفصاحة، ورصانة في المعنى..

وحفلت كلمات الإمام (عليه السلام) باروع القيم التربوية والاجتماعية والسياسية، بما فيها من النصوص القيمة التي يشع منها النور الإلهي ذات التأثير الكبير على النفوس البشرية، والاساليب الجذّابة التي تستهوي القلوب وتملك الأفئدة.

فبرزت على مسرح الحياة في الإسلام خطب الإمام (عليه السلام) وكلماته الرائعة، وهي حقائق مهمّة تعبّر عن إيمانه الخالص، وشدّة تقواه، وانقطاعه إلى الله تعالى.

وعندما نقرأ نهج البلاغة نقف على كنز من كنوز العلم والمعرفة، ومنجم من مناجم الفكر الإسلامي الأصيل.

لقد خاض صلوات الله عليه في اسرار التوحيد، ومسائل النبوة، وطبائع الناس، وتناول بدء الخلق، ووصف الأرض، وتكلّم حول السماء وما يحيط بها.

ودخل في نواحي مختلفة من العلوم ووصف المخلوقات وما تحويه من اسرار، وبيّن ما في الإنسان من عجائب الخلق وآيات المبدع الخالق.

وتكلّم في الدين، والسياسة، والحكمة، والأدب.

ووعظ الناس بالموت، وبيّن الدنيا ووصف معايبها.

وتناول في كتبه ورسائله أدق المعايير، وأفضل السبل، في الحفاظ على بي ت المال، وحذّر الولاة من التلاعب به، في معاني بليغة واسلوب رائع.

ولم يدع (عليه السلام) في كلماته وخطبه ما تتطليه الحياة إلاّ وجه الناس فيها اسمى توجيه، في كلام لطيف، وحكمة بالغة يعجز عن النطق بمثلها أحد بعده.

فنهج البلاغة عنصر من عناصر الاشعاع الفكري، ومركز من مراكز العلم والمعرفة التي تنير الطريق لجميع البشرية وعلى مرّ العصور.

ويضيق الإنسان بالقول، فيقف حائراً عاجزاً عن ابراز ما يجول بنفسه من الاعجاب بكلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وسيرته الندية العطرة.

صفحه 479

وكتاب نهج البلاغة القيّم، اعتنى بشرحه العلماء عناية فائقة، وقد طُبع العديد من شروحه الكاملة، وشروح اجزاء منه، وانتشرت قى البلدان. هذا، بغض النظر عن الشروح الباقية التى تنتظر دورها للطبع، أو حبيسة رفوف خزائن الكتب.

فهذا التراث النفيس، يحتاج إلى دراسات واسعة، وبحوث عميقة.. وإن كانت الجهود متواصلة، والبحوث مستمرة، لسبر غور هذا البحر الزاخر والغوص في اعماقه; لاستخراج المزيد من مكنونه.

طُبع نهج البلاغة بتبريز عام 1247 هـ. وفي مصر عام 1302هـ ثمّ كُرر طبعه في كثير من البلدان، ونسخه منتشرة، وطبعاته عديدة.

نهج البلاغة والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من «نهج البلاغة» ونقل عنه كلمات أمير المؤمنين صلوات الله عليه بما يناسب المقام، وذلك في بحث الغيبة (1)والتنجيم(2) والكذب(3) ونقل في الموضع الثاني محاورته (عليه السلام) مع أحد المنجمين. وكذلك أورد ما كتبه إمام المتقين (عليه السلام) إلى مالك الأشتر في جواز ارتزاق القاضي من بيت المال، وذلك في بحث الرشوة(4).

  • (1 ـ 4) المكاسب 1: 368 و205 و2: 29 و1: 245.