للشيخ محمّد بن تاج الدين الحسن بن محمّد، المعروف بالفاضل الهندي، وهو شرح مزجي، استدلالي، متين، نافع، لكتاب «قواعد الأحكام» للعلاّمة الحلّي المتوفى 726هـ .

يُعتبر هذا الكتاب من الآثار الفقهية الموسوعية، والذي له التأثير الملحوظ في الكتب الفقهية المتأخرة عنه; وذلك لكثرة الأقوال المنقولة فيه عن الكتب الفقهية للمتقدمين، والتي كان ينقل عنها المصنف ـ في الغالب ـ بلا واسطة.

ومن مميزات الكتاب أيضاً، كونه شرحاً وسيطاً أقرب الى الإختصار، استقصى فيه المؤلف الأدلة والأقوال.

ابتدأ الشارح في شرحه من كتاب النكاح⁽¹⁾، ثم عاد وشرع في الشرح من أول كتاب القواعد، مبتدءً بكتاب الطهارة.

طُبع الكتاب على الحجر فى مجلدين، وطُبع أخيراً محققاً في أحد عشر مجلداً، ونُشر من قبل مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم.

---

كشف اللثام والمكاسب

استفاد الشيخ في مكاسبه من كتاب كشف اللثام، في ما يقارب من عشرة مواضع. صرّح فيها غالباٌ بالمصدر «كشف اللثام»⁽¹⁾.

وفي موضع منها نقل المطلب عنه من دون التصريح بالمصدر، بل اكتفى بقوله :«عن بعض الأجلة»⁽²⁾، وذلك في بحث شروط المتعاقدين، في مسألة الاختيار.

كما ونقل عنه في أحد المواضع، نسبة قول الى المشهور، وذلك في بحث المعاطاة⁽³⁾.

هو الشيخ محمّد بن تاج الدين الحسن بن محمّد الأصفهاني، المعروف بالفاضل الهندي، من الشخصيات العلمية البارزة، ومن الفقهاء الكبار في القرن الثاني عشر.

وُلد في أصفهان عام اثنتين وستين وألف 1062هـ .

درس عند والده، وسافر معه في أول شبابه إلى الهند، وبعد أن رجع إلى

---

أصفهان اشتهر بالفاضل الهندي، فواصل دراسته فيها.

ولقد كان شيخنا المترجم له، على جانب عظيم من الاستعداد; لذا نبغ في وقت مبكّر، وشرع بالتأليف والتصنيف في مقتبل العمر; حتّى أصبح من المجتهدين الكبار.

وعند ملاحظة الآثار العلمية القيّمة التي تركها لنا الفاضل، والتي امتازت بالتنوع، نستشف من ذلك انّه كان قد درس عند اساتذة عظام. ولكن مع الأسف لم يرد ذكراً لهم في كتب التراجم التي ترجمت لحياته، الاّ والده.

وقال عنه الشيخ عباس القميّ في الكنى والألقاب: «تاج المحققين، وفخر العلماء والمدققين...»⁽¹⁾.

وله تلامذة أجلاء تخرجوا عنه، وأخذوا العلم منه، منهم:

الشيخ أحمد بن الحسين الحلّي، والسيد محمّد علي الكشميري، والسيد ناصر الدين أحمد بن محمّد المختاري السبزواري، والميرزا بهاء الدين المختاري، والسيد صدر الدين محمّد الحسيني، وغيرهم.

لقد صنّف الفاضل الهندي في الفقه، والاُصول، والكلام، والفلسفة، والتفسير،وعلم النحو، والمعاني، والبيان، نذكر منها:

المناهج السوية في شرح الروضة البهية، تفسير القرآن الكريم، كشف اللثام في شرح قواعد الأحكام (الكتاب مورد البحث)، الزهرة في مناسك الحج والعمرة، الزبدة في اُصول الدين، خلاصة المنطق، الاحتياطات اللازمة، رسالة التمحيص في البلاغة لخص فيها «تلخيص المفتاح» للخطيب القزويني، التنصيص على معاني التمحيص حاشية على شرح المواقف للجرجاني، موضع

---

أسرار النحو، زبدة العربية في تلخيص وترجمة المطوّل للتفتازاني، حاشية على «شرح الهداية الأثيرية»، رسالة في صلاة الجمعة، الكوكب الدريّ في تفسير الآيات المنتخبة من «غرر الفوائد» للسيد المرتضى، وغيرها.

توفى المحقق الفاضل في أصفهان، عام سبع وثلاثين ومائة وألف 1137هـ .

للشيخ محمّد باقر السبزواري، وهو كتاب فقهي، جيّد، يحتوي على معظم أبواب الفقه، متوسط بين المطوّلات والمختصرات، ويسمّى بكفاية الأحكام أو بكفاية الفقه⁽¹⁾.

ولعلّ هذا الكتاب يكون بمنزلة التتمة، لكتاب ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد.

أجمل فيه المصنف في أبواب العبادات; ولعلّ ذلك اقتصاراً على كتابه في ذخيرة المعاد، وفصّل في أبواب المعاملات التي لم يكتب منها شيئاً في الذخيرة.

---

طُبع الكتاب أخيراً محققاً في مجلدين، من قبل مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم المقدّسة.

كفاية الأحكام والمكاسب

لقد استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من كفاية الاحكام، في أكثر من عشرين موضعاً. مصرّحاً فيها بالمصدر «الكفاية»⁽¹⁾، أو مشيراً الى مؤلفه قائلا: «صاحب الكفاية»⁽²⁾، وفي مورد واحد عبّر عنه بـ «الفاضل الخراساني»⁽³⁾.

ولقد نقل الشيخ عن صاحب الكفاية، أقواله واستدلالاته في بعض المسائل، كما وتصدّى لمناقشته⁽⁴⁾ في بعضها.

وأيضاً نقل عنه حكم «المشهور»⁽⁵⁾ في مسألة: الحُداء (بضم الحاء).

وكذلك نقل عنه «عدم الخلاف» في موضعين⁽⁶⁾: أحدهما في مسألة: حرمة القيافة، والآخر في مسألة مسقطات الردّ والأرش، في مبحث خيار العيب.

---

هو محمّد باقر بن محمّد مؤمن الخراساني السبزواري، عالم، فاضل، محقق، رفيع المنزلة.

ولد عام سبع عشرة وألف 1017هـ .

أصله من سبزوار في محافظة خراسان.

ارتحل بعد وفاة والده إلى العراق، ثمّ رجع إلى إيران وسكن في أصفهان.

وعُرف بالفضل، والعلم، والحكمة.

تتلمذ على جماعة، منهم:

السيد أبو القاسم الغندرسكي المتوفى (1050هـ)، والقاضي معزّ الدين الأصفهاني، والشيخ حيدر علي الأصفهاني، والشيخ حسن علي التستري.

وروى عن الشيخ محمّد تقي المجلسي المتوفى (1070هـ)، والسيد نور الدين علي الموسوي العاملي المتوفى (1068هـ)، وغيرهما.

برع في أغلب العلوم، ودرّس، وصنّف، وصار من كبار المجتهدين في عصره.

واعتلى شأنه عند السلطان عباس الصفوي الثاني، واصبح إمام الجمعة والجماعة، واُسند إليه منصب شيخوخة الإسلام (أقضى القضاة).

تلمّذ عنده جماعة منهم:

---

عبدالله الأفندي، ومحمّد شفيع الجيلاني، والمحقق الحسين بن جمال الدين الخوانساري، وغيرهم.

ومن مصنفاته:

ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد، وكفاية الأحكام (الكتاب مورد البحث)، ورسالة في تحريم الغناء، ورسالة في الأغسال، ورسالة في سمت القبلة، وشرح «زبدة الاُصول» للشيخ البهائي، ومفاتيح النجاة بالفارسية في الأدعية المأثورة، وحاشية على الهيات الشفاء» لابن سينا ، وغيرها.

توفى المحقق السبزواري في أصفهان عام 1090هـ ، ونُقل نعشه الشريف إلى المشهد الرضوي، ودُفن في مدرسة الميرزا جعفر، حيث هناك العديد من مراقد العلماء والفقهاء.

للسيد عميد الدين عبد المطلب الأعرجي الحسيني الحلّي، وكتاب القواعد (المتن) لخاله العلاّمة الحلّي المتوفى 726هـ .

وهو شرح جيّد، لطيف، بشكل (قوله ـ أقول)، وقد ذكر فيه جملة من محاوراته مع خاله العلاّمة، وأورد أيضاً نبذة من مذكراته معه في مجلس الدرس وغيره.

وتعرض الشارح لذكر بعض أقوال العلماء في المسائل التي قام بشرحها، وكذلك تطرق إلى ذكر الروايات التي أشار إليها الماتن.

أكثر السيد العاملي صاحب مفتاح الكرامة⁽¹⁾ من النقل عن هذا الشرح.

طُبع الكتاب محققاً في ثلاثة مجلدات، ونُشر من قبل مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم المقدّسة.

كنز الفوائد والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مكاسبه من كنز الفوائد، في سبعة مواضع.

---