رجال الشيعة في الصحاح الستّة
تأليف: الشيخ محمّد جعفر الطبسي
(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين اللذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
ولا يخفى على من اعتبر وأمعن النظر في تاريخ العلوم المختلفة أنّ دور أهل البيت عليهمالسلام في ذلك كالقطب من الرحى ينحدر عنهم السيل ولا يرقى إليهم الطير وبالتالي يكون دور أتباعهم في تلك العلوم دوراً كبيراً.
ومن جملة ذلك إهتمام شيعة أهل البيت عليهمالسلام بالنسبة إلى جمع الأحاديث والروايات خصوصاً المأثورة عن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله، بعد ما كان تدوينها ممنوعاً في فترة من الصدر الأوّل للإسلام.
والنقطة التاريخية الملفة للنظر أنّ بعض علماء الجرح والتعديل من أهل السنّة قد صرّحوا بأنّ أحد أسباب الجرح أن يكون الراوي شيعياً ومحبّاً لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وجعل ذلك نقصاً وعيباً للراوي.
منهم الحاكم النيسابوري قال في ترجمة ثوير بن أبي فاخته: لم ينقم عليه غير التشيّع.[1]
وهذا الأمر مضافاً إلى عدم ابتنائه على قاعدة علميّة يكشف لنا عن مدى بغضهم لموضوع وأصل الإمامة وإلى مصاديقها الشرعي، وهم اللذين قد صرّح النبيّ صلىاللهعليهوآله بأسمائهم وخصوصياتهم. وبعبارة اُخرى: هذا الأمر من أبرز مصاديق
--------------------------------------------------
1. المستدرك على الصحيحين 2 / 510.
(6)
المخالفة للقرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، لأنّ القرآن ينادي بأعلى صوته «إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا»[1] فهل التشيّع والحبّ والاعتقاد بإمامة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يوجب الفسق!! كلاّ كلاّ.
وهنا سؤال يطرح نفسه وهو أنّه كيف لا يكون قتل ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله عندهم موجباً للفسق والجرح ولكن التشيّع صار أحد أسباب الجرح؟
ولا جواب لهذا السؤال، ولا يمكن التخلّص عن ذلك إلاّ أن يقال: أنّ هذا ليس إلاّ عملاً بغير علم وليس ذلك إلاّ بدعة وضلالة.
والكتاب اللذي بين أيديكم أيّها القرّاء الكرام اللذي ألّفه المحقّق والمتتبّع العلاّمة الشيخ محمّد جعفر الطبسي قد كشف الحجاب عن هذا الأمر وأوضح وأثبت فيه وثاقة رواة الشيعة في أسانيد روايات أهل السنّة، كما أنّه بحث عن طبقتهم وموارد رواياتهم في الصحّاح الستّة.
فنشكر الله تبارك وتعالى على هذا الأثر القيّم، وكما نشكر سماحته فلله تبارك وتعالى درّه وعليه أجره.
ومركز فقه الأئمّة الأطهار عليهمالسلام تقوم بطبعه وتقديمه إلى العلماء والمحقّقين لكي يكون ذلك دليلاً واضحاً وسراجاً منيراً لعلم الحديث والرجال.
مركز فقه الأئمّة الأطهار عليهمالسلام
محمّد جواد الفاضل اللنكراني
ربيع الثاني 1436
--------------------------------------------------
1. الحجرات / 16.
(7)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة: الشّيعة ودورهم في الحديث رواية وتدوينا
قبل الحديث عن دور الشّيعة هذا لا بدّ لنا من الوقوف ـ ولوقليلاً ـ عند كلمة الشّيعة لغة واصطلاحا، وهل تشكّل هي وكلمة الإسلام تعبيرين عن حقيقة واحدة أم أنّهما حقيقتان مختلفتان، ولكلّ منهما مبادئها ومعتقداتها، وأنّ التشيّع ـ بالتالي ـ ظاهرة طارئة على الساحة الإسلامية ولدت لأسباب سياسية واجتماعية وفكرية.؟!
الشّيعة لغة: قال الأزهري (ت 307 ه ): «والشّيعة أنصار الرجل وأتباعه، وكلّ قوم اجتمعوا على أمرهم شيعة...».[1]
وقال ابن دريد (ت 321 ه ): «وفلان من شيعة فلان أي ممّن يرى رأيه».[2]
وقال الجوهري (ت 393 ه ): وتشيّع الرجل، أي ادعى دعوى الشّيعة، وتشايع القوم، من الشّيعة، وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شِيَع...
--------------------------------------------------
1. تهذيب اللغة 3 / 61.
2. جمهرة اللغة 2 / 872.
(8)
قال ذوالرمّة:[1] «استحدث الركب عن أشياعهم خبرا، يعني عن أصحابهم».[2]
وقال ابن منظور (ت771 ه ): (والشّيعة أتباع الرجل وأنصارُه، وجمعها شيع، وأشياع جمع الجمع... وأصل الشّيعة: الفِرقة من الناس، ويقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكّر والمؤنّث، بلفظ واحد ومعنى واحد...).[3]
فالمستفاد ممّا ذكر أنّ الشّيعة والتشيّع والمشايعة ـ لغة ـ بمعنى المتابعة والمناصرة والموافقة في الرأي، ثم غلب هذا الاسم ـ كما عند ابن منظور ـ على كلّ من يتولّى عليا وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، حتّى صار لهم اسما خاصّا، فإذا قيل: فلان من الشّيعة عُرِف أنّه منهم، وفي مذهب الشّيعة كذا أي: عندهم. وأصل ذلك من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة.[4]
وقد ورد لفظ الشّيعة في القرآن الكريم بمعنى التابع، قال الله تعالى: «...فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ»،[5] أي من جماعته وحزبه الذين شايعوه وتابعوه في الدين.
وقال تعالى في آية أخرى: «وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإَبْرَاهِيمَ»[6] أي أنّ إبراهيم ممّن
--------------------------------------------------
1. قال الذهبي: ذوالرمّة، من فحول الشعراء غيلان بن عقبة بن بهيس، مضري النسب... مات ذوالرمّة بأصبهان كهلاً سنة سبع عشرة ومائة/ سير أعلام النبلاء 5 / 267.
2. الصحاح 3 / 1240.
3. لسان العرب 7 / 258.
4. لسان العرب 7 / 258، وقال ابن خلدون في كتابه: مقدمة ابن خلدون 196: من الفصل السابع والعشرون اعلم أن الشيعة لغة هم الصُحُب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه رضي الله عنهم. وقال الشرباصي في يسألونك عن الدين 5: 204: المذهب الشيعي ينسب إلى شيعة رسول الله وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين، وقد بدأ هذا المذهب من الجماعة الأولى التي انضمّت إلى وصف علي وناصرته وأظهرت محبة ذريته. راجع كتاب الإمام البخاري وصحيحه الجامع المختصر: 163.
5. القصص / 15.
6. الصافات: 83، راجع مجمع البيان 8 / 701. وفي تفسير التبيان 8 / 507: فالشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم، وصاروا بالعرف عبارة عن شيعة علي عليهالسلام الذين معه على أعدائه، وقيل: من شيعة نوح إبراهيم يعني إنّه على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتّباع الحق...
(9)
تابع نوحا وسار على منهاجه.
الشّيعة اصطلاحا: لكلمة (الشّيعة) ثلاثة معان نعرضها تباعا مع اعتقادنا بأن المعنى الأخير هو الأرجح:
الأوّل: من أحبَّ عليا وأولاده بوصفهم أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واستجابة للآية الكريمة: «قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»[1] وهذا المعنى عام لكل المسلمين حيث لا نجد مسلما لا يود أهل بيت النّبوة إلا من نصب العداء لهذا البيت الكريم، ويسمّى هؤلاء (النواصب).
الثاني: من يعتقد بأنّ عليا رابع الخلفاء، ولكنّه يفضّله عليهم لاستفاضة مناقبه وفضائله الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في صحاح المسلمين ومجامعهم الحديثية وكذا مؤلّفاتهم في الرجال والتراجم، حيث يصفون قليلاً من الصحابة وكثيرا من التابعين بأنّه يتشيّع أو أنّه شيعي، وربما يعدّونه من أسباب الجرح، وأكثر من استعمل هذا الاصطلاح هو الذهبي في ـ ميزان الاعتدال ـ (وسير أعلام النبلاء) فيصف بعض التابعين والمحدّثين بالتشيّع مشيرا بذلك إلى ضعفهم.
الثالث: من شايع عليا وأحد عشر من ولده عليهالسلام بوصفهم خلفاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة من بعده على الناس نصّا ووصيّة.
وانطلاقا من المعنى الثالث فإنّ الإمامة أمر مهم وخطير لا بدّ منها لكي يواصل الدين الإسلامي طريقه الطويل المحفوف بالمخاطر، ولا شكّ في أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدرك ما يحتاجه هذا الدين في مواصلة مسيرته التبليغية والجهادية، وما قد يتعرّض له مستقبله من مخاطر وعقبات خطيرة، وأنّ أمامه شوطا طويلاً جدّا
--------------------------------------------------
1. الشورى / 32.
(10)
حتّى تترسخ مبادئه ومفاهيمه وأحكامه في هذه الأمّة الفتية التي هي حديثة العهد بالإسلام، وقريبة عهد الجاهلية، والتي تعاني من أعداء شرسين، ففي الداخل من المنافقين واليهود، وفي الخارج من الإمبراطوريتين الفارسية والرومية، إضافة إلى الذين لم يتمكّن الإسلام بعدُ في قلوبهم.
فمع إدراك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم القطعي لهذه المخاطر ولما يسبّبه غيابه والفراغ الذي يتركه من مضاعفات لهذه المخاطر، ولما يستجد من عقبات أخرى، وكلّها تحتاج إلى شخص على مستوى عال من المسؤولية، ويكون مهيّئا تهيئة رسالية خاصّة يملأ هذا الفراغ مباشرة، ويؤدّي وظيفته على أكمل وجه، وهذا ما كان يقوم صلىاللهعليهوآلهوسلم طيلة حياته المباركة، وكان علي عليهالسلام على ذلك المستوى الإيماني والتربوي والفكري، فكان الأفضل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتولي هذه المهمّة الدينية التغييرية التي هي على جانب عظيم من الخطورة، فكانت أقوال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصاياه وتأكيداته تحوط عليا عليهالسلام وتواكب ذلك الاستعداد وتلك التهيئة من بداية الرسالة.
وهنا اختلفت القلوب، فقلوب آمنت بكلّ ذلك وتيقّنته والتزمت به ولم تحد عنه، فكانوا روّاد التشيّع في عصر النبي صلىاللهعليهوآله وسلم، أمثال: سلمان، والمقداد، وأبي أيّوب الأنصاري، وسعد بن عبادة، وقيس بن سعد، وعدي بن حاتم، وعثمان بن حنيف... إضافة إلى مشاهير بني هاشم.
وأخرى اجتهدت قبال النصوص واختارت لنفسها طريقا آخر لها في اختيار خليفة لرسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم، فكانت أمّة أخرى إزاء تلك الأمّة التي آمنت بكل ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم: «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهوَى * إِنْ هوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى».[1]
ولأنّ حقيقة الدين هو الانقياد التام لله ولرسوله فإنّ الأمّة الأولى كانت قد شكّلت بعملها هذا بذرة التشيّع الأولى التي غرسها ورعاها رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم.
--------------------------------------------------
1. النجم / 3.4.
(11)
روى ابن حجر عن أمَّ سلمة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال: «يا علي أنت وأصحابك في الجنة، أنت وشيعتك في الجنّة».[1]
والتشيّع هو الإسلام بعينه مبدءا وعقيدة وشريعة، وليس شيئا آخرا يحمل أويضيف أشياءا أخرى، فالتشيّع ليس ظاهرة طارئة على الإسلام والمسلمين أبدا كما يحلو للبعض أن يصوّره ويرجعه إلى أسباب سياسية واجتماعية وأخرى عقائدية حدثت بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله وسلم، وخير دليل لنا هو روّاده الأوائل وذلك الرعيل المبارك الذي آمن برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبجميع أقواله وأوامره التي هي أوامر السماء، ومنها أوامره وإرشاداته التي تنصّ على علي أمير المؤمنين عليهالسلام بالأخوّة والوصية والوزارة والخلافة وأخيرا بالولاية.
وقد امتلأت بها المجامع الحديثية للفريقين كحديث المنزلة، والغدير، والثقلين، إضافة إلى ما ورد فيه عليهالسلام من آيات كآية الإنذار[2]، وآية التطهير،[3] وآية المباهلة،[4] وآية الولاية.[5]
بعد هذا الاستعراض الموجز للشيعة ـ لغة واصطلاحا وتاريخا ـ ننتقل إلى دورهم في تدوين الحديث وفي روايته وتبويبه وتقسيمه.
لا يخفى على كلّ متتبّع ما للعلماء ورواة الشّيعة من دور كبير في رواية الحديث وتدوينه وحفظه[6] من عبث العابثين الكثيرين الذي قد ابتلي بهم
--------------------------------------------------
1. الصواعق المحرقة: 161، كنز العمال 11 / 323، الحديث 31631.
2. الشعراء / 214.
3. الأحزاب / 33.
4. آل عمران / 61.
5. المائدة / 55.
6. هناك مآة من حفاظ الشيعة ذكرت أسمائهم في كتب التراجم منهم أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم التميمي البغدادي الجعابي 284.355 قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16: 88: الحافظ البارع العلامة... وقال عنه أبو علي التنّوخي: ما شاهدنا أحدا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي وسمعت من يقول: إنّه يحفظ مئتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلاّ أنّه كان يفُضّل الحفاظ بأنّه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفّاظ يتسمّحون في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل والرجال وتواريخهم، وما يُطعن على الواحد منهم، لم يبق في زمانه من يتقدّمه... وعن القاسم بن جعفر الهاشمي، سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربع مئة ألف حديث، وأُذاكر بست مئة ألف حديث ويأتي في ترجمة عبيد الله بن موسى العبسي (ت 213ه )، بأنّه أوّل من صنّف المسند على ترتيب الصحابة بالكوفة، وكان من حفّاظ الحديث.
ومن المتأخرين المرحوم السيد كاظم الحيدري (ت 1300ه ) قال عنه الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: عالم، كامل حافظ، واعظ، كان بحرا زاخرا حافظا لأربعمائة ألف حديث.
(12)
الحديث النبوي الشريف، وأيسر دليل لنا على ذلك مجاميع علمائنا الروائية وموسوعاتهم ومؤلّفاتهم التي تحلّ معضلات الحديث ومشاكله، وتجيب عمّا يطرح من أسئلة حوله، وتبيّن قواعدّه وأصوله وأقسامه وأوصافه ومصطلحاته ودلالاته، كما تشير إلى غريبه ومعانيه...
ولم يكن اهتمام الشّيعة وعلمائها منصبّا فقط على متن الحديث، بل تجاوزه إلى سنده، ودراسة السند عندهم على درجة من الأهميّة لا تقلّ درجة عن دراسة المتن، فهذه مؤلّفاتهم ورسائلهم تتناول الرواة مدحا وتوثيقا، أوتضعيفا وجرحا، ذاكرة من تقبل روايته ومن ترد وفق صفات وشروط وضعت للرواة الذين يعدّون بالآلاف بغية تمييز مقبول الحديث من مردوده، ومعرفة صحيحه من ضعيفه.
إنّ هذه المهمّة ليست بالسهلة اليسيرة، ولتذليل ما يواكبها من صعوبات تحتاج إلى جهود مضنية ودقيقة، ولذلك فقد تصدّى لها الكثير من العلماء المتقدّمين والمتأخرّين حتّى تشكلّت علوم الحديث ورجاله ضرورة أنّه لا يكون الشخص عندهم فقيها ما لم يلمّ ويختصّ بها ويكون صاحب رأي فيها، ممّا جعلها من طلائع العلوم والمعارف الإسلامية التي يتوسّل بها لمعرفة السنّة النبوية وأحكام الشريعة...
وليس ذلك غريبا عليهم أبدا بعد أن أجمعوا على حجّية السنّة النبوية وأنّها لا
(13)
تشكلّ الشق الثاني بعد القرآن فحسب، بل تقترن به اقترانا عجيبا لا ينفصل بعد أن ترك لها أمر تبيينه، وتفصيل أحكامه، وتوضيح مجمله ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه...
لقد كان رجال الشّيعة من المبادرين لتدوين الحديث وإرساء علومه منذ الأيام الأولى للإسلام، فهذا أبورافع ـ مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلمومن خُلّص أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام وقد تولّى بيت مال الكوفة أيام خلافته ـ كان أول مبادر لتدوين الحديث بعد الإمام عليهالسلام وكتابه المسمّى (كتاب علي) الذي دوّن فيه أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم.
وأبو رافع هذا هو صاحب كتاب (السنن والأحكام والقضايا)[1] ولم يكن وحده في هذا الميدان، بل كان معه سلمان الفارسي وأبوذر الغفاري في كتابيهما (حديث الجاثليق) للأوّل، وكتاب (الخطبة) للثاني، وهما من أخلص أصحاب الإمام علي عليهالسلام، وهناك غيرهم ممّن تصدّروا ما أستطيع تسميته بالرعيل الأول، الذي أخذ على عاتقه تدوين الحديث، وكان منهم عبيدالله بن أبي رافع، وعليّ بن أبي رافع، والأصبغ بن نُباتة، والحارث بن عبدالله، وربيعة بن سميع، وميثم التمار.
ولسنا بصدد تعدادهم وتفصيل الكلام في آثارهم، ولكنّا نريد أن نُقدِّم دليلاً مختصرا وميسّرا على أن رجال الشّيعة كانوا السباقين إلى رواية الحديث والاهتمام به، ويمكننا بالتالي دحض الادّعاءات القائلة بأنّ الشّيعة لم يكن لهم اهتمام بالحديث وروايته.
وأخيرا فإن مجاميع الحديث عند إخواننا أهل السنّة تكفي وحدها لأن تكون شاهدا حيّا آخرا لقولنا وتفنيد تلك الادّعاءات والافتراءات التي لم تكن دوافعها بعيدة عن البغض لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ولمنتسبيها وإن وصفت شخصيات
--------------------------------------------------
1. لاحظ رجال النجاشي: 6.
(14)
الرواة في مجاميع الحديث السنية من قبل البعض بعدم الثقة مرّة، وبالتضعيف أخرى، وبالجرح ثالثة... وكأنّ صفة الثقة أوقبول رواياتهم أمر مُحرّم على هؤلاء وممنوع عليهم لا شيء إلاّ لكونهم شيعة لعلي عليهالسلام.
يذكر الخطيب البغدادي (ت 463 ه ) عن محمّد بن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن نعيم الضبّي، قال: سمعت أبا عبدالله محمّد بن يعقوب، وسئل عن الفضل بن محمّد الشعراني، فقال: صدوق في الرواية، إلاّ أنّه كان من المغالين في التشيّع، قيل له: فقد حدّثت عنه في الصحيح؟ فقال: لأن كتاب أستاذي ملآن من حديث الشّيعة ـ يعني مسلم بن الحجاجـ.[1]
ومن ضمن ما تحدّث به ابن الأثير (ت606ه ) أنّ عبيدالله بن موسى العبسي الفقيه كان شيعيا، وهو من مشايخ البخاري في صحيحه[2]، وكان عدد شيوخه يربو على العشرين رجلاً، وكذلك مسلم والترمذي.
لم يكن لهؤلاء الرواة ذنب إلاّ أنّهم اتّبعوا الحقّ ورضوا به ولم يحيدوا عنه، وقد ألزموا أهل بيت النبوة سلام الله عليهم لا لعصبية أوهوى أورغبة عابرة، بل للموقف الذي أملأه عليهم الشرع الحنيف قرآنا وسنة ـ كما ذكرناهـ.
فتعرّضوا للجرح والتضعيف، وبالتالي رفض رواياتهم، لأنّهم من شيعة الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام ومحبيه، أو لذكرهم فضائل أهل البيت عليهمالسلام، أولمجرد أنّ الراوي يُفضّل عليا على بقية الخلفاء لاستفاضة مناقبه وفضائله عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يسعهم تجاهلها فاكتفوا بتفضيله دون الإيمان بأنّه منصوص عليه، وسترى مصاديق ذلك جلية في كتابنا هذا حتّى كأنّ الوثاقة والتشيّع أمران
--------------------------------------------------
1. كتاب الكفاية في علم الرواية 131، راجع سير أعلام النبلاء 13 / 317، الرقم 147.
2. الكامل في التاريخ 6 / 411، راجع سير أعلام النبلاء 9 / 555، الرقم 215، وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري 422: عبيدالله بن موسى من كبار شيوخ البخاري.
(15)
لا يمكن اجتماعهما في راو مسلم، أوأنّ الضعف وعدم الوثاقة أمران يلازمان كلّ راو شيعي! وسترى أيضا أنّ الشرط الرئيسي لقبول الرواية هو أن لا يكون راويها شيعيا حتّى وإن كان بالمعنى الثاني للتشيّع!
قال أبوعبدالله الحاكم النيسابوري (ت 405 ه ) في ترجمة ثوير بن أبي فاختة: لم يُنقَم عليه غير التشيّع.[1]
وقال أبوأحمد عبدالله بن عدي الجرجاني (ت365ه ) في ترجمة زياد بن المنذر، عن يحيى بن معين: إنّما تُكُلّم فيه وضعّفه لأنّه يروي أحاديث في فضائل أهل البيت....[2]
حقا إنّ هذا الأمر ليثير العجب من هؤلاء الذين يستند تضعيفهم الراوي على أسباب كهذه، فهل موالاة أهل بيت النبوة عليهمالسلام أو نقل فضائلهم يُعَدُّ جرحا يستتبعه نقص في الراوي وتضعيف لمروياته؟!
وقتل الإمام الحسين عليهالسلام ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم، ومدح ابن ملجم المرادي الذي باشر قتل الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام لا يعد جرما يستحق عليه الراوي ما يستحق من رفض عدالته ووثاقته أوعلى الأقل رفض روايته أوالتوقّف عندها ولوقليلاً؟!
فهذا العجلي (ت261ه ) قد جعل عمر بن سعد بن أبي وقاص تابعيا، ثقة، روى عنه الناس[3]، وكأنّ مباشرته لقتل الإمام الحسين عليهالسلام لا تكفي في جرحه!
--------------------------------------------------
1. المستدرك على الصحيحين 2 / 510، وقال عبد الوهاب عبد اللطيف: والصحيح عند أرباب الصناعة أنّ التشيّع وحده ليس بجرح في الرواية، والمدار على الظن بصدق الراوي أوكذبه، والجرح الذي لم يفسّر لا يقبل/ راجع هامش تقريب التهذيب 1 / 141 وللأسف حذف هذا الكلام في طبعة دار الفكر، بيروت.
2. الكامل 3 / 191، الرقم 690، تهذيب الكمال 9 / 519، الرقم 2069.
3. أنظر تهذيب الكمال 21 / 357، الرقم 4240، وقال أبوبكر بن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين بن علي عليهالسلام ثقة؟ / راجع الجرح والتعديل 6 / 111.112، الرقم 592.
(16)
وقبل ذلك قال في عمران بن حطّان: إنه ثقة[1] مع أنّه خارجي مدح ابن ملجم[2] فأيّ جرح في الدين أكبر من هذا؟!
والغريب منه أنّ البخاري يروي في صحيحه عن عمران بن حطّان هذا![3]
وفي ختام هذا الفصل لا بد لي من كلمة مخلصة وهي دعوة إلى نبذ مثل هذه المواقف التي تأباها أبسط مبادئ العقل وأصول الرأي، وتعريتها وتنزيه تأريخنا ومجامعنا الروائية والرجالية منها، فإنّها لا تقلّ خطورة عن الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات التي بُثّت في بطون مجامعنا الروائية لا لشيء إلاّ لأنّهم آمنوا بنصوص وردت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلمبحقّ الإمام علي عليهالسلام، أولأنّهم نقلوا فضائل العترة الطاهرة وفاء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعملاً بقوله تعالى: «قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»[4] ونقل الفضائل جزء من تلك المودّة فضلاً عن موالاتهم ونصرتهم، وإنّ جرح هؤلاء الثقات الأثبات وكسرهم بلا ذنب لا يقلّ خطورة وضررا على الدين من آثار الوضع الذي ابتليت به السنّة الشريفة.
الجوزجاني في الميزان
نظرا إلى أنّ إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني (ت256ه ) هو أوّل من فتح باب الطعن والجرح لرواة أهل الكوفة ـ كما سترى لا لشيء إلاّ لأنّهم من أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام التي لا يطيق الجوزجاني ومن على شاكلته أن
--------------------------------------------------
1. تاريخ الثقات 373، الرقم 1299، راجع تهذيب التهذيب 6 / 235، الرقم 5338، سير أعلام النبلاء 4 / 214، الرقم 86، الكاشف 2 / 335، الرقم 4314، كتاب الثقات 5 /222.
2. راجع حول مدحه لابن ملجم المرادي قاتل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي 4 / 214.
3. صحيح البخاري 7 / 45، كتاب اللباس، باب لبس الحرير، راجع رجال صحيح البخاري للكلاباذي ت 398 ه 2 / 574، الرقم 904.
4. الشورى 23.
(17)
يسمع ولورواية واحدة أومعلومة بسيطة ينقلها له رواة هذه المدرسة حتّى ولوكانت هذه المعلومة أو تلك الرواية فيها خلاصه من النار ـ فإنّ الوقوف ـ ولوقليلاً ـ عند الجوزجاني، ومعرفة آراء وأقوال الآخرين فيه، يجعلنا نلقي الضوء على ما تبنّاه من أُسس في جرح وتعديل الرواة، ويجعلنا نُطْلع الآخرين الذين لم يتسنّ لهم معرفته جليا على مدى بغضه لعلي عليهالسلام، والكيفية التي يقبل بها الراوي وروايته خاصة من كان كوفيا.
قالوا فيه:
الجوزجاني، سكن دمشق، وحدّث عن جماعة، وروى عنه جماعة، قال ابن منظور: إنّ الجوزجاني سكن دمشق، يحدّث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوّى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي.[1]
أمّا الدارقطني، فقد قال عنه: أنّه من المخرجين الثقات، أقام بمكة مدّة، وبالرملّة مدة، وبالبصرة مدة، وكان من الحفّاظ المصنّفين، والمخرجين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن عليّ بن أبي طالب.[2]
كما قال عنه ابن حجر: إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني رمي بالنصب.[3]
أما الذهبي فهو الآخر يقول عنه: وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي.[4]
--------------------------------------------------
1. مختصر تاريخ دمشق 4 / 182، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 7 / 281، تهذيب التهذيب 1 / 198، الرقم 300. تذكرة الحفاظ 2 / 549، الرقم 569، سؤالات السُّلمي للدارقطني 329.
2. مختصر تاريخ دمشق 4 / 182، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 7 / 281، تهذيب التهذيب 1 / 198، الرقم 300.
3. تقريب التهذيب 1 / 46، الرقم 304، وقال أيضا في مقدمة فتح الباري 388 الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي.
4. ميزان الاعتدال 1 / 76، الرقم 257. الكاشف 1 / 52، الرقم 223.
(18)
مبناه في الجرح والتعديل
جعل الجوزجاني حبّ علي عليهالسلام أوبغضه مقياسا لرد الرواية أوقبولها، وكأنّه بهذا وضع شرطا إضافيا للردّ والقبول، فبقدر ما يكون الراوي مبغضا لعلي، أولا يذكره بخير، تقبل روايته عنده، وهو ثقة، ثبت، عدل، صدوق، وبقدر ما يكون الراوي ذاكرا لفضائل علي عليهالسلام، أو محبا له، أومواليا، تكون روايته مردودة، وهو مجروح ومطعون فيه، ولسخف مبناه هذا فقد حمل المحدّثين على إسقاط اعتبار كلامه في أهل الكوفة، فهذا عبد الفتاح أبوغدة يقول: وقد استقرّ قول أهل النقد فيه على أنّه لا يُقبل له قول في أهل الكوفة كما قاله شيخنا الكوثري في تأنيب الخطيب.[1]
أمّا ابن حجر فقد قال ما نصّه: أما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة: إنّ جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدّة انحرافه ونصبه.[2]
وقال أيضا: وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإنّ الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب، وذلك لشدّة انحرافه في النصب، ولشهرة أهلها بالتشيّع، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة، حتّى أنّه أخذ يلين مثل الأعمش، وأبي نعيم، وعبيدالله بن موسى، وأساطين الحديث وأركان الرواية، فهذا إذا عارضه مثله أوأكبر منه فوثّق رجلاً ضعفه قُبِل التوثيق.[3]
--------------------------------------------------
1. انظر هامش الرفع والتكميل 308، نقلاً عن تأنيب الخطيب. 116
2. تهذيب التهذيب 5 / 41.
3. لسان الميزان 1 / 27.
(19)
والعجب كلّ العجب ممّن يعدّ الجوزجاني ثبتا ومن الثقات مع تصريحه بأنّه مبغض لعلي الذي ـ إضافة إلى ما ورد فيه من مناقب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لا يضارعه أحد من الصحابة على الإطلاق إيمانا وعلما وجهادا... وكما يقول عنه محمود أبورية: (... وذلك ممّا أتيح له من صفات ومزايا لم تتهيّأ لغيره من بين الصحابة جميعا، فقد ربّاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على عينه، وعاش زمنا طويلاً تحت كنفه، وشهد الوحي من أول نزوله إلى يوم انقطاعه، بحيث لم تند عنه آية من آياته...) ثمّ يختم قوله بأعظم وأدقّ وأقصر عبارة قرأتها في تصوير ظلامة علي عليهالسلام : «لك الله يا علي، ما أنصفوك في شيء!».[1]
إنّ ممّن وصف الجوزجاني بأنّه (ثقة) النسائي[2] ـ كما قال عنه أبوبكر الخلاّل ـ : إبراهيم بن يعقوب جليل جدّا، وكان أحمد بن حنبل يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا.[3]
وكم هو دقيق ما قاله بشار عوّاد محقق كتاب (تهذيب الكمال): والله لا أدري كيف يكون ثبتا من كان شديد التحامل على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، نعوذ بك اللّهم من المجازفة.[4]
هذا وإنّ الجوزجاني كان حريزي المذهب ـ نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصبـ.[5]
--------------------------------------------------
1. أضواء على السُّنة المحمّدية: 249.
2. تهذيب الكمال 2 / 248. وممن وثقه أيضا هو الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 75.
3. تهذيب الكمال 2 / 248، راجع ميزان الاعتدال 1 / 76، تذهيب تهذيب الكمال 1 / 282، الرقم 269.
4. هامش تهذيب الكمال 5 / 574 وفي هامش تهذيب الكمال أيضا 2 / 250 وقد قال الإمام الذهبي في أبي إسحاق الجوزجاني: «الثقة الحافظ أحد أئمّة الجرح والتعديل» الميزان 1 / 75، ولكن المطالع لكتابه يجد أنّه جرح خلقا كثيرا بسبب العقائد ولاسيّما من العراقيين، ولا يصحّ ذلك إذ به تسقط كثير من السنن والآثار، وهوبلا شك كان عنده انحراف عن سيدنا عليّ بن أبي طالب.
5. تهذيب الكمال 2 / 248.249، راجع كتاب الثقات لابن حبان 8 / 81، وفي تهذيب التهذيب 1 / 159 أن حريز حروريّ المذهب، وفي كتاب المجروحين 1 / 268 أنه كان داعية إلى مذهبه. وفي الكاشف 1 / 169: وهو ناصبي مات سنة 163.
(20)
وكما يقول عنه عمرو بن علي: كان ينتقص عليا وينال منه، لكنه قال في موضع آخر: ثبت شديد التحامل على عليّ، هذا غريب، ويقول عوّاد: ولكن الغريب حقّا قول الذهبي عنه في الميزان: كان ـ أي حريز ـ متقنا ثبتا، لكنّه مبتدع، وقال في الكاشف: ثقة... وهو ناصبي، وقال في المغني، ثبت لكنّه ناصبي، وقال في الديوان: ثقة لكنّه ناصبي مبغض.
[1]وهنا يواصل عوّاد قوله حول كلام الذهبي هذا، فيقول: لا نقبل هذا الكلام من شيخ النقاد أبي عبدالله الذهبي، إذ كيف يكون الناصبي ثقة، وكيف يكون المبغض ثقة؟ فهل النصب وبغض أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بدعة صغرى أم كبرى؟
والذهبي نفسه يقول في الميزان 1 / 226 في وصف البدعة الكبرى: (الرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتجّ بهم ولا كرامة) أو ليس الحط على علي والنصب من هذا القبيل؟
وقد ثبت من نقل الثقات أنّ هذا الرجل كان يُبغض عليا، وقد قيل: أنّه رجع عن ذلك فإن صح رجوعه فما الذي يدرينا انه ما حدّث في حال بغضه وقبل توبته؟
وعندي أن حريز بن عثمان[2] لا يحتج به، ومثله مثل الذي يحط على
--------------------------------------------------
1. راجع الكاشف 1: 52، الرقم 223، وليس فيه: ثقة، ميزان الاعتدال 1 / 475، الرقم 1792، المغني: 1 / 154، الرقم 1358.
2. قال أحمد بن سعيد الدارمي، عن أحمد بن سليمان المروزي: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسبّ عليا ويلعنه/ راجع تهذيب الكمال 5 / 579، وفي هامش الكتاب: إسنادها جيد، الدارمي ثقة اتّفق عليه البخاري ومسلم، وأحمد بن سليمان صدوق أخرج له البخاري في الصحيح، وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهوحمصي. وفي كتاب المجروحين 1 / 269 عن إسماعيل بن عياش أيضا قال: خرجت مع حريز بن عثمان وكنت زميله فسمعته يقع في علي فقلت: مهلاً يا ابا عثمان ابن عم رسول الله وزوج ابنته، فقال: اسكت يا رأس الحمار لأضرب صدرك فألقبك من الحمل.
وقد أفرزنا رسالة مستقلة حول الذين كانوا يسبّون الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام تحت عنوان الإمام عليّ بن أبي طالب ومناوئوه طبعتها حوزة فقه الأئمّة الأطهار عليهمالسلام بسوريا سنة 1432ق.
(21)
الشيخين، والله أعلم.[1]
والذي دعاني لنقل كلامه هو صلاحيته للردّ على كلّ من يجمع بين الوثاقة وبغض علي عليهالسلام، أوالعدالة أوالصدق ونصب العداء لعلي عليهالسلام.
عصابة بعضها بن بعض: حريز، الجوزجاني، العجليّ، و... ارتضت لنفسها المسير على نهج واحد ومذهب قذر في نصب العداء لعلي عليهالسلام وبغضه، هؤلاء ومن على شاكلتهم وطريقتهم هم النواصب الذين قضوا حياتهم في بغض أكرم بيت عرف في تاريخ الإسلام، البيت الذي طهّره الله وارتضاه ليكون نورا ومنارا يهتدى به، فهم أعلام الدين، وألسنة الصدق.
هذه العصابة الناصبة ارتأت لنفسها أن تعادي أعظم إنسان بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضلاً وإيمانا وعلما... بشهادة جميع المسلمين إلاّ هذه الزمرة التي ابتليت بها هذه الأمة.
لقد عانى أكثر رواة الشّيعة وخاصّة رواة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام في الكوفة من هؤلاء النواصب وأمثالهم، هذه المدرسة التي كانت معقل العلم ومهد المعرفة وموطن محبي وموالي العترة الطاهرة سلام الله عليهم أجمعين، وكانت مركزا علميا تمحوّرت علومه حول القرآن وتفسيره والسُّنة النبويّة الشريفة ورواياتها، والفقه وأحكامه، إضافة إلى علوم أخرى فاستقطبت آلاف الطلبة من شتّى البقاع الإسلامية.
يقول محمّد بن سيرين:[2] (أدركت بالكوفة أربع آلاف شاب يطلبون العلم).[3]
--------------------------------------------------
1. هامش تهذيب الكمال 5 / 579.
2. قال الذهبي: محمّد بن سيرين، الإمام، شيخ الإسلام، أبوبكر الأنصاري، الأندلسيّ البصري، مولى أنس بن مالك، توفي لتسع مضين من شوال، سنة عشر ومائة/ راجع سير أعلام النبلاء 4 / 261. طبقات الحفاظ 2 / 77 الرقم 74.
3. سير أعلام النبلاء 8 / 208.
(22)
لقد تخرّج من هذه المدرسة المباركة علماء أجلاّء، ورواة ثقات، ولا يضرّهم أبدا من ساءت عقيدته وانحرفت نزعته، فأخذ يكيل لهم التُهَم، وينتقص من مكانتهم، ويُضعّف رواياتهم.
ثم إنّني أقول: ليس معنى كلامنا المذكور أنّ جميع رواة مدرسة الكوفة هم موضع قبول عندنا، فقد يكون فيهم الضعفاء، وفيهم المجاهيل، وفيهم من ليس بعدل ولا ثقة... ولكنّنا نقول: إنّ المباني التي اتّبعت في تضعيفهم ورفض رواياتهم هي مبان مخالفة لأبسط أصول البحث والجرح والتعديل.
حول كلمة (الرفض)
ورد في كتابنا كلمة فلان (رافضي)، أومن (الرافضة)، أومن (الروافض)، وجعلها بعضهم عيبا في الراوي، ونقصا فيه، وعلى أساسها رفض روايته، فلنتعرّض لمعنى هذه الكلمة باختصار.
الرفض لغة:
الرفض ـ كما عن الجوهري في الصحاح ـ: الترك، وقد رفضه يرفُضه ويرفِضه رفْضا ورفَضا.[1]
وقال ابن منظور: الرفض تركك الشيء، تقول: رفضني فرفضته، رفضت الشيء أرفضته وأرفضته رفضا: تركته وفرّقته... والرفض: الشيء المتفرّق والجمع: أرفاض.[2]
--------------------------------------------------
1. الصحاح 3 / 1078 مادة رفض، راجع مجمل اللغة 2 / 391، معجم مقاييس اللغة 2 / 422.
2. لسان العرب 5 / 216 مادة رفض.
(23)
الرفض اصطلاحا:
اختلفت الأقوال فيه، فبعض أطلقه على مطلق محبي أهل البيت عليهمالسلام، وآخر أطلقه على جميع شيعة أهل البيت عليهمالسلام، وثالث أطلقه على طائفة خاصّة من الشّيعة.
والصحيح أنّ هذه اللفظة تطلق على كلّ طائفة أوجماعة أوحزب يعارض نظاما أو حكومة[1] ويرفضها، سواء أكانت حقّا أم باطلاً، فعادت اللفظة إذن مصطلحا سياسيا، ولكنها في تاريخنا الإسلامي أطلقت على من يرفض حكومة الخلفاء، وبما أنّ الشّيعة رفضت هذه الحكومة وعدّتها غير شرعية فقد أطلق لفظ (الرافضة) و (الروافض).
وكلّما أطلقت هذه اللفظة فهي تعني الشّيعة، ولكنّها ليست من مختصّاتها، وقد أطلقت لفظة (الرافضي) أو (من الروافض) على أكثر من ستين راوية من رواة الشّيعة ـ كما هو مذكور في كتابنا هذا ـ ولقد أورد الإمام شرف الدين الموسوي في كتابه القيّم المراجعات في المراجعة رقم (16) مائة من رواة الشّيعة الذين وقعوا في أسانيد السنة، غير أنّ محمّد الزعبي في ردّه على كتاب المرجعات ادعى أنّ أحدا من هؤلاء الرواة الشّيعة لم يرم بالرفض أبدا، ونحن في كتابنا هذا أوردنا مجموعة كبيرة ممّن رموا بالرفض ومع ذلك وقعوا في أسانيد البخاري ومسلم[2]، فإنّ البخاري ومسلم كثيرا ما يرويان الحديث عن الشيعي الرافضي والشيعي المغالي ـ حسب تعبير ابن حجر ـ فعبيدالله بن موسى، وسليمان بن قَرم النحوي، وعبّاد بن يعقوب الرواجني، ووكيع بن الجرّاح، نماذج عُرفوا بالرفض
--------------------------------------------------
1. راجع: وقعة صفين لنصر بن مزاحم ت 212ه : 29.
2. راجع: كتاب البينات: 215.
(24)
ومع هذا نقل عنهم البخاري ومسلم وقبلت رواياتهم[1]، وكان أحمد بن حنبل يقرّب عبدالرحمن بن صالح ويدنيه مع كونه رافضيا.
وهذا يعقوب بن يوسف المطوّعي يقول: كان عبدالرحمن بن صالح الأزدي رافضيا، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقرّبه ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبدالله، عبدالرحمن بن صالح رافضي، فقال: سبحان الله! رجل أحبّ قوما من أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله وسلم، نقول له: لا تحبّهم، هو ثقة.[2]
الطبقات
نشير هنا إلى أنّ كلّ راو له طبقة مخصوصة، ومعرفة هذا من الأمور المهمّة في علم الرجال، ونكتفي هنا بما قاله الزين: من المهمّات معرفة طبقات الرواة، فإنّه قد يتّفق اسمان في اللفظ فيظن أحدهما الآخر، فيتميّز ذلك بمعرفة طبقتهما وإن كانا من طبقتين، فإن كانا من طبقة واحدة فربما أشكل الأمر، وربما عرف بمن فوقه أودونه من الرواة.[3]
ونظرا لأهمية الموضوع هذا فإنّنا نشير إلى الطبقات:
الأولى: الصحابة على اختلاف مراتبهم، وتمييز من ليس له منهم إلاّ مجرد الرواية من غيره.
الثانية: طبقة كبار التابعين كابن المُسيَّب، فإن كان مخضرما صرحت بذلك.
الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، كالحسن، وابن سيرين.
الرابعة: طبقة تليها، جُلُّ رواياتهم عن كبار التابعين، كالزهري وقتادة.
--------------------------------------------------
1. تهذيب التهذيب 1 / 81.
2. تهذيب الكمال 17 / 180، تاريخ بغداد 10 / 262.
3. أنظر توضيح الأفكار للصنعاني 2 / 504.
(25)
الخامسة: الطبقة الصغرى، منهم الذين رأوا الواحد والاثنين، ولم يثبت لبعضهم السّماع من الصحابة، كالأعمش.
السادسة: طبقة عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، كابن جريح.
السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين، كمالك والثوري.
الثامنة: الطبقة الوسطى منهم، كابن عيينة وابن عليّة.
التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين، كيزيد بن هارون، والشافعي، وأبي داود الطيالسي وعبد الرزاق.
العاشرة: كبار الآخذين عن تَبَع الأتباع، ممّن لم يلق التابعين كأحمد بن حنبل.
الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك كالذُهلي والبخاري.
الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع كالترمذي.[1]
التعريف بمنهج التأليف
نود أن ننوّه في ختام هذه المقدمة إلى أنّ عملنا هذا يتلخّص بالأمور التالية:
الأمر الأوّل: شخصية ووثاقة الراوي.
الأمر الثاني: تشيّع ورفض الراوي.
الأمر الثالث: إشارة إلى طبقته ورواياته وذلك نقلاً عن ابن حجر والمزي، والجدير بالذكر بأنّنا غيّرنا الرموز الموجودة في كتاب تهذيب الكمال إلى الأسماء تسهيلاً للقارئ.
الأمر الرابع: موارد رواياته في الصحاح الستّة.
--------------------------------------------------
. أنظر تقريب التهذيب 1 / 5.6.
(26)
الأمر الخامس: إشارة إجمالية إلى ترجمة الراوي في رجال الشّيعة.
ومما تجدر الإشارة إليه ـ أيضا ـ أن ما جاء في هذا العرض لم يكن على سبيل الحصر للموضوع، وإنّما هو لإقامة الحجّة على كلّ من يدّعي أنّ الشّيعة لم يتركوا أثرا في الحياة العلميّة للمسلمين.
ولا تفوتنا الإشارة إلى نقطة مهمّة وهي وجود حفّاظ ورواة ثبت تشيّعهم ورفضهم في غير الصحاح الستّة، بل في كتب السُّنة الأخرى، ولهذا لم نشر إليهم في كتابنا هذا على أمل أن نذكرهم في كتاب غير هذا إن شاء الله تعالى، علما بأنّ عددهم لا يقلّ عن هذا العدد الوارد في كتابنا، كما أنّنا لم نأت بالذين وردت أسماؤهم وثبت تشيّعهم في كتب السنّة نقلاً عن كتب الشّيعة كما نجده كثيرا في لسان الميزان لابن حجر وهؤلاء أيضا عددهم ليس بالقليل.
توضيح لبعض المفردات
الحجّة: هو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث.[1]
الحافظ: هو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا وإسنادا، وأحوال الرواة جرحا وتعديلاً وتاريخا.[2]
المحدّث: هو الأستاذ الكامل، وكذا الشيخ والإمام بمعناه.[3]
العالم: الذي يعلم المتن والإسناد جميعا.[4]
--------------------------------------------------
1. قواعد في علوم الحديث 29، راجع تدريب الراوي 1 / 28. معجم المصطلحات الحديثية: 299، موسوعة علوم الحديث 2: 19.
2. قواعد في علوم الحديث 29، راجع تدريب الراوي 1 / 28. موسوعة علوم الحديث وفنونه 2 / 9.
3. قواعد في علوم الحديث 29. وفي موسوعة علوم الحديث وفنونه 2 / 9: وقال ابن سيّد الناس: المحدّث إذا توسّع في حفظه حتّى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه طبقةً بعد طبقةٍ بحيث يكون ما يعرفه من كلّ طبقةٍ أكثر ممّا يجهله منها.
4. تدريب الراوي للسيوطي 1 / 24.
(27)
وفي ختام هذا التمهيد نقدّم شكرنا وتقديرنا لكن من مدّ يد العون لنا لإتمام هذا العمل وإنجازه على أفضل صورة راجين من الله سبحانه وتعالى القبول، إنه سميع مجيب.
محمّد جعفر الطبسي
(29)
حرف الألف
(1) أبان بن تغلب (... ـ 141ه )
1. شخصيته ووثاقته: قال الذهبي: الإمام المقرئ أبوسعد، وقيل: أبوأُميّة الرَّبعي الكوفي الشيعي... وهو صدوق في نفسه، عالم كبير، وبدعته خفيفة، لا يتعرّض للكبار، وحديثه نحو المئة.[1]
وعن يحيى بن معين وأبي حاتم والنسائي: ثقة.[2]
قال ابن حنبل: سئل عن أبان بن تغلب وزياد بن خيثمة فقال: أبان ثقة، كان شعبة يُحدّث عنه. قيل له: أبان وإدريس الأوديّ؟ قال: أبان أكثر....[3]
وقال العسكري: ومن محدّث الكوفة وأصحاب الحديث يجمعون حديثه.[4]
2. تشيّعه: قال ابن عدي: له أحاديث ونُسَخ، وأحاديثه عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الروايات، وكان مذهبه مذهب الشّيعة، وهو معروف في الكوفة، وقد روى نحوا أوقريبا من مائة حديث، وقول السعدي:
--------------------------------------------------
1. سير أعلام النبلاء 6 / 308، الرقم 131. وفي معجم المصطلحات الحديثية: 160: الإمام: أي الكامل في علم الحديث يقتدى به في هذا العلم، وهو من ألفاظ التعديل. وقال الحافظ الذهبي: إنَّ قولهم: ثبت، وحجّة وإمام، وثقة، ومتقن من عبارات التعديل التي لا نزاع فيها...
2. تهذيب الكمال 2 / 7. تهذيب التهذيب 1 / 118، الرقم 146. راجع الجامع في العلل ومعرفة الرجال 1 / 325، الرقم 2482.
3. الجامع في علل ومعرفة الرجال 2 /194. كتاب الثقات 6 / 67، تاريخ أسماء الثقات: 67، الرقم 75.
4. تصحيفات المحدّثين 3 / 982.
(30)
مذموم مجاهر، يريد به أنّه كان يغلوفي التشيّع لم يرد به ضعفا في الرواية.[1]
وقال في الرفع والتكميل ص 409: الجرح إذا صدر من تعصّب أوعداوة أو منافرة أو نحو ذلك فهو جرح مردود، ولا يؤمن به إلاّ المطرود، ولا شك بأن الجوزجاني كانت بينه وبين رواة أهل الكوفة عداوة شديدة وتعصّب بغيض، وهو في الرواية صالح لا بأس به.
وقال الذهبي: شيعي جَلْد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته...، فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحدّ الثقة العدالة والإتقان؟ فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة؟
وجوابه: أنّ البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلوّ التشيّع، أوكالتشيّع بلا غلوّ ولا تحرّف، فهذا كثيرا في التابعين وتابعيهم مع الدين والوَرَع والصدق، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيّنة. ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلوّ فيه، والحطّ على أبي بكر وعمر، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتجُّ بهم ولا كرامة... ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين
--------------------------------------------------
1. الكامل 1 / 390، الرقم 207، تهذيب الكمال 2 / 7، الرقم 135، كتاب الثقات 6 / 67، تهذيب التهذيب 1 / 118، الرقم 146، وقال ابن حجر ردّا على كلام الجوزجاني الناصبي: قلت وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطّه على الكوفيين فالتشيّع في عرف المتقدّمين هواعتقاد تفضيل علي على عثمان، وأنّ عليا كان مصيبا في حروبه، وأنّ مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أنّ عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا ديّنا صادقا مجتهدا فلا تردّ روايته بهذا، لاسيّما إن كان غير داعية. وأما التشيّع في عرف المتأخرين فهوالرّفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة. وقال ابن عجلان: ثنا أبان بن تغلب رجل من أهل العراق من النسّاك ثقة، ولمّا خرّج الحاكم حديث أبان في مستدركه قال: كان قاصّ الشّيعة، وهوثقة، ومدحه ابن عيينة بالفصاحة والبيان. وقال أبونعيم في تاريخه، مات سنة 40 وكان غاية من الغايات. وقال أحمد بن سيّار مات بعد سنة (41) وقال العقيلي: سمعت أبا عبدالله يذكر عنه عقلاً وأدبا وصحّة حديث، إلاّ أنّه كان غاليا في التشيّع. وقال ابن سعد: كان ثقة. وذكره ابن حبان في (الثقات) وأرّخ وفاته، ومنه نقل ابن منجويه. وقال الأزدي: كان غاليا في التشيّع، وما أعلم به في الحديث بأسا. راجع رجال صحيح مسلم 1 / 68، الرقم 93.
(31)
أصلاً، بل قد يعتقد عليا أفضل منهما.[1]
وقال أيضا: ثقة، شيعي.[2]
وقال أيضا: وهو صدوق في نفسه، موثّق، لكنه يتشيّع.[3]
وقال ابن حجر: ثقة، تُكُلّم فيه للتشيّع.[4]
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن حجر في الطبقة السابعة.[5]
وقال المزّي: روى عن: جعفر بن محمّد الصادق، وجَهم بن عثمان المدني، والحكم بن عتيبة في صحيح مسلم وسنن أبي داود، وسليمان الأعمش في صحيح مسلم، وطلحة بن مُصَرف، وعدي بن ثابت في سنن ابن ماجة، وعطية بن سعد العوفي في سنن أبي داود، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وعمر بن ذرّ الهمداني، وأبي إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي في سنن النسائي، وفضيل بن عمرو الفقيمي في مسلم وسنن الترمذي، وأبي جعفر محمّد بن علي الباقر، والمنهال بن عمرو الأسدي.
--------------------------------------------------
1. ميزان الاعتدال 1 / 5، الرقم 2، تهذيب التهذيب 1 / 118. تحرير تقريب التهذيب 1 / 80، الرقم 136.
2. الكاشف 1 / 32، الرقم 103. وقال الذهبي في تفسير جلْد من سكت عن ترحّم عثمان، فإن فيه شيئا من تشيّع فمن نطق فيه بِغَضٍّ وتنقّص وهو شيعي جلدٌ يؤدب، وإن ترقّى إلى الشيخين بذم، فهو رافضي خبيث، وكذا من تعرّض للإمام علي بذم فهو ناصبي يُعزّر، فإن كفّره فهو خارجي مارق. راجع سير أعلام النبلاء 7 / 370.
3. تاريخ الإسلام حوادث سنة 150 ص 55. وفي ضعفاء العقيلي 1 / 37: حدثنا محمّد بن سعيد بن بلج الرازي قال: سمعت عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان يذكر عن أبيه قال: مررت مع عمرو بن قيس بأبان بن تغلب، فسلّمنا عليه، فردّ ردّا ضعيفا فقال لي عمرو: إنّ في قلوبهم لغلّ على المؤمنين، ولو صَلُح لنا أن لا نسلّم عليهم ما سلّمنا عليهم. قال: وسمعت أبا عبد الله يذكر عن أبان: أدب وعقل وصحة حديث، إلاّ أنّه كان فيه غلوّا في التشيّع. وفي أحوال الرجال: 67، مذموم المذهب، مجاهر زائغ.
4. تقريب التهذيب 1 / 30، الرقم 157. وفي قبول الأخبار للبلخي ت 400 كان يترفض.
5. تقريب التهذيب 1 / 30، الرقم 157.
(32)
روى عنه: أبان بن عبدالله البجلي، وأبان بن عثمان الأحمر، وإدريس بن يزيد الأودي في مسلم، وحسّان بن إبراهيم الكرماني، وحماد بن زيد في سنن النسائي، وداود بن عيسى النخعي، وأبوخيثمة زهير بن معاوية الجعفىُّ، وزياد بن الحسن بن فرات القزّاز، وسعيد بن بشير، وسفيان بن عيينة في مسلم وسنن أبي داود، وسلاّم بن أبي خُبزة، وسيف بن عميرة النخعي، وشعبة بن الحجاج في مسلم وسنن الترمذي، وعبّاد بن العوام، وعبدالله بن إدريس بن يزيد الأودي، وعبدالله بن المبارك في سنن إبن ماجة، وعليّ بن عابس، والقاسم بن معن المسعودي، وابنه محمّد بن أبان بن تغلب، وأبومعاوية محمّد بن خازم الضرير، وأبوخِدَاش مخلد بن خداش، والمفضّل بن عبدالله الحَبَطىّ، وموسى بن عقبة وهو من أقرانه، وهارون بن موسى النحوي في سنن أبي داود.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: صحيح مسلم[2]، وسنن أبي داود،[3] والنسائي.[4]
5. ترجمته في رجال الشّيعة: أورده النجاشي في رجاله وقال: قال له أبوجعفر عليهالسلام : «اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس، فإنّي أحبُّ أن يُرى في شيعتي مثلك».
وقال أبوعبدالله عليهالسلام لمّا أتاه نعيه: «أما والله لقد أوجع قلبي موتُ أبان». وكان قارئا من وجوه القرّاء، فقيها، لغويا، سمع من العرب وحكى عنهم.[5]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 6، الرقم 135.
2. صحيح مسلم 1 / 93 كتاب الإيمان الحديث 147 و 149 باب تحريم الكبر وبيانه، و 115 باب صدق الإيمان وإخلاصه الحديث 198. راجع رجال صحيح مسلم 1 / 68، الرقم 93، المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم للحاكم النيسابوري 1 / 329، الرقم 181.
3. سنن أبي داود 4 / 34 كتاب الحدود والقراءات الحديث 3987.
4. سنن النسائي 5 / 161 كتاب المناسك.
5. رجال النجاشي: 10، الرقم 7. راجع رجال الشيخ 164، الرقم 175 و 126، الرقم 37. وفي رجال العلامة الحلّي 21 من الباب الثامن: وروي أن الصادق عليهالسلام قال: يا إبان ناظر أهل المدينة فإني أحبُّ أن يكون مثلك من رواتي ورجالي.
(33)
(2) إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى (100 ـ 184ه )
1. شخصيته ووثاقته: قال الذهبي: الشيخ العالم الُمحدّث، أحد الأعلام المشاهير، أبوإسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الأسلمي، مولاهم المدني، الفقيه... وصنّف (الموطأ) وهو كبير أضعاف موطأ الإمام مالك.[1]
2. تشيّعه: روى عبّاس، عن ابن معين، كذّاب رافضي.
وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: كان إبراهيم بن أبي يحيى قدريا، قلت للربيع: فما حمل الشافعي على أن روى عنه؟ قال: كان يقول: لأن يَخِرُّ إبراهيم من بعد أحبّ إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث.[2]
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن حجر من الطبقة السابعة.[3]
وقال المزّي: روى عن: إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، والحارث بن فضيل، وحسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عبّاس، وداود بن الحصين، وسعيد بن عبدالرحمن بن رُقَيش، وسليمان بن سحيم، وسهيل بن أبي صالح، وشريك بن عبدالله بن أبي نمر، وصالح بن نبهان مولى التَّوامة، وصفوان بن سليم، وعاصم بن سويد القبائي، والعبّاس بن عبدالرحمن، وعبدالله بن دينار، وعبدالله بن عليّ بن السائب، وعبدالله بن محمّد بن عقيل، وأبي الحُويرث عبدالرحمن بن معاوية الزُّرقي المدني، وعبد المجيد بن سهيل بن عبدالرحمن بن عوف، وعُثَيم بن كثير ابن كليب، وعمارة بن غزيّة، والعلاء بن عبدالرحمن، وليث بن أبي سليم، ومحمّد
--------------------------------------------------
1. سير أعلام النبلاء 8 / 450، الرقم 119، انظر العبر.له أيضا.1 / 223. تذكرة الحفاظ 1 / 230، الرقم 233.
2. تهذيب الكمال 2 / 188، الكامل 1 / 218.219، الرقم 61، سير أعلام النبلاء 8 / 450. تاريخ يحيى بن معين 1 / 123، الرقم 721، تذكرة الحفاظ 1 / 230، الرقم 233. الكاشف 1 / 48، الرقم 196، الضعفاء الكبير 1 / 62.
3. تقريب التهذيب 1 / 42، الرقم 269. وفي تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 230: وقال أبو همّام السكوني: سمعته يشتم بعض السلف. أنظر ترجمة أبو همام في سير أعلام النبلاء 12 / 123، الرقم 4.
(34)
ابن عبدالرحمن بن أبي ذئب، ومحمّد بن عمرو بن علقمة، ومحمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمّد بن المنكدر، وأبيه محمّد بن أبي يحيى الأسلمي، وموسى بن وردان في ابن ماجة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي بكر بن عمر بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر.
روى عنه: إبراهيم بن طمهان ومات قبله، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني، وأبوالعوّام أحمد بن يزيد الرّياحي، وإسماعيل بن سعيد الكِسائي، وإسماعيل بن موسى الفزاريّ، وبسطام بن جعفر، وبكر بن عبدالله بن الشَّرود الصنعاني، والحسن بن عرفة العبدىُّ، وهو آخر من حدَّث عنه، وداود بن عبدالله بن أبي الكرام الجعفريّ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم، وسعيد بن سالم القدّاح، وسفيان بن بشر الكوفي، وسفيان الثوريّ وهو أكبر منه وكنّى عن اسمه، وصالح بن محمّد الترمذيّ، وعباد بن منصور وهو أقدم منه، وعبّاد بن يعقوب الرواجني، وعبدالرحمن بن صالح الأزدي، وعبد الرزاق بن همام، وعبدالملك بن عبد العزيز بن جريح في ابن ماجة وهو أكبر منه ـ وسمّاه إبراهيم بن محمّد بن أبي عطاء ـ وأبونعيم عبدالله بن هشام الحلبيّ، وعثمان بن عبدالرحمن، وغانم بن الحسن السعدي، والفرج بن عبيد العتكيّ قاضي عبادان، ومحبوب بن محمّد الوراق، ومحمّد بن إدريس الشافعي، ومحمّد بن زياد الزيادي، ومحمّد بن عبيد المحاربي، ومعلّى بن مهدي الموصليّ، ومندل بن علي وهو من أقرانه، وموسى ابن داود الضبيّ، وأبونعيم عبيد بن هشام، ويحيى بن آدم، ويحيى بن أيّوب المصرىّ ومات قبله، ويحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعىّ، ويحيى بن عبدالله الأوانىّ، ويزيد بن عبدالله بن الهاد ـ وهو أكبر منه ـ وأبوزيد الجرجرائي.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: سنن ابن ماجة.[2]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 185.186.
2. سنن ابن ماجة 1 / 55 كتاب الجنائز الحديث 1615.
(35)
5. ترجمته في رجال الشّيعة: أورده النجاشي في رجاله وقال: روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام، وكان خصيصا والعامة لهذه العلة تضعّفه.[1]
(3) إبراهيم بن يزيد النخعي (38 ـ 96ه )
1. شخصيته ووثاقته: قال الذهبي: الإمام، فقيه العراق، أبوعمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعي، اليماني، ثم الكوفي، أحد الأعلام، وهو ابن مليكة أخت الأسود بن يزيد.[2]
وقال أيضا: استقرّ الأمر على أنّ إبراهيم حجة.[3]
وقال ابن حجر: الفقيه، ثقة.[4]
وقال أحمد بن حنبل: كان إبراهيم ذكيّا، حافظا، صاحب سنة.[5]
2. تشيّعه: عدّه ابن قتيبة من رجال الشّيعة.[6]
--------------------------------------------------
1. رجال النجاشي 14، الرقم 12، راجع رجال الشيخ الطوسي 156، الرقم 1720. وفي الإفصاح 1 / 37:عرفت أنّ البلاء-الذي جاءه من القوم حتّى نسبوه إلى الوضع ونحوهما ممّا لم ينسبه إليه ثقاتهم وكبارهم مع اختصاصهم به- إنّما كان لأجل المذهب كما يرشد إليه قول الذهبي- في تذكرة الحفّاظ بترجمة إبراهيم المذكور: ما كان ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث، وكان من أوعية العلم وعمل موطأً كبيرا. فحينئذٍ لم يكن تضعيفهم له وتكذيبهم إيّاه إلاّ للتعصّب، وعلمهم بأنّه كان خصّيصا بالإمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهماالسلام ونسبوه إلى الرفض كما عرفت.
. وتعلّلوا.بظاهر كلامهم.لضعفه بما لا حجة به عليه، وهو: سَبّ الشيخين وجرأته على مالك. ففي التذكرة والميزان والتهذيب: قال هَمّام: سمعته يشتم بعض السلف.
2. سير أعلام النبلاء 4 / 520، الرقم 213. وعنه أيضا في تذهيب تهذيب الكمال 1 / 280 نقلاً عن العجلي: كان مفتي الكوفة هو والشعبي، وكان رجلاً صالحا فقيها متوقيا، مات مختفيا من الحجاج.
3. ميزان الاعتدال 1 / 74، الرقم 252 وفيه: نقموا عليه قوله: لم يكن أبوهريرة فقيها.
4. تقريب التهذيب 1 / 46، الرقم 301.
5. سير أعلام النبلاء 4 / 529. وفي الكاشف 1 / 52: وكان عجبا في الورع والخير، متوقيا للشهرة، رأسا في العلم.
6. المعارف: 624.
(36)
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن حجر في الطبقة الخامسة.[1]
قال المزّي: روى عنه: خاله الأسود بن يزيد في الكتب الستّة، وخيثمة بن
عبدالرحمن في سنن النسائي، والربيع بن خُيثَم في كتاب عمل اليوم والليلة، وأبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربيّ في سنن النسائيّ، وسنن ابن ماجة، وسهم بن منجاب في مسلم وأبي داود والترمذي في الشمائل، وسنن النسائي وسنن ابن ماجة، وسويد بن غفلة في سنن النسائي، وشريح بن أرطاة في سنن النسائي، وشريح بن الحارث القاضي في سنن النسائي، وعابس بن ربيعة في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وسنن النسائي، وأبي معمر عبدالله بن سبخرة الأزديّ في البخاري ومسلم والترمذي وسنن النسائي، وعبدالرحمن بن بشر بن مسعود الأزرق في مسلم وسنن النسائي، وخاله عبدالرحمن بن يزيد في الكتب الستّة، وعبيد بن نُضَيْلة في مسلم والأربعة، وعَبِيدة السَّلماني في الكتب الستّة، وعلقمة بن قيس النخعي في الكتب الستّة، وعُمارة بن عُمَير في أبي داود وسنن النسائي، ومسروق بن الأجدع في الكتب الستّة، ونُباتة في سنن النسائي، ونَهيك بن سنان، وهمّام بن الحارث في الكتب الستّة، وهُنَي بن نُوَيرة في أبي داود وسنن ابن ماجة، ويزيد بن أوس في أبي داود وسنن النسائي، وأبي زُرْعَة بن عمرو بن جرير بن عبدالله البجلي في سنن النسائي، وأبي عبدالله الجدليّ في سنن أبي داود وأبي عبدالرحمن السُّلمي في سنن النسائي، وأبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود في البخاري ومسلم وسنن النسائي، ودخل على عائشة أمّ المؤمنين وروى عنها في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة، ولم يثبت له منها سماع.
--------------------------------------------------
1. تقريب التهذيب 1 / 46، الرقم 301.
(37)
روى عنه: إبراهيم بن مهاجر البَجَليّ في سنن النسائي، والحارث بن يزيد الُعكْلىّ في سنن النسائي، والحرّ بن مسكين في سنن النسائي، والحسن بن عبيدالله النخعي في مسلم وأبي داود وسنن النسائي، والحكم بن عتيبة في الكتب الستّة، وحكيم بن جبير في سنن الترمذي، وحمّاد بن أبي سليمان في الأدب المفرد وأبي داود وسنن النسائي، وزُبَيد اليامىّ في البخاري والترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة، والزبير بن عديّ في سنن أبي داود وسنن النسائي، وأبومعشر زياد بن كليب في مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي، وسليمان الأعمش في الكتب الستّة، وسماك بن حرب في مسلم وأبي داود وسنن النسائي والترمذي، وشباك الضَّبيّ في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة، وشعيب بن الحبحاب في أبي داود في المسائل، وعبدالله بن شبرمة في سنن النسائي، وعبدالله بن عون في البخاري ومسلم، وابن ماجة والترمذي في الشمائل، وعبدالرحمن بن أبي الشعثاء المحاربي في مسلم وسنن النسائي، وأبويعفور عبدالرحمن بن عبيد بن نسطاس في سنن النسائي، وعبدالملك بن إياس الشيباني الأعور في سنن أبي داود، وعبيدة بن معتب الضبي استشهد به البخاري وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة، وأبوحصين عثمان بن عاصم بن عاصم الأسدي في سنن النسائي، وعطاء بن السائب في سنن النسائي، وعليّ بن مدرك في عمل اليوم والليلة، وأبوإسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وعمرو بن مرة في مسلم وأبي داود، وأبوالعنبس عمرو بن مروان النخعي، وغالب أبوالهذيل في سنن النسائي، وفضيل بن عمرو الفقيمي في مسلم والترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة، ومحمّد بن خالد الضبي في سنن الترمذي، ومحمّد بن سوقة في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة، ومغيرة بن مِقسم الضبي في صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي، ومنصور بن المعتمر في الكتب الستّة، وميمون أبوحمزة الأعور في سنن الترمذي، وهشام بن عائذ بن نُصَيب الأسدي في سنن النسائي، وواصل بن حيان الأحدب في مسلم، ويزيد بن
(38)
أبي زياد في سنن ابن ماجة.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: صحيح البخاري[2]، ومسلم[3]، وسنن أبي داود[4]، والترمذي[5]، والنسائي[6]، وابن ماجة.[7]
5. ترجمته في رجال الشّيعة: عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام السجاد عليهالسلام.[8]
(4) أجلح بن عبدالله الكوفي (... ـ 145ه )
1. شخصيته ووثاقته: أجلح بن عبدالله بن حجية، ويقال: أجلح بن عبدالله بن معاوية الكندي، أبوحجية الكوفي، والد عبدالله بن الأجلح، ويقال: إسمه يحيى،
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 234، الرقم 265.
2. صحيح البخاري /1 78 كتاب الحيض وج 2 / 238 باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة وص 151 باب التمتع والاقران والإفراد بالحجّ وج 8 / 3 كتاب البيوع وص104 باب شراء الإمام الحوائج بنفسه وج 3 / 116 باب الرهن وص 151 باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد وص 186 كتاب الوصايا وج 6 / 172 كتاب الطلاق وص184 و 218 باب ما أصاب المعراض بعرضه وص 244 باب ترخيص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأوعية والظروف بعد النهي وج 8 / 48 كتاب استتابة المرتدين والمعاندين. راجع رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1 / 60، الرقم 51.
3. صحيح مسلم 1 / 93 كتاب الايمان الحديث 14 و ج 2 / 777 كتاب الصيام الحديث 65.68 وص 848 كتاب الحجّ ذيل الحديث 41 وح 42.
4. سنن أبي داود 4 / 254 كتاب الأدب باب كراهية التمادح ح 4804.
5. سنن الترمذي 1 / 292 أبواب الصلاة باب ما جاء في التعجيل بالظهر الحديث 155 وج 3 / 214، كتاب الحجّ ب 37 الحديث 860 وص 316 كتاب الجنائز وص392 كتاب النكاح وص 557 كتاب البيوع الحديث 1256 وص 636 كتاب الأحكام الحديث 1354 وج 4 / 65 كتاب الصيد الحديث 1465، وص 650 كتاب صفة القيامة باب 39 الحديث 2480 وج 5 / 597 كتاب المناقب الحديث 3633، وص 743.747 كتاب العلل.
6. سنن النسائي 2 / 49 تشبيك الأصابع في المسجد وج 5 / 139 كتاب الحجّ وج 6 / 56 كتاب النكاح.
7. سنن ابن ماجة 2 / 1397 كتاب الزهد الحديث 4173.
8. رجال الشيخ الطوسي 110، الرقم 1073.
(39)
والأجلح لقب.[1]
قال عثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى: ثقة.[2]
وقال العجلي: كوفي، ثقة.[3]
وقال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: صالح.[4]
2. تشيّعه: وقال أبوأحمد بن عدي: له أحاديث صالحة، يروي عنه الكوفيون وغيرهم، ولم أجد له شيئا منكرا مجاوزا للحد، لا إسنادا ولا متنا، وهو أرجو أنّه لا بأس به، إلاّ أنه يعدّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث، صدوق.[5]
وقال الذهبي: شيعي مشهور.[6]
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن حجر في الطبقة السابعة.[7]
وقال المزّي: روى عن: حبيب بن أبي ثابت في خصائص النسائي، والحكم بن عتيبة في سنن الترمذي، والذيّال بن حرملة، وزيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وسلمة بن كُهَيل، وعامر الشعبي في سنن أبي داود وسنن النسائي، وعبدالله بن بريدة في الترمذي والنسائي وابن ماجة، وعبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى في سنن أبي داود، وعبدالله بن أبي الهُذَيل في الأدب المفرد
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 275، الرقم 282. وفي تاريخ خليفة بن خياط 278 بأن أجلح مات سنة 146.
2. تاريخ الدارمي 77، الرقم 178.
3. تاريخ الثقات 57، الرقم 48.
4. الجرح والتعديل 1 / 347، الرقم 1317.
5. الكامل 1 / 419، وعنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 1 / 189، الرقم 353، وقال: روى عنه البخاري والأربعة، ولم نعثر عليه في صحيحه، ورمز له المزي في تهذيب الكمال بالأدب المفرد. وفي الإفصاح 1 / 56: ظهر من كلام ابن عدي أنّ عيب الرجل تشيّعه، فعلم أنّ تضعيف من ضعّفه تعصّب، وتكذيب من كذّبه بهت، كما يشهد له توثيق ابن معين وغيره له.
6. معرفة الرواة 58، الرقم 13، راجع الكاشف 1 / 54، الرقم 233، ميزان الاعتدال 1 / 104، الرقم 324. تذهيب تهذيب الكمال 1 / 289، الرقم 283.
7. تقريب التهذيب 1 / 49، الرقم 323.
(40)
والنسائي في الخصائص، وعديّ بن عديّ الكندي، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وعَمّارٍ الدُّهني، وعمر بن بيان التغلبي، وأبي إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعيّ في سنن أبي داود وسنن الترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجة في السنن، وقيس بن مسلم، وأبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي في سنن الترمذي، وعمل اليوم والليلة، وابن ماجة في السنن، ونافع مولى ابن عمر، ونُعَيم بن أبي هند، ويزيد بن الأصمّ في البخاري، وعمل اليوم والليلة، وابن ماجة في السنن، وأبي إدريس المُرهبي، وأبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ في سنن النسائي.
روى عنه: جعفر بن عون في سنن ابن ماجة، والحسن بن صالح بن حيّ، وأبوأسامة حَمّاد بن أُسامة في أفعال العباد للبخاري وسنن الترمذي والنسائي في مسند علي، وخالد بن عبدالله، وزهير بن معاوية، وسعد بن الصلت، وسفيان الثورىّ في الأدب المفرد، وأبوخالد سليمان بن حيّان الأحمر في سنن أبي داود وابن ماجة، وَسلاّم الطويل، وشريك بن عبد النّخعيّ، وشعبة بن الحجّاج، وشيبان ابن عبدالرحمن النَّحوىّ، وأبوزبيد عبثر بن القاسم في سنن النسائي، وابنُه عبدالله ابن الأجلح، وعبدالله بن إدريس في سنن النسائي وابن ماجة، وعبدالله بن المبارك في كتاب رفع اليدين للبخاري وأبي داود في السنن وسنن الترمذي وسنن النسائي، وعبدالله بن نمير في سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة، وعبدالرحمن بن محمّد المحاربي، وأبوزهير عبدالرحمن بن مُغراء، وعبدالرحيم بن سليمان، وعليّ بن مُسْهِر في الأدب المفرد للبخاري وسنن أبي داود وسنن النسائي، وعيسى بن يونس، والقاسم بن مالك المزني في عمل اليوم والليلة، والقاسم بن معن المسعودي، ومالك بن سعير بن الخِمْس، ومحاضر بن المُورّع في سنن النسائي، ومحمّد بن صَبيح ابن السمّاك، وأبوإسماعيل محمّد بن عبدالله الأزديّ البصري صاحب كتاب (فتوح الشام)، ومحمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى في سنن النسائي، ومحمّد بن فضيل بن غَزوان في سنن الترمذي،
(41)
والنسائي في الخصائص، وهُشَيْم بن بشير، وأبوعوانة الوضّاح بن عبدالله، ويحيى ابن سعيد القطّان في سنن أبي داود وسنن النسائي، ويَعلى بن عبيد في عمل اليوم والليلة، وأبوبكر بن عيّاش في الأدب المفرد.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: سنن أبي داود[2]، وابن ماجة[3]، والنسائي[4]، والترمذي[5].
5. ترجمته في رجال الشّيعة: عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام.[6]
(5) أحمد بن المفضل (... ـ 215 ه )
1. شخصيته ووثاقته: أحمد بن المفضل القرشي الأموي، أبوعلي الكوفي الحفري، مولى عثمان بن عفان، وهو ابن عمّ عمرو بن محمّد العنقزي.[7]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 275، الرقم 282.
2. سنن أبي داود 4 / 356 كتاب الأدب باب في قبلة ما بين العينين الحديث 5220 و 354 باب في المصافحة الحديث 5211.
3. سنن ابن ماجة 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف الحديث 1900، وص 684 كتاب الكفارات باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت، الحديث 2117 وج /2 1196 كتاب اللباس باب الخضاب بالحناء، الحديث 3622 وص 1220 كتاب الأدب، باب المصافحة، الحديث 3703.
4. سنن النسائي 6 / 182 باب القرعة في الولد إذا تنازعوا فيه، و ص183، وج 8 / 139 باب الخضاب بالحناء والكتم وص 299 باب تفسير التبع والمزر.
5. سنن الترمذي 4 / 232 كتاب اللباس باب ما جاء في الخضاب، الحديث 1753، وج 5 / 43 كتاب الاستئذان باب ما جاء في المصافحة، الحديث 2727، راجع الأدب المفرد للبخاري: 186، باب 244، الرقم 531، وخصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : 179، الرقم 174.
6. رجال الشيخ 323، الرقم 4824. وروى ابن عدي في الكامل 1 / 428 بسنده عن جابر أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انتجى عليا في غزوة الطائف يوما فقالوا: لقد طالت مناجاتك مع علي منذ اليوم؟ فقال: ما أنتجيه لكن الله عزوجل انتجاه.
7. تهذيب الكمال 1 / 487.
(42)
قال ابن حجر: صدوق....[1]
وقال أبوحاتم: كان صدوقا...[2]
قال ابن اشكاب: ثنا أحمد بن المفضّل، دلّني عليه ابن أبي شيبة وأثنى عليه خيرا.[3]
2. تشيّعه: قال أبو حاتم: وكان من رؤساء الشّيعة.[4]
وقال ابن حجر: شيعي.[5]
3. طبقته ورواياته: قال المزّيّ: روى عن: أسباط بن نصر الهمداني في سنن أبي داود وسنن النسائي، وإسرائيل بن يونس، وجعفر بن زياد الأحمر، والحسن ابن صالح بن حيّ، وسفيان الثوري، وعبيدالله الأشجعي، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز، ومعاوية بن عمّار الدهني، ويحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن يمان.[6]
روى عنه: أحمد بن الحسين بن عبدالملك، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأحمد بن يحيى الصُّوفىُّ، وأحمد بن يوسف السلمي النيسابوريّ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، وحاتم بن الليث الجوهريّ، والحسين بن عمرو بن محمّد العنقزي، وأبوبكر عبدالله بن محمّد بن أبي شيبة في سنن أبي داود، وأبوزرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي، وعثمان بن محمّد بن أبي شيبة في سنن أبي داود، والقاسم بن زكريّا بن دينار الكوفي في سنن النسائي،
--------------------------------------------------
1. تقريب التهذيب 1 / 26، الرقم 123.
2. الجرح والتعديل /2 77، الرقم 164، ميزان الاعتدال 1 / 182، الرقم 759، تهذيب التهذيب 1 / 105، الرقم 119.
3. تهذيب التهذيب 1 / 70.
4. الجرح والتعديل 2 / 77، الرقم 164، تهذيب التهذيب 1 / 70، الرقم 139.
5. تقريب التهذيب 1 / 26.وفي الكاشف 1 / 30: شيعي صدوق.
6. تهذيب الكمال 1 / 487، الرقم 109.
(43)
وأبوحاتم محمّد بن إدريس الرازيّ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الحنين الحنينيّ.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: سنن أبي داود[1]، النسائي.[3]
(6) إسحاق بن منصور السلولي (... ـ 205ه )
1. شخصيته ووثاقته: إسحاق بن منصور السلولي، مولاهم، أبوعبدالرحمن الكوفي.[4]
قال العجلي: كوفي، ثقة.[5]
وقال ابن حجر: صدوق.[6]
وقال عثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى بن معين: ليس به بأس.[7]
2. تشيّعه: قال العجلي: كان فيه تشيّع، وقد كتبت عنه.[8]
وقال ابن حجر: تكلم فيه للتشيّع.[9]
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن حجر في الطبقة التاسعة.[10]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال /1 487، الرقم 109.
2. سنن أبي داود 3 / 59 كتاب الجهاد باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، الحديث 2683، وج 4 / 128 كتاب الحدود باب الحكم فيمن ارتد، الحديث 4359.
3. سنن النسائي 7 / 105.
4. تهذيب الكمال 2 / 478، الرقم 384. الكاشف 1 / 68، الرقم 322.
5. تاريخ الثقات 62، الرقم 71.
6. تقريب التهذيب 1 / 61، الرقم 437، تهذيب التهذيب 1 / 266، الرقم 415.
7. تاريخ الدارمي 70، الرقم 138. وعن ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات 62 : ثقة، صدوق.
8. تاريخ الثقات 62، الرقم 71.
9. تقريب التهذيب 1 / 61، الرقم 437. قلت: قال عبد الوهّاب عبد اللطيف... والصحيح عند أرباب الصناعة أنّ التشيّع وحده ليس بجرح في الرواية، والمدار على الظن بصدق الراوي أوكذبه، والجرح الذي لم يُفسّر لا يقبل/ أنظر هامش تقريب التهذيب 1 / 141. طبع دار المعرفة، بيروت.
10. تقريب التهذيب 1 / 61، الرقم 436.
(44)
وقال المزّيّ: روى عن: إبراهيم بن حميد الرؤاسي في سنن النسائي، وإبراهيم بن سعد الزُّهريّ في سنن النسائي وسنن ابن ماجة، وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السَّبيعيّ في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة، وأسباط بن نصر الهمداني في سنن أبي داود، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعيّ في مسلم وأبي داود والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن ماجة في التفسير وجعفر بن زياد الأحمر في سنن الترمذي، والحسن بن صالح بن حيّ، وحمّاد بن سلمة في أبي داود، وداود بن نُصَير الطائي في سنن النسائي، والربيع بن بدر، وزهير بن معاوية في سنن النسائي، وسليمان بن قرم، وشريك بن عبدالله في سنن النسائي، وأبي رجاء عبدالله بن واقد الهروي في سنن ابن ماجة، وعبدالسلام بن حرب في أبي داود والترمذي وابن ماجة، وعُبيد بن الوسيم، وعمّار بن سيف الضبي في سنن ابن ماجة، وعُمر بن أبي زائدة في مسلم، وقيس بن الربيع في سنن ابن ماجة، وكامل أبي العلاء في سنن ابن ماجة، ومحمّد بن طلحة بن مُصَرفّ في أبي داود وابن ماجة، ومسلمة بن جعفر البجليّ، ومندل بن علي، وهُرَيم بن سفيان في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة، ويزيد بن عبدالعزيز بن سياه.
روى عنه: إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي الزُّهرىّ، وأبوالأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوريّ، وأبوعمرو أحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة الغفاريّ، وأحمد بن سعيد الرباطيّ في البخاري وسنن النسائي، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأوديّ، وأحمد بن يحيى الصوفي في سنن النسائي، وأبوعليّ الحسن بن بكر بن عبدالرحمن المروزيّ، والحسين بن يزيد الطحّان، وسليمان بن خلاّد المؤدّب، وعبّاس بن جعفر بن الزبرقان، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ في سنن أبي داود، وعبّاس بن محمّد الدُّوري في سنن الترمذي، وأبوبكر عبدالله بن محمّد ابن أبي شيبة في سنن ابن ماجة، وأخوه عثمان بن محمّد بن أبي شيبة في سنن
(45)
أبي داود، وعليّ بن أحمد بن عبدالله الجواربيّ الواسطيّ، وعليّ بن عبدالله بن المدينيّ، وعليّ بن محمّد الطنافسيّ في سنن ابن ماجة، وعليّ بن المنذر الطريقيّ في سنن ابن ماجة، وعمرو بن محمّد الناقد، وأبونعيم الفضل بن دكين وهو من أقرانه، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي في سنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة، ومحمّد بن حاتم بن ميمون في مسلم، ومحمّد بن حُزابة في سنن أبي داود، ومحمّد بن سعد العوفيّ، ومحمّد بن عبدالله بن نُمَير في صحيح البخاري ومسلم، وأبوكريب محمّد بن العلاء الهمداني في مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي، ويعقوب بن شيبة السّدوسيّ.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: صحيح البخاري[2]، ومسلم[3]، وسنن أبي داود[4].
(7) إسماعيل بن أبان الورّاق (... ـ 216ه )
1. شخصيته ووثاقته: قال البخاري: صدوق.[5]
وقال الذهبي: وكان من أئمّة الحديث، وثّقه أحمد بن حنبل وأبوداود.[6]
وقال ابن عديّ: صدوق.[7]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 2 / 478.479.
2. صحيح البخاري 3 / 165 باب صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. راجع رجال صحيح البخاري 1 / 78، الرقم 80.
3. صحيح مسلم 2 / 848 كتاب الحجّ الحديث 44 وج 4 / 1819 كتاب الفضائل الحديث 93. راجع رجال صحيح مسلم 1 / 52.
4. سنن أبي داود 1 / 24 كتاب الطهارة الحديث 99.
5. التاريخ الكبير 1 / 374، الرقم 1092. وفي الكامل لابن عدي 1 / 310: حدثنا الخبيدي، حدثنا البخاري قال: وأما إسماعيل بن أبان الورّاق الكوفي صدوق، وفيه أيضا سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: وإسماعيل الوراق أيضا كوفي يحدّث عن يعقوب القمي هذا صدوق.
6. سير أعلام النبلاء 10 / 348، الرقم 85. الكاشف 1 / 72، الرقم 347.
7. الكامل 1 / 310، الرقم 132. وقال: قال الشيخ: ولإسماعيل بن أبان الوراق أحاديث حسان عمن يروي عنه، وقول السعدي فيه: إنّه كان مائلاً عن الحقّ.يعني ما عليه الكوفيون من تشيّع.وأما الصدق فهو صدوق في الرواية. أقول: نعم إسماعيل هذا كان مائلاً عن طريق النواصب أمثال السعدي إلى طريق أهل البيت عليهالسلام.
(46)
2. تشيّعه: قال الدارقطني: ثقة مأمون، ولكن قال أبوعبدالله الحاكم في سؤالاته للدارقطني: وسألته عن إسماعيل بن أبان الورّاق، فقال: أثنى عليه أحمد بن حنبل، وليس هو عندي بالقوي، قلت: من جهة المذهب؟ قال: المذهب وغيره.[1]
وقال البزار: وإنّما كان عيبه شدّة تشيّعه لا على أنّه عيب عليه في السماع.[2]
وقال ابن حجر: تُكُلّم فيه للتشيّع.[3]
وقال الذهبي: قيل كان في الورّاق تشيّع قليل كدأب أهل بلده.[4]
3. طبقته ورواياته: عدّه ابن سعد في الطبقة الثامنة[5]، وابن حجر في الطبقة التاسعة.[6]
قال المزّيّ: روى عن: أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وإسحاق بن إبراهيم الأزدي، وإسرائيل بن يونس، وجرير بن عبد الحميد، وجعفر بن زياد الأحمر، وحاتم بن إسماعيل المدنيّ، وحبّان بن علي العنزيّ، وحفص بن غياث، والربيع بن بدر التميمي، وأبي الجارود زياد بن المنذر، وسهل بن شعيب، وأبي
--------------------------------------------------
1. راجع هامش تهذيب الكمال 3 / 10.
2. راجع هامش تهذيب الكمال 3 / 10، قلت: وقال اللكنوي في الرفع والتكميل ص409 : الجرح إذا صدر من تعصّب أوعداوة أومنافرة أونحوذلك، فهوجرح مردود، ولا يؤمن به إلاّ المطرود، وقال عبد الفتاح أوغدة في ذيل الكلام: كالجرح بسبب التحاسد أوالاختلاف في أمر العقيدة كمسألة خلق القرآن أوقدمه، وكالقول بخلق الأفعال أوعدمه، وكعقيدة الرفض والنصب والتشيّع، أوالاختلاف في المذهب، أوالاختلاف في المشرب...
3. تهذيب التهذيب 1 / 270، الرقم 506.
4. سير أعلام النبلاء 102 / 348.
5. الطبقات الكبرى 6 / 285.
6. تقريب التهذيب 1 / 65، الرقم 470.
(47)
الأحوص سلاّم بن سليم الحنفي في البخاري، وسلاّم بن سليمان أبي المنذر القارئ، وسلاّم بن أبي عمرة، وشبّة بن عِقال بن شبّة الدارميّ، وشريك بن عبدالله النخعي في الترمذي، وصالح بن أبي الأسود الليثي، والصباح بن يحيى المزنيّ، وعبدالله بن إدريس، وأبي أويس عبدالله بن عبدالله المدنيّ، وعبدالله بن المبارك في البخاري، وعبدالله بن مسلم بن كيسان الملائي، وأبي رجاء عبدالله بن واقد الهرويّ، وعبد الحميد بن بهرام في الأدب المفرد، وعبدالرحمن بن سليمان بن الغسيل في البخاري، وعبدالسلام بن حرب، وأبي مريم عبد الغفّار بن القاسم، وعبدالملك بن عثمان الثقفي، وعثمان بن عبدالرحمن الوَقاصّي، وعليّ بن عبد العزيز، وعليّ بن مُسْهر في الأدب المفرد، وعمرو بن شمر الجعفي، وعنبسة بن عبدالرحمن القرشي، وأبي داود عيسى بن مسلم الطّهوي، وعيسى بن يونس في البخاري، وفضيل بن الزبير، والقاسم بن معن المسعودي، وقيس بن الربيع الأسدي، وكثير بن سليم المدائني، ومحمّد بن أبان الجعفي، ومحمّد بن طلحة بن عبدالرحمن التيمي، ومحمّد بن طلحة بن مصرّف، ومسعر بن كدام، ومسعود بن سعد الجعفي، ومعاوية بن عمّار الدهني، ومندل بن علي العنزي، وموسى بن محمّد الأنصاري، وناصح بن عبدالله المحلّمي، وأبي معشر نجيح بن عبدالرحمن المدني، ونُصَير بن زياد الطائي، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة في فضائل الأنصار، ويحيى بن يلعى الأسلمي في الترمذي، وأبي الُمحيّاة يحيى بن يعلى التيمي، ويحيى بن يمان، ويعقوب بن عبدالله القمّي، ويونس بن أبي يعفور العبدي، وأبي إسرائيل المُلائيّ، وأبي بكر بن عيّاش في البخاري، وأبي بكر النهشلي.
روى عنه: البخاري، وأبوشيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبوعمرو أحمد بن حازم بن أبي غَرزَة، وأحمد بن سنان
(48)
القطّان، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، وأبوبكر أحمد بن محمّد بن الأصفر البغدادي، وأحمد بن محمّد بن حنبل، وأحمد بن محمّد بن عبدالله بن القاسم بن أبي بَزّة المقرئ، وأحمد بن محمّد بن يحيى، وأحمد بن منصور الرَّمادي، وأبوجعفر أحمد بن موسى المُعَدّل، وأحمد بن الوليد بن أبان الكرابيسيّ، وأحمد ابن يحيى بن زكريا الصُّوفي، وإسحاق بن بُهلُول التنوخي، وإسحاق بن سليمان بن زياد، وإسحاق بن وهب العلاّف، وإسماعيل بن عبدالله سُمّويه الأصبهاني، وإسماعيل بن محمّد بن دينار، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأيّوب بن إسحاق بن سافريّ، وجعفر بن أحمد بن سويد الزنجاني، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصَّائغ، وجعفر بن محمّد بن النضر الواسطي، والحسن بن إسحاق العطّار الحربي، والحسن بن عليّ بن بزيع البنّاء، والحسن بن عيسى، والحسن بن محمّد المزني، والحسين بن الحكم الحِبري الكوفي، والحسين بن محمّد بن شيبة الواسطي، وروح بن الفرج البغدادي، وزكريا بن يحيى الكسائي، وأبوخيثمة زهير بن حرب، وزهير بن محمّد بن قمير المروزيّ، وسفيان بن وكيع الجرّاح، وسهل بن عثمان العسكريّ، والعبّاس بن جعفر بن الزبرقان، وعبدالله بن أحمد بن المستورد، وعبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، وعبدالله بن محمّد بن خلاّد، وأبوزُرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازيّ، وعثمان بن محمّد بن أبي شيبة في فضائل الأنصار، وعثمان بن معبد بن نوح المقري، وعليّ بن إبراهيم الواسطي، وعليّ بن حرب الطائيّ، وعليّ بن الحسين بن عبيدالله القُرشَي البزّاز، وعليّ بن محمّد بن خبيئة، وعمر بن الخطاب السجستاني، والقاسم بن زكريا بن دينار الكوفي في الترمذي، وأبوحاتم محمّد بن إدريس الرازي، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني، ومحمّد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، ومحمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، ومحمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، وأبوإسماعيل محمّد بن
(49)
إسماعيل بن يوسف السلمي، ومحمّد بن الحسين بن أبي الحنين، ومحمّد بن الحسين البرجلاني، ومحمّد بن خلف الحدّادي، ومحمّد بن سليمان بن بزيع، وأبو بكر محمّد بن سليمان الباغندي الكبير ومحمّد بن عبادة الواسطي، ومحمّد بن عبدالله بن عبيد بن عقيل، ومحمّد بن عبدالله بن المبارك المخرميّ، ومحمّد بن عبدالملك الدقيقي، ومحمّد بن عبيد بن عتبة الكندي، ومحمّد بن عمارة بن صبيح الكوفي، ومحمّد بن مروان القطّان الكوفي، ومحمّد بن النضر النجّاري، ومحمّد بن يحيى الذهلي، ويحيى بن إسحاق بن سافري، ويحيى بن معين، ويعقوب بن شيبة السدوسي.[1]
4. رواياته في الكتب الستّة: صحيح البخاري[2]، وسنن الترمذي.[3]
(8) إسماعيل بن خليفة (83 ـ 169ه )
1. شخصيته ووثاقته: إسماعيل بن خليفة العبسي، أبوإسرائيل بن أبي إسحاق الملاّئي الكوفي....[4]
قال عمرو بن علي: ليس من أهل الكذب.[5]
وقال أبوزرعة: صدوق إلاّ أنّ في رأيه غلوا.[6]
وقال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: صالح الحديث.[7]
--------------------------------------------------
1. تهذيب الكمال 3 / 5.8.
2. صحيح البخاري 1 / 223 باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد. راجع رجال صحيح البخاري 1 / 66، الرقم 58.
3. سنن الترمذي 3 / 388 كتاب الجنائز الحديث 1077.
4. تهذيب الكمال 3 / 77، الرقم 440. انظر ترجمة عمرو بن علي في سير أعلام النبلاء 11 / 470، الرقم 121.
5. تهذيب الكمال 3 / 79، راجع الجرح والتعديل 2: 166، الرقم 559. الكاشف 1 / 76، الرقم 378.
6. تهذيب الكمال 3/79، وفي الطبقات الكبرى 6: 380 يقولون أنّه صدوق. الجرح والتعديل2/ 166، الرقم 559.
7. تهذيب الكمال 3 / 78، راجع الجرح والتعديل 2: 166، الرقم 559. وقال أحمد بن حنبل يكتب حديثه. راجع الجرح والتعديل 2 / 166، الرقم 559.