تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
تازه های نشر 99
فراخوانی مقاله و اولویت های پژوهشی
فراخوانی مقاله و اولویت های پژوهشی
سخن موسس فقید
سخن موسس فقید
هداية الطالب
صفحه 1

هِدايةُ الطالب
إلى
مصادر كتاب المكاسب

دراسة المصادر. معرفة المؤلفين. وابحاث اُخرى.
عبدالسلام كاظم الجعفري

صفحه 2

هوية الكتاب

صفحه 3

صفحه 4

صفحه 5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يؤدّي حقّه المجتهدون، ثمّ الصلاة والسلام على محمّد وآله صلاةً لا يُحصيها العادّون ، سيّما الوصيّ المنتظر الحجّة الثاني عشر، عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ومتّعنا بظهوره، وجعلنا من أعوانه وأنصاره. ورزقنا من رضاه أفضل ما يرضى مولى عن عباده.

أمّا بعد فإنّ من أنفع العلوم وأعلاها بعد المعارف الإلهيّة علم الفقه، الذي يُعدّ من أوسع العلوم فروعاً وأقواها اُصولاً، وممَّن أراد الله به خيراً وفقّهه في الدِّين ومكّنه من هذا العلم الواسع بفروعه واُصوله، الشيخ الأعظم المرتضى الأنصاري (قدس سره) وهو أحد العلماء الذّين جمع الله له العلم والعمل والرئاسة الدينيّة والمرجعيّة، بحيث حاز مرتبةً لُقِّب بخاتم الفقهاء والمجتهدين، وكان من أحسن كتبه (قدس سره) في الفقه كتاب المكاسب، الذي أضحى من المتون الدراسيّة في الحوزات العلميّة في دروس السطح والخارج، لا يستغني عنه الطلاّب ولا المجتهدون.

وبما أنّ العلوم حصيلة الجهود التي بذلها عباقرة الفكر والنوابغ الأوّلين ، فلابدّ أن لا ننسى ذكرهم وجهدهم، كما هو دأب جميع العلماء الربّانيّين في نقل آراء السابقين ونظرياتهم ، وممّا دلّ على قوّة مهارته وتمكّنه في الفقه أنّه كان حريصاً على تتبّع آراء مَنْ سبقه من الفطاحل ، وقد كان يعتني بآراء بعض الشخصيّات العلميّة من أهل زمانه، فصار بذلك مع جَوْدَة فكره وسعة اُفُقهِ وتأييد من الله تعالى له من أفقه الفقهاء وأعلم العلماء، فلله درّه وعليه أجره.

وبرغم ما تقدّم من عظمة الشيخ (قدس سره) وصحّة ما جاء به، أنّنا لم نكن لنستغني عن معرفة مصادر الكتاب ومعرفة مؤلّفيه، الذين اعتمد عليهم الشيخ (رحمه الله) في نقل

صفحه 6

أقوالهم، فلابدّ لنا أن نرجع إلى نفس تلك الأقوال وأصحابها، وندقّق في عبارتهم وقوّة استدلالاتهم قدر المستطاع.

وممّن سعى وجدّ في إنارة هذا الميدان الوسيع المحقّق العزيز الشيخ عبد السلام كاظم الجعفري; شكّر الله مسعاه.

وبما أنّ مركز فقه الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ، الذي أسّسه الفقيه الراحل المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني طاب ثراه ممهّدة للتحقيقات الفقهيّة، أمر رئيس المركز ووصيّ الفقيه الراحل ولده المحقّق الاُستاذ الشيخ محمّد جواد الفاضل اللنكراني دامت إفاضاته بطبع هذا الأثر القيّم، عسى الله تبارك وتعالى أن ينفعنا به والفضلاء من طلبة العلم، وأن يمنّ عليه بأفضل الأجر والجزاء إنّه خيرُ ناصر ومُعين.

مركز فقه الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)
محمّد رضا الفاضل الكاشاني

صفحه 7

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المؤلف

الحمد لله الذي ابتدأ عباده بالنعم، وعلّم الانسان ما لم يعلم، وارشده بالدليل، وهداه إلى سواء السبيل، وبعث إليه رسله وختم الرسل بسيّد المرسلين محمّد الصادق الأمين صلّى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وسلّم تسليماً.

فإنّ العلماء الربانيين هم عَمَدَة الدين، ونقلة شرع رسول ربّ العالمين وحفظة الأئمة المهديين صلوات الله عليهم أجمعين، وهم ورثة الأنبياء (عليهم السلام) ، والذين يفضّل مدادهم على دماء الشهداء، وقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) النظر إليهم عبادة والمجالسة معهم سعادة.

أمّا بعد:

إنّه ليس من الترف الفكري، ولا تشهياً أو ضياعاً للوقت، في البحث حول المصادر التي اعتمدها الشيخ الأنصاري في كتاب المكاسب، وكذلك التعرّف على أصحابها; وبالاخص المصادر الفقهية، إذ انّها تمثّل أغلب مصادر الفقه عند الإمامية، الذي فقههم هو الترجمة الصادقة لفقه أهل البيت (عليهم السلام) ، بعد أن ساقتهم الأدلّة القطعية إلى اتباع مدرستهم والتمسك بهم.

وكذلك انّ هذه المصادر تمثّل- بحق - جهود علمائنا الأجلاّء في خدمتهم

صفحه 8

للعلم، وحرصهم على التفاني في تبليغ الدين، وهذا ما تعكسه لنا هذه الذخائر القيّمة، وتراثها النفيس.

لذا، أرى من الضروري لطلاّب العلم ورواده، الاطّلاع على مثل هذه المصادر.

كتاب المكاسب

وهو كتاب قيّم، نفيس، قلّ نظيره للشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري، يبحث في: أحكام المكاسب المحرّمة، وأحكام البيع، وأحكام الخيارات والشروط، وكذلك في أحكام القبض والنسيئة.

فكتاب المكاسب يعتبر من أهم الكتب التي صُنفت في العصر الأخير في موضوع الفقه الإمامي، إذ اكتسب الكتاب أهمية خاصة من قبل العلماء والفقهاء.

وهناك أبحاث نافعة طرحها الشيخ خلال ابحاثه، تتضمن دقائق علميّة تعرب عن مهارته وبراعته في ميدان الفقه واستنباط الأحكام الشرعية .

وما ان تحث الخطى مع الشيخ في كتاب المكاسب حتى يكشف لك عن نكات علمية دقيقة قد لا تخطر على بال أهل الفن، وما أكثر ما يوقفك على اُمور لم يلتفت إليها إلاّ القليل من النابغين في مجال الدراسة والتحقيق.

تراه يعمد ـ أحياناً ـ إلى الغوص في تفاصيل المسائل العلمية، ثمّ لا يلبث أن يثبت لك الحق في المسألة، معتمداً على استدلالات قوية، وقرائن كثيرة، برهن عليها قبل ادخالها طاولة التشريح.

لذا نجد رعيلاً من الفقهاء قد وقفوا إزاء مباحثه موقف الاعجاب; لِما فيها من تحقيق واستدلال; تكشف عن قابلية الشيخ الفذة والنادرة، وتدلل على مهارته الخاصة.

ومن مهارته وتمكنه في الفقه، أنّه كان حريصاً على تتبع الأقوال والآراء في

صفحه 9

كل مسألة أراد بحثها، بل اعتنى عناية فائقة بكثير من الكتب والمصادر التي اُلفت قبله، فكان ينقل أقوال مؤلفيها ويطرح آراءهم، ثمّ يشرع في مناقشتها نقاشاً علمياً هادئاً، وبعدها ينهض للدفاع عن وجهة نظره وابطال ما يخالف مبناه.

فكتاب المكاسب إذاً معرض فكري حافل بمختلف الأقوال والآراء، إلى جنب الكثير من المناقشات والاستدلالات في مسائل فقه المعاملات.

والحق.. أنّ هذا الكتاب لوحة فنية رائعة تعبّر ـ بصدق ـ عن شخصية الشيخ العلمية بكل ابعادها.. فلله درّه وعليه أجره.

المكاسب أحد المناهج الدراسية

يتصل كلّ طالب للعلوم الدينية في الحوزة العلمية بكتاب «المكاسب» ارتباطاً وثيقاً يكاد يكون عضوياً، حيث إنّه أحد المناهج الدراسية المهمّة الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

وعندما يكون الطالب منهمكاً بدراسة هذا الكتاب عليه مراجعته دائماً، وبالأخص في تلك الفترة التي يدرسه بعنوان أحد الكتب الدراسية، وضمن المنهج المقرر في الدراسة.

وقد يتكامل اتصاله بالكتاب، عندما يريد القيام بتحقيق علمي يتعلق بفقه المعاملات، وهذا الأمر مما يبعثه للانشداد أكثر بالكتاب المذكور، ويضطر إلى التوغل في أعماقه، ويرى في نفسه الحاجة بالرجوع إلى مصادره، واستخراج أقواله، والوقوف عندها والبحث حولها..

لذلك فانّي اُوصي إخواني طلبة العلم بأن لا يغفلوا عن دراسة هذه المصادر، والتعرف على اُسلوب كتابتها، وكيفية تأليفها، بالاضافة إلى التعرّف على حياة مؤلفيها....إلى غير ذلك من الفوائد والعوائد المهمّة، التي تساعد الطالب على البحث والتحقيق.

صفحه 10

منهجية البحث فى الكتاب

رتبت البحث في هذا الكتاب بالشكل الذى يؤدي الغرض المنشود من تأليفه، وكذلك يسدّ الفراغ الموجود، لذا تركز البحث على ثلاثة محاور، وهي:

الاول: دراسة المصدر، والتعريف بمحتواه العام، مع الاشارة الى أهم المميزات والخصائص التي يتمتع بها، من دون الاطناب الممل أو الاختصار المخل.

الثاني: الصلة بين المصدر وكتاب المكاسب، إذ هناك دراسة نافعة ( حصيلة جهد متواصل في استخراج المصادر وتتبع الأقوال) ترشد الطالب إلى الارتباط بين كلّ واحد من هذه المصادر مع كتاب المكاسب من ناحية نوع الاستفادة وكميتها; إذ ان بعض المصادر قد رجع الشيخ الأنصاري إليها في أكثر من ثلاثمائة مرة في أبحاثه في كتاب المكاسب، كما في كتاب «التذكرة» للعلامة الحلّي.

هذا، بالإضافة إلى بعض الامور الاُخرى، كالاشارة إلى بعض المواضع التي ناقش فيها الشيخ الانصاري الأقوال، وغير ذلك.

الثالث : ترجمة مختصرة جامعة لحياة كلّ واحد من مؤلفي هذه المصادر القيمة، وركزت على ذكر المطالب المهمة التي تنفع في معرفة شخصياتهم العلمية بالذات، واشرت بالهامش إلى مصادر الترجمة; لكي يسهل على القارىء الكريم مراجعتها، ان اراد التوسع والمزيد.

وأيضاً توجد بعض الأبحاث الاُخرى، التي اقتضاها البحث.

المنهجية المتبعة في احصاء المصادر

واما المنهجية المتبعة في احصاء المصادر لكتاب المكاسب وتدوينها، فهى كالآتي:

الف: المصادر التي صرح الشيخ الأنصاري بذكرها في كتاب المكاسب،

صفحه 11

والتي نقل عنها مباشرة أو حكاية.

ب: المصادر التي لم يصرّح بذكرها، بل صرّح باسم مؤلفيها. وهنا قمت بتخريج الأقوال والنصوص من المصدر أيضاً، بالاضافة إلى التخريج من كتاب المكاسب.

ج: المصادر التي لم يصرّح بذكرها ولا باسم مؤلفيها، بل عبّر عن ذلك بعناوين مختلفة مثل: «قيل» أو «عن بعض» أو «بعض الأساطين» أو «من قارب عصرنا» و.. فهنا التزمت بتخريج الأقوال والنصوص من المصدر أيضاً، بالاضافة إلى ذكر موضعه في كتاب المكاسب; حتى يحصل الاطمئنان بنسبة ما ننسبه إلى المصدر أو مؤلفه.

د: هناك موارد نادرة لم يشملها ما ذكرناه فى الفقرات الثلاث، ولكن ضرورة البحث اقتضت ذلك، كما فى المصدر الروائي «عوالي اللآلي»، وهذا ما يسطلع عليه القارئ في محلّه.

ولقد رتبت المصادر التي وقعت مورد البحث في هذا الكتاب على حروف المعجم، التي أولها الهمزة وآخرها الياء; ليقرب على الطالب الظفر بما يلتمسه ويريده، ولست اقصد ترتيب أصحاب المصادر على أزمنتهم، بل ربّما يتفق ذكر من تقدّم زمانه بعد ذكرمن تأخّر عنه.

وعلى أيّ حال، الكتاب قد قارب حدّ الشمول في عرض المصادر، وعلى الأخص الفقهية منها، التي تمثل أغلب مصادر الفقه الإمامي.

وان كنا قد تركنا في بعض المواضع من الكتاب فراغات، نأمل أن يملأها غيرنا ممن له رغبة في سدّها، وإن كنا قد عاودنا النظر فيه عدّة مرّات .

ومن اللازم بالذكر: انّه لايمكننا استعراض جميع الموارد التي تعرض لها الشيخ الأنصاري فى كل مصدر تناولنا البحث حوله، وبالأخص تلك المصادر التي رجع اليها كثيراً في مباحثه ; لأنّ ذلك قد يكون متعباً للقارىء الكريم، لذا رأينا

صفحه 12

المناسب الاقتصار على بعضها، إلاّ في موارد خاصّة.

ومن الجدير بالاشارة: اعتمدت في التخريج على الطبعة المحققة لكتاب المكاسب التي اصدرتها لجنة تحقيق تراث الشيخ الأنصاري في قم المقدسة ، والمطبوعة في ستة أجزاء عام 1415 هـ.

وفى ختام هذه المقدمة اقدم جزيل الشكر إلى مركز الأئمة الأطهار (عليهم السلام) الفقهي، تحت اشراف المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني مد ظلّه، على توليه طبع هذا الكتاب ونشره.

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين،

ونسأل الله التوفيق والتأييد للجميع، انّه مجيب الدعاء حميد مجيد.

المؤلف

17 ربيع الأول 1428 هـ

ذكرى ولادة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)

صفحه 13

نبذة مختصرة عن حياة الشيخ الأنصاري

كان من عباقرة الإسلام، والرائد الأول للتجديد العلمي في العصر الأخير، في مجالي الفقه والاُصول .

ويُعد من الفطاحل العظام، والنوابغ الكبار، الذين لم يظهروا عبر التاريخ إلاّ في فترات منقطعة متباعدة.

ولد في مدينة دزفول، سنة أربع عشرة ومأتين وألف (1214هـ).

تلقى مبادىء العلوم عند والده الشيخ محمّد أمين، وعمّه الشيخ حسين.

ثمّ بعد ذلك ارتحل مع والده لزيارة العتبات المقدّسة في العراق عام (1232هـ) وله من العمر (18)سنة.

فورد كربلاء المقدّسة يوم كانت تزدحم حوزتها آنذاك بكبار العلماء والفقهاء، ومن جملتهم السيد محمّد الطباطبائي، المعروف بالسيد المجاهد، صاحب كتاب «المناهل»، والشيخ محمّد شريف المازندراني، المعروف بشريف العلماء.

ولقد زار الشيخ بصحبة والده في أثناء اقامتهما في كربلاء المقدّسة، السيد محمّد المجاهد. فطُرحت هناك في المجلس مسألة فقهية، فتكلّم الشيخ ب إذن

صفحه 14

والده، فظهر من خلال جوابه نبوغه ومستقبله الزاهر; لذا طلب السيد المجاهد من والده أن يتركه في كربلاء المقدّسة للدراسة، وعليه رعايته، فقبل والده.

فأقام الشيخ هناك أربع سنوات، استفاد خلالها من د روس العَلَمين: السيد المجاهد، وشريف العلماء.

ثمّ بعد ذلك رجع إلى موطنه في ايران، فلم يلبث أن عاد بعد سنة الى العراق مرّة اُخرى; لمواصلة دراسته، فأقام في كربلاء مدة من الزمن.

ثمّ بعدها رجع الى ايران، فأخذ يتجوّل في مدنها طلباً للعلم والعلماء.

فبدأت رحلته العلمية وتجوّله في البلدان، فزار مدينتي بروجرد وأصفهان، فتعرّف فيهما على رجال العلم والفقه، ثمّ توجه بعد ذلك الى كاشان، فمكث فيها نحو أربع سنوات، حضر خلالها دروس الشيخ أحمد بن محمّد مهدى النراقي ، صاحب كتاب «مستند الشيعة»، فعظّمه وبالغ في احترامه.

ثمّ بعد ذلك قفل راجعاً الى بلدته دزفول، بعد أن زار مشهد المقدّس وطهران.

فوجد في نفسه شوقاً مؤكّداً للرحيل الى العراق مرّة ثالثة، فارتحل الى النجف الأشرف عام 1246هـ .

فحطّ رحاله هناك، وحضر دروس الشيخ موسى كاشف الغطاء، وبعد رحيله لازم الشيخ علي كاشف الغطاء، واستفاد منه، حتّى عام 1254هـ، حيث بلغ بعدها الشيخ الأنصاري درجة عالية من الاجتهاد، والمهارة في استنباط الأحكام الشرعية، فاستقل بعد ذلك بالتدريس فقهاً واُصولا، وقام بأعباء المسؤولية المُلقاة على عاتقه في تربية العلماء والفقهاء، مضافاً الى اشتغاله في العطاء الفكري بالكتابة والتحرير.

فذاع صيته في أوساط الحوزة العلمية، في النجف الأشرف وخارجها، فحضر بحوثه مجموعة كبيرة من العلماء والفضلاء، واشتهر بالنبوغ والتفوّق

صفحه 15

العلمي.

وبعد وفاة زعيم الحوزة في وقته، الشيخ صاحب الجواهر عام 1266 هـ، انتقلت إليه الزعامة بلا منازع، وقام بها بقلب سليم، ولم يكن مرامه إلاّ وجه الله سبحانه وتعالى، وعاش كأحد أفراد الأمّة عيشة الفقراء، الى أن لَقِىَ ربّه في ليلة الثامن عشرة من شهر جمادى الثانية من شهور عام 1281 هـ، وشيّع جثمانه الطاهر جمع غفير من العلماء والفضلاء، ودفن في حجرة من حجرات الصحن الحيدري الشريف وتقع مقبرته على يسار الداخل من الباب الجنوبي (باب القبلة) للحضرة العلوية المقدّسة.

وأمّا تلامذته

لقد تخرّج من مجلس بحث الشيخ العديد من كبار المجتهدين، وجهابذة العلم، وعيون الطائفة، منهم:

الميرزا محمّد حسن الشيرازي ت 1312 هـ، الميرزا حبيب اللّه الرشتي ت 1312 هـ، السيد حسين الكوهكمري ت 1299 هـ، الشيخ حسن نجم آبادي ت 1284 هـ، الميرزا محمّد حسن الآشتياني ت 1319 هـ، والميرزا حسين الخليلي ت 1326 هـ، والشيخ محمّد كاظم الخراساني ت 1329 هـ، وغيرهم.

فكان الشيخ يملي دروسه في الفقه والأصول في صباح كلّ يوم، ومجلسه يغّص بما ينيف على الأربعمائة من العلماء والفضلاء.

تآليفه وتصانيفه

لقد ترك الشيخ الأنصاري ثروة عظيمة من العلم، وآثاراً جليلة، لم يزل بعضها محور الدراسة والبحث في الحوزات العلمية، منذ قرن ونصف وحتّى الوقت الحاضر.

صفحه 16

واصبحت أفكار الشيخ المحور الأساسي للبحوث الفقهية والأصولية، ولم يبقَ أحد إلاّ واستفاد من علومه وأبحاثه، وإليه يعود الفضل في تطوير النهضة العلمية الأخيرة في حوزة النجف الأشرف، ولقد أشعل مشعلا أنار فيه الطريق لمن أعقبه من العلماء والمجتهدين.

فكان الشيخ يعطي لكلّ حقّه في التدريس والتأليف، فتآليفه وتصانيفه خير شاهد على تفوقه العلمي، وصفاء ذهنه، ومن اوضح الادلة على نبوغه في تحصيل العلم، واستعداده الخاص في هضم المسائل العلمية العويصة.

كما وانّ الغالب على بحثه روح التحقيق والدّقة والتتبع; بحيث لا يترك سؤالا لسائل، ولا مجالا لقائل، فللّه درّه، وعليه أجره.

ونحن نشير إلى بعض آثاره على وجه الإجمال:

1 - كتاب الطهارة: بعضه شرح للشرائع، وبعضه الآخر شرح للارشاد.

2 - كتاب الصلاة: كتاب كبير نسبيّاً.

3 - كتاب الزكاة: يتكون من قسمين أحدهما شرح الإرشاد، والآخر مسائل مستقلّة.

4 - كتاب أحكام الخلل في الصلاة.

5 - كتاب الخمس: وهو يتكون من قسمين، أحدهما شرح الإرشاد، والآخر رسائل مستقلّة.

6- كتاب الصوم: يتكون من ثلاثة أقسام: شرح الإرشاد، وشرح القواعد، ورسائل متفرّقة.

7 - كتاب النكاح: وهو شرح مزجي لإرشاد الأذهان، من أوّل النكاح وإلى أوائل المطلب الثاني من المقصد الثاني، الذي يتعلق بأحكام الصداق.

8 - كتاب الوصايا: هو شرح مزجي لكتاب الوصايا من إرشاد الأذهان، لكنّه غير كامل.

صفحه 17

9 - كتاب القضاء: للشيخ كتابان في القضاء، أحدهما شرح الإرشاد، وثانيهما كتبه بصورة مستقلّة، والأوّل أوسع من الثاني، وكلاهما غير تامّين.

10 - كتاب الشهادات: كتبه بصورة مستقلّة لكنّه مختصر وناقص.

11 - فرائد الأصول: وهو المشهور بالرسائل، ويحتوي على رسائل متعددة، طُبعت في مجلّد واحد، ويبحث في: أحكام القطع والظن، والبراءة والاشتغال، والاستصحاب، والتعادل والتراجيح.

وقد صار هذا الكتاب مداراً للدراسة والبحث في الحوزات العلمية، وعليه حواشي كثيرة وتعاليق عديدة، ولقد قدّم الشيخ خدمة كبيرة لطلاّب العلم بهذا الكتاب القيّم.

ولقد اودع الشيخ فيه المباحث النفيسة، التي تُعدّ من الاُسس الجديدة والمبتكرة في علم الأصول، فهو أوّل من فتح باب الحديث فيه عن القطع بالمعنى الدقيق، مع تقسيمه إلى تقسيمات جديدة; بحيث صار ذلك سبباً في فتح باب واسع باسم العلم الاجمالي، وشكّل مبحثاً مهمّاً فى باب الاشتغال.

وكذلك من ابتكاراته بعض المباحث المهمّة في مبحث الاستصحاب، وأيضاً تطويره لبحث الأصل المثبت، وإلى غير ذلك من الاُمور المهمّة في علم الاصول، والذي لا يسع المجال لذكرها.

12 ـ كتاب المكاسب: وهو الكتاب الفقهي الذي نحن بصدد دراسة مصادره والتعرف على مؤليفيها، والذي يعتبر من الكتب الدراسية المهمّة في الحوزات العلمية .

وهو لعله من أروع مصنفات الشيخ; ولأجل ذلك عدّ المحقق المامقاني في حاشيته(1) على المكاسب، هذا الكتاب من أحسن كتب الشيخ.

  • (1) راجع غاية الآمال 1: 15، المقدمة.

صفحه 18

ولقد حظي باهتمام العلماء، فقد كُتبت عليه حواشي قيّمة، وتعاليق نفيسة، أشار إليها الشيخ الطهراني في الذريعة(1)، وغيره. وهو يُعد أفضل ما كُتب في فقه المعاملات.

نشير الى بعض الحواشي والتعاليق، وبالاخص المطبوع منها:

ـ حاشية الميرزا حبيب الله الرشتي، ت 1312 هـ. طُبعت بطهران عام 1317 هـ. (مع غاية الآمال للشيخ المامقاني).

ـ حاشية رضا الهمداني، ت 1322 هـ. نُشرت في مجلد واحد، بتحقيق محمد رضا الأنصاري عام 1420 هـ.

ـ غاية الآمال (في حاشية المكاسب)، للشيخ محمد حسن المامقاني، ت 1323 هـ. طُبع في طهران عام 1317 هـ. وطُبع أخيراً محققاً في عشرة أجزاء مع «نهاية المقال في تكملة غاية الآمال»، للشيخ عبدالله المامقاني ت 1351، بتحقيق الشيخ محمد أمين المامقاني.

ـ بغية الطالب، لأبي القاسم بن معصوم الاشكوري، ت 1325 هـ، طبع بطهران عام 1322 هـ.

ـ حاشية الآخوند الخراساني، صاحب الكفاية، ت 1329 هـ. نُشرت عام 1406 هـ بمجلد واحد مع تعليق السيد مهدي شمس الدين.

ـ حاشية السيد محمد كاظم اليزدي، صاحب العروة الوثقى، ت 1337 هـ. طُبعت بطهران عام 1324 هـ و1378 هـ. وطُبعت أخيراً عام 1423 هـ. في ثلاثة أجزاء بتحقيق الشيخ عباس محمد القطيفي، ونُشرت من قبل دار المصطفى (صلى الله عليه وآله) .

ـ حاشية محمد جواد بن حسن البلاغي، ت 1352 هـ. طبعت في النجف الأشرف عام 1343 هـ.

  • (1) راجع الذريعة 3: 216 ـ 221.

صفحه 19

ـ حاشية الميرزا علي الايراوني، ت 1353 هـ. طُبعت بطهران 1395 هـ.

ـ منية الطالب إلى حاشية المكاسب، للشيخ موسى الخوانساري (تقريرات الميرزا محمد حسين النائيني ت 1355 هـ. ).

ـ حاشية الشيخ محمد حسين الأصفهاني، صاحب نهاية الدراية، ت عام 1311 هـ. طُبعت محققة في خمسة أجزاء، بتحقيق الشيخ عباس محمد القطيفي، ونُشرت من قبل دار المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، عام 1418 هـ.

ـ هداية الطالب إلى أسرار المكاسب، للميرزا فتاح الشهيدي، نُشر من قبل مؤسسة دار الكتب الاسلامية عام 1375 قم.

ـ حاشية المظفر على المكاسب (البيع والخيارات)، للشيخ محمد رضا المظفر، ت 1383 هـ ، نُشرت في مجلد واحد، بتحقيق الشيخ جعفر الكوثراني عام 1416 هـ.

وغيرها من الحواشي والشروح..

13 ـ مجموعة كبيرة من الرسائل النافعة والقيّمة، منها :

رسالة في الإرث، رسالة في التقية، رسالة في التيمم، رسالة في الخمس، رسالة في التسامح في أدلة السنن، رسالة في قاعدة الضرر والضرار، رسالة في المواسعة والمضايقة، رسالة في مناسك الحج، رسالة في علم الرجال، رسالة في القضاء عن الميت، وغيرها.

اضف الى ما ذكرناه، التقريرات التي كتبها بعض تلامذته في درسه، كمطارح الأنظار، وهو عبارة عن محاضرات الشيخ في اُصول الفقه، بقلم تلميذه النوري، المعروف بكلانتري.

ولقد قامت لجنة تحقيق تراث الشيخ الأنصاري، بنشر كتبه ورسائله، بمناسبة المؤتمر العالمي للذكرى المئوية الثانية لميلاده الشريف.

صفحه 20

صفحه 21

مصادر كتاب المكاسب

اعتمد الشيخ الأنصاري في مكاسبه على المصادر الأصليه، كغيره من الفقهاء، فكان القرآن الكريم مصدره الأول، ثمّ أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) وأخباره والروايات الواردة عن أئمه أهل البيت (عليهم السلام) ، مع مصادر فقهية وغير فقهية ألفها من سبقه.

وكان يذكر اسم المصدر تارة، وتارة اُخرى لم يذكره بل يذكر اسم مؤلفه، أو كان لم يذكر هذا ولا ذاك.

فنحن فى هذا البحث سنسلط الضوء على«المصادر الفقهية» أولاً، ثمّ «مصادر فقه القرآن»، ويتلوها«مصادر تفسير القرآن»، وبعدها «المصادر الروائية»، و«اللغوية»، وأخيراً نتعرض الى ذكر «مصادر متنوعة اُخرى».

صفحه 22

صفحه 23

صفحه 24

صفحه 25

المصادر الفقهية

تحتوي المصادر الفقهية على ثروة علمية، حيث جمعت الأقوال المشهورة والمعتمدة والشاذة، وكيفية الاستدلال ومناقشته، وغير ذلك. ولا يخفى ما لهذا التنوع، من دور ايجابي في تكوين الملكة الفقهية عند الباحث.

فالمصادر الفقهية ـ كانت ولا تزال ـ تمثّل أصل المادة العلمية للفقه، ولا يمكن الاستغناء عنها. كما ولها الدور البارز والواضح في دفع عجلة التقدّم في الأبحاث الفقهية، وسرعة حركتها.

فدراسة مصادرنا الفقهية، والمحافظة على هذا التراث القيّم، يضمن لنا استمرار وخلود فقه أهل البيت (عليهم السلام) .

ونحن نتعرض ـ هنا ـ إلى المصادر الفقهية لكتاب مكاسب الشيخ الأنصاري التي صارت مطالبها الميدان الواسع لجولاته وصولاته في ميدان البحث والتحقيق، وجعلها المحور الأساسي لمادة كتابه مع إدخال بعض التوضيحات (عند اللزوم):

صفحه 26

صفحه 27

إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان

للحسن بن يوسف بن مطهّر، المعروف بالعلاّمة الحلّي، المتوفى عام (726 هـ). والكتاب عبارة عن دورة فقهية كاملة، ابتداءً من الطهارة وانتهاءً إلى الديات . ويعتبر كتاب الإرشاد من المصادر الأساسية والمهمّة عند الشيعة الإمامية; لِما يمتاز من شموله لأغلب المسائل الفقهية، وكثرة الفروع، مع سهولة العبارة، ومتانة في الإسلوب، وحُسن الترتيب .

قال الشيخ الطهراني في الذريعة في وصفه:

«وهو من أجلّ الكتب الفقهية عند الشيعة، ولذالك تلقاه علماؤهم بالشرح والتعليق عبر القرون، من عصر مؤلفه إلى هذه الأواخر». (1)

وقال أيضاً:

«هو من أجل الكتب الفقهية، قد أُحصي مجموع مسائله في خمسة عشر ألف مسألة»(2).

لذا ضاهى كتاب الشرائع في كثرة التعليق والاهتمام في شرحه، ومن جملة

  • (1) الذريعة 13: 7.
    (2) المصدر السابق 1: 510.

صفحه 28

الشروح المهمّة لهذا الكتاب:

مجمع الفائدة والبرهان للمقدّس الأردبيلي، وذخيرة المعاد للفاضل السبزواري.

وهناك أيضاً حواشي كثيرة وتعاليق قيّمة حول الكتاب، كلّ ذلك يشير إلى الأهميّة العلمية لهذا المصدر القيّم، ومكانة مصنّفه، وعلوّ شأنه.

حتّى أنّ الشيخ الأنصاري كتب بعض آثاره الفقهية بهيئة الشرح على الإرشاد، ككتابه في: الطهارة، والزكاة، والصوم.

الارشاد والمكاسب

استفاد الشيخ الانصاري فى مكاسبه من كتاب الارشاد فى عدة مواضع، صرح فى بعضها بالمصدر «الارشاد»، ناقلاً عنه أقوال مؤلفه وآراءه الفقهية (1).هذا بالاضافة الى بعض الموارد التي نقل فيها عن المصدر المذكور من دون التصريح بالمصدر أو بمؤلفه، بل تحت عنوان «ذهب جماعة»(2) أو «عن بعض»(3)، ونحو ذلك.

  • (1) راجع- على سبيل المثال - المكاسب 4:67، وانظر ارشاد الاذهان 1:455.
    (2) راجع المكاسب 1:105، في مسالة: الاكتساب بالاعيان النجسة، عند قول الشيخ: كجلد الميته إذا قلنا بجواز الاستقاء به لغير الوضوء. وانظر الارشاد 1: 113.
    (3) انظر المكاسب 1:37، فى مسالة: الاكتساب بالاعيان النجسة، عند قول الشيخ: جوز بعضهم البيع بقصد المذكّى. وراجع الارشاد 1:113.

صفحه 29

المؤلف (1)(648 - 726 هـ)

هو الشيخ حسن بن يوسف بن علي بن مطهّر الأسدي الحلّي، أبو منصور.

ومن أشهر ألقابه العلاّمه على الإطلاق، حتّى انّه اشتهر بهذا اللقب، ومن ألقابه أيضاً جمال الدين، والفاضل.

فهو عَلَم من أعلام الإمامية، وفخر نوع بني آدم، وبحر العلم، لقد أحاط بمختلف العلوم والفنون، ذو التصانيف النافعة والمفيدة، ولقد ذخرت كتب التراجم بفضائله ومحاسنه.

ولد العلاّمه الحلّي عام 648 هـ ق في الحلّه السيفية.

أبوه الفقيه العلاّمه المتكلّم سديد الدين يوسف بن علي بن مطهّر، وكان محققاً مدرساً.

واُمّه بنت العالم الفقيه الشيخ أبي حسن الهذلي الحلّي، من الأُسر الجليلة المعروفة بالعلم والعلماء.

وخاله المحقق الحلّي صاحب الشرائع، الذي اعتنى بتربيته ورعايته منذ طفولته وصباه.

لقد تلمذ العلاّمة الحلّي (قدس سره) على يد جمهرة من العلماء الأعلام، وأخذ منهم وروى عنهم، منهم:

  • (1) مصادر الترجمة: رجال ابن داود: 119 برقم 461، رجال العلاّمة الحلّي: 45 برقم 52، الوافي بالوفيات 13: 85 برقم 79، لسان الميزان 2: 317 برقم 1295، الدرر الكامنة 2: 71 برقم 1618، جامع الرواة 1: 230، أمل الآمل 2: 81 برقم 224، رياض العلماء 1: 258، لؤلؤة البحرين: 210 برقم 82، روضات الجنات 1: 269، الكنى والألقاب 2: 477، طبقات أعلام الشيعة 3: 52، الذريعة 1: 175 برقم 897، أعيان الشيعة 5: 396، الأعلام 2: 277، موسوعة طبقات الفقهاء 8: 77، وغيرها.

صفحه 30

والده، والشيخ نجم الدين الحلّي ـ خاله ـ صاحب الشرائع، والخواجه نصير الدين الطوسي، والشيخ ميثم البحراني، والشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي صاحب الجامع للشرائع، والسيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس، وغيرهم من العلماء.

تخرّج من مدرسته الكثير من العلماء والمجتهدين، وكانوا من أهل العلم والاجتهاد، منهم:

ولده المحقق فخر الدين، وابن اخته السيد عميد الدين عبد المطلب الأعرجي، والسيد علاء الدين أبو الحسن علي بن زهرة، والسيد مهنّا بن سنان، وغيرهم .

لقد أثنى العلماء على العلاّمة، ومدحوه في مصنفاتهم وكتبهم ـ من كلا الفريقين ـ وهذا مما يُشير الى علّو شأنه ومنزلته، فنحن نقتصر على بعضها:

قال ابن داود (معاصره): «إنه شيخ الطائفة، وعلاّمة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول»(1).

قال الشهيد الأول: «هو شيخنا الإمام، الأعلم، حجة الله على الخلق»(2).

قال ابن حجر (من علماء السنة): «العلاّمه الحلّي عالم الذكاء وكان مشتهر الذكر، حسن الأخلاق»(3).

وللعلاّمة الحلّي تآليف كثيرة، غزيرة بمادتها العلمية، زين بها المكتبة الإسلامية، والتي تعتبر من المراجع الأساسية في شتى العلوم، ولكن مع الأسف الشديد، لم يضبط عددها; وذلك بسبب تلف وضياع بعضها.

  • (1) رجال ابن داود: 78.
    (2) الأربعون حديثاً: 49.
    (3) لسان الميزان 2: 587 ترجمة رقم 2841.

صفحه 31

عدّ منها السيد الأمين فى «أعيان الشيعة» أكثر من مائة كتاب، منها:

تذكرة الفقهاء (مطبوع)،إرشاد الأذهان (الكتاب مورد البحث)، نهاية الاحكام (مطبوع)، منتهى المطلب في تحقيق المذهب (مطبوع)، مختلف الشيعة إلى أحكام الشريعة (مطبوع)، تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية (مطبوع)، تبصرة المتعلمين في أحكام الدين (مطبوع)، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) (مطبوع)، مبادىء الوصول إلى علم الأصول (مطبوع)، تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول (مطبوع)، نهج الإيمان في تفسير القرآن، القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، القواعد والمقاصد في المنطق الطبيعي والإلهي، الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة، نهاية المرام في علم الكلام، الدرّ والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال (مطبوع)، شرح «مختصر ابن الحاجب» فى أصول الفقه، وغيرها.

توفى العلاّمة في مدينة الحلّة، سنة ست وعشرين وسبعمائة «726هـ »، ونقل إلى النجف الأشرف، فدفن في حجرة على يمين الداخل إلى حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) من جهة الشمال.

صفحه 32

الإنتصار على ما انفردت به الإمامية

للسيد المرتضى علي بن الحسين بن موسى، ومهمته ـ كما يبدو من عنوانه ـ تجلية الحقائق الفقهية ذات المساس المذهبي، التي كادت أن تنطمس معالمها، وتبهم، من جراء تلكم المؤثرات العاطفية والتضليل اللذين كانا يمارسان على فقه الشيعة الإمامية. وساعد على ذلك الأجواء السائدة في تلك الفترة، حيث شُنّع عليهم بأنّهم انفردوا بمسائل افتوا بها، لم يكن لهم فيها موافق غيرهم; وبالتالي عزل فقههم عن فقه بقيّة المذاهب الاُخرى.

لقد صرّح مؤلف الكتاب في المقدمة عن الدواعي التى دفعته لتأليفه، قائلا:

«... بيان المسائل الفقهية التي شنّع بها على الشيعة الإمامية، وادعي عليهم مخالفة الإجماع وأكثرها موافق فيه الشيعة غيرهم من العلماء والفقهاء المتقدّمين أو المتأخرين، وما ليس لهم فيه موافق من غيرهم فعليه من الأدلة الواضحة، والحجج اللائحة، ما يغني عن وفاق الموافق، ولا يوحش معه المخالف..» (1)

ويتميز الكتاب ببساطة التعبير مع الاختصار الغير مخل بالقصد، والذي يشتمل على 334 مسألة، ابتداءً من مسائل الطهارة وانتهاءً بمسائل المواريث،

  • (1) الانتصار: 1.

صفحه 33

فانتصر فيها للطائفة الإمامية، وتصدّى للذين حملوا على آراءها المحقّة من دون دليل.

كما وتخلل الكتاب تحقيقات أدبية، ولغوية، وفقهية، نجدها موزعة في ضمن مسائله من أول الكتاب إلى آخره.

ولعلّ في تصنيف هذا الكتاب، كانت الخطوة الاُولى نحو طرح فكرة الفقه المقارن.

الإنتصار والمكاسب

نقل الشيخ الانصاري في المكاسب عن كتاب الانتصار في أكثر من ثلاثين مورداً ـ مباشرة وحكاية ـ فتارة كان يذكر فيها اسم الكتاب «الإنتصار»(1)، واُخرى اسم مؤلفه معبّراً عنه بـ «السيد المرتضى»(2) أو بـ «سيدنا المرتضى»(3) أو بـ «علم الهدى»، مستفيداً من أقواله وناقلا لاجماعاته (4)

  • (1) كما في المكاسب1:81، في مسألة: الاكتساب بالدهن المتنجس.
    (2) راجع المكاسب 1:18، في مسألة الاكتساب بالاعيان النجسة.
    (3) كما في المكاسب 5:87، في مبحث خيار الحيوان.
    (4) كما في المكاسب 5:224، في مبحث خيار التأخير.


صفحه 34

المؤلف

هو السيد علي بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ، الملّقب بالسيد المرتضى، وبعلم الهدى.

ولد ببغداد سنة 355 هـ وكانت وفاته عام 436 هـ

وهو الفقيه الإمامي الكبير، والعالم الجليل، فكان فصيح اللسان، متوقد الذكاء، ثاقب الرأي، حاضر الجواب، غزير العلم، قديراً في المناظرة والاحتجاج، ذا هيبة وجلال، وجاه عريض، تولى نقابة الطالبين وإمارة الحاجّ والنظر في المظالم لأكثر من ثلاثين سنة.

وصار أوحد زمانه فضلا، وعلماً، وفقهاً، وحديثاً.

وحقاً لنا أن نقول:

ولا عتب على اليراع، ان عجزت عن الكتابة حول هذه الشخصيّة الفذة.

وتتلمذ هو وأخوه الشريف الرضي، على يد الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

وتخرّج من مجلسه عيون العلماء والفضلاء، منهم:

شيخ الطائفة الطوسي، وأبو الصلاح الحلبي، وأبو الفتح محمّد الكراجكي

  • (1) مصادر الترجمة: رجال النجاشي 2: 102 برقم 706، تاريخ بغداد 11: 402 برقم 6288، معالم العلماء 69 برقم 477، وفيات الأعيان 3: 313، رجال ابن داود: 240 برقم 1016، رجال العلاّمة: 94 برقم 22، سير أعلام النبلاء 17: 588 برقم 443، الوافي بالوفيات 21: 6 برقم 2، جامع الرواة 1: 575، أمل الآمل 2: 182 برقم 549، الدرجات الرفيعة: 458، رياض العلماء 4: 14، روضات الجنات 4: 294 برقم 400، أعيان الشيعة 8: 213، طبقات أعلام الشيعة 2: 120، الأعلام 4: 287، موسوعة طبقات الفقهاء 5: 234.


صفحه 35

وغيرهم.

كما روى عن الشيخ الصدوق، وغيره من الأجلاء.

وكتب عنه الخطيب البغدادي.

قال عنه تلميذه الشيخ الطوسي:

«متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم، مثل: علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني واللغة»(1).

وقال عنه أبو العباس النجاشي (من علماء الرجال):

« حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلّماً، شاعراً، أديباً، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا(2)».

صنّف الشريف المرتضى كتباً كثيرة - بلغت في أعيان الشيعة(3) ـ تسعة وثمانين كتاباً، منها:

الخلاف في اصول الفقه، جمل العلم والعمل في الفقه والعقائد، الانتصار (الكتاب مورد البحث)، المسائل الطرابلسية، المسائل الطوسية، المسائل الجرجانية، الشافي في الإمامة، أمالي المرتضى، وغيرها.

وكان شاعراً، وديوان شعره يزيد على عشرين ألف بيت.

ومن شعره :

قال في قصيدة يرثي بها جدّه الإمام الحسين (عليه السلام) :

عشيّة هجمت منها مصائبها *** على قلوب عن البَلْوى محابيدِ

  • (1) الفهرست: 99.
    (2) رجال النجاشي :270 برقم 708.
    (3) أعيان الشيعة 8: 219.


صفحه 36

يا يوم عاشور كم طأْطأْتَ من بصر *** بعد السموّ كم أذللت من جيدِ

يا يوم عاشور كم أطردت لي أملا *** قد كان قبلك عندي غير مطرود

أنت المُرَنِّق عيشي بعد صفوته *** ومولج البيض من شيبى على اسود

جُر بالطفوف فكم فيهن من جبل *** خرّ القضاء به بين الجلاميد

يا آل أحمد كم تُلوى حقوقكم *** ليّ الغرائب عن بنت القداديد (1)

  • (1) ديوان الشريف المرتضى 1: 437.
    الجيد: العنق، المُرنِّق: المكدر، والمولج: المدخل .


صفحه 37

إيضاح الفوائد في شرح اشكالات القواعد

لفخر الدين محمد ولد العلاّمة الحلّي، ويُعتبر من الكتب الاستدلالية المهمّة في شرح قواعد الأحكام لوالده العلاّمة الحليّ، فكتبه بأمر والده، وخرج منه إلى أول النكاح في مجلد في حياة والده، والباقي بعد وفاته، كما يظهر من دعاءه لوالده في النصف الأول بـ «دام ظلّه»، وفي النصف الثاني بـ «قدّس سرّه».

تمكن المصنّف من حلّ ما تمكن حلّه من مشكلات كتاب القواعد، الذي حظى باهتمام كبير من قبل العلماء الذين أتوا بعد العلاّمة، شرحاً وتعليقاً، وحاشية.

ولقد طرح فخر الدين في إيضاح الفوائد آراءه الفقهية، والتي تعبّر عن نبوغه وطول باعه في ميدان الفقه، واستنباط الأحكام الشرعية، فقام بتمحيص المسائل المهمّة والشائكة.

ويكفينا في لمس القيمة العلمية للكتاب ما حكاه الشيخ الطهراني عن الشيخ البهائى في توضيح المقاصد، قائلا:

«لم يصنّف في الكتب الاستدلالية الفقهية مثله»(1).

  • (1) الذريعة 22: 496 ـ 497.


صفحه 38

وقال السيد التفريشي في مدح مصنفات فخر الدين، قائلا:

«له كتب جيّده، منها الإيضاح»(1).

طُبع الكتاب في أربعة مجلدات ، ونُشر من قبل المكتبة العلمية في قم عام 1387هـ.

إيضاح الفوائد والمكاسب

لقد أبدى الشيخ الأنصاري اهتماماً بالغاً بكتاب إيضاح الفوائد، فنقل عنه (مباشرة وحكاية) في المكاسب، بما يقارب من مئة مرّة.فتارة كان يصرح بالمصدر «الإيضاح»(2)، وتارة اخرى كان يشير إلى مؤلفه(3).

فنلاحظ عبارات الشيخ تتردد دائماً قائلا:

على ما صرّح به في الايضاح، وقال في الإيضاح، وهو المحكي عن الايضاح وقوّاه في الايضاح و...

كما ونقل عنه الإجماع ـ على سبيل المثال - في مسألة: عدم جواز بيع ام الولد(4).

كلّ ذلك يرشدنا إلى أهمية هذا المصدر الفقهي، الذي تخبو فيه النكات الفقهية المهمّة، والتي حدت بالعلماء الأعلام إلى الوقوف عندها والاستفادة من دراستها.

  • (1) نقد الرجال 4: 182 رقم الترجمة 4609.
    (2) كما في مسألة الاكتساب بما لا منفعة فيه، المكاسب 1: 155.
    (3) كما في مسألة الاكتساب بالاعيان النجسة، المكاسب 1:155.
    (4) راجع المكاسب 3: 113.


صفحه 39

هـ.

وكان نبراس الفقهاء والمجتهدين، فخر الملّة والدين، تبحّر في الفقه ووضّح غوامضه.

وظهرت بوادر ألمعيته منذ صباه، وكان يتمتع بحدّة ذكاء ونبوغ خاص; حتّى نال الإجتهاد وهو لا يزال في مقتبل العمر.

ولقد تربّى في حجر والده العلاّمه، وأخذ عنه العلوم العقلية والنقلية، كما صرّح بذلك بنفسه في شرح خطبة كتاب القواعد(2)لوالده.

ولقد أعرب العلاّمة الحلّي عن مدى حبّه واعتزازه بولده البار فخر المحققين، حيث كان يثني عليه، ويدعو له في أغلب مصنفاته. ويطلب أيضاً من ولده الدعاء له، وتكملة ما صنّفه بعد وفاته.

ولقد تصدّر فخر المحققين للتدريس بعد وفاة والده العلاّمه في سنة 726 هـ وخلّفه في مجلسه ببلدته في الحلّه، وتخرج على يده جماعة من العلماء الأعلام منهم:

الشيخ محمّد بن مكّي العاملي (الشيهد الأول)، والسيد تاج الدين بن معية، والعلاّمة فخر الدين أحمد بن عبد الله المتوج، والفاضل بدر الدين حسن بن نجم

  • (1) مصادر الترجمة: جامع الرواة 2: 96، أمل الآمل 2: 260 برقم 768، روضات الجنات 6: 330 برقم 591، رياض العلماء 5: 77، الفوائد الرضوية 486، الذريعة 2: 496 برقم 1950، طبقات الشيعة 3: 185، أعيان الشيعة 9: 159، الكنى والألقاب 3: 16، موسوعة طبقات الفقهاء 8: 191.
    (2) انظر نصّ الوصية في قواعد الأحكام للعلاّمة.


صفحه 40

الدين المدني، وغيرهم.

وأثنى عليه العلماء والفقهاء كثيراً، قال في حقّه الشهيد الأول في إجازته للشيخ شمس الدين أبي جعفر محمّد بن أبي جعفر محمّد بن أبي محمد بن نجده:

«إنّه الشيخ الإمام، سلطان العلماء، منتهى الفضلاء والنبلاء..»(1).

وقال السيد مصطفى التفريشي:

«إنّه من وجوه الطائفة وثقاتها، وفقهائها، جليل القدر، عظيم المنزلة»(2).

ووصفه الحر العاملي (صاحب الوسائل)، قائلا:

«إنّه كان فاضلا، محققاً، فقيهاً، ثقة»(3).

وصنّف كتباً، منها:

الكافية الوافية في الكلام، تحصيل النجاة، مناسك الحجّ، أجوبة المسائل الحيدرية، الرسالة الفخرية في النية، ورسالة إرشاد المسترشدين وهداية الطالبين في اُصول الدين.

وله شروح لكتب والده، منها:

إيضاح الفوائد في شرح القواعد (الكتاب مورد البحث)، وشرح الإرشاد وغيرهما.

  • (1) بحار الأنوار 107: 195.
    (2) نقد الرجال 4: 183 رقم الترجمة 4609.
    (3) أمل الآمال 2: 260 رقم الترجمة 768.


صفحه 41

إيضاح النافع في شرح مختصر الشرائع

للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي، وهو شرح للمختصر النافع، لمؤلفه المحقق الحلّي صاحب الشرائع،( المتوفى عام 676 هـ).

ولقد تعرّض الفقهاء لِمَا جاء في إيضاح النافع، ونقلوا عنه في مواضع متعددة في كتبهم الاستدلالية، كالعاملي في مفتاح الكرامة، وشيخنا الأنصاري في المكاسب، وصاحب الجواهر في جواهره، وغيرهم.

كلّ ذلك يحكي لنا المكانة العلمية لهذا الكتاب.

وهو من الكتب التي لم تُطبع لحد الآن، بل لايزال من الكتب الخطية.

إيضاح النافع والمكاسب

استفاد الشيخ الأنصاري في مباحثه من إيضاح النافع، في أكثر من أربعة عشر موضعاً. مصرّحاً فيها باسم المصدر «إيضاح النافع».

وفي موضع من هذه المواضع ذكر فيه اسم المؤلف معبّراً عنه بـ «الفاضل القطيفي»(1) بالإضافة إلى تصريحه باسم المصدر، وذلك في بحث البيع عند

  • (1) نعم، ذكره الشيخ بهذا العنوان مرة واحدة قبل ذلك في بحث المكاسب المحرّمة في مسألة ما يأخذه السلطان باسم الخراج والزكاة، عندما تطرّق الشيخ الأنصاري إلى اعتراض الفاضل القطيفي في رسالته المسمّاة بـ «قاطعة اللجاج في حلّ الخراج» على ما جاء في رسالة المحقق الكركي، المسمّاة بـ «السراج الوهاج» في هذه المسألة. راجع المكاسب2:205


صفحه 42

كلامه حول القدرة على تسليم المبيع(1)، حيث نقل الشيخ ما جاء في إيضاح النافع في هذه المسألة، والتي خالف فيها الفاضل القطيفي بقيّة الفقهاء، والذي اعتبر فيها القدرة على التسليم من مصالح المشتري فقط، لا أنها شرط في صحّة البيع (كما ذهب اليه الفقهاء).

وبعد أن نقل الشيخ كلامه كاملا، وناقشه في ذلك، فخالفه في ما ذهب إليه.

كما ونقل الشيخ أقوال صاحب إيضاح النافع، في عدّة مواضع اُخرى في ضمن مباحثه ومسائله، كما في مسألة بيع الوقف ومسألة القيافة(2)، وغيرهما.

فكان يستحسن قوله تارة، كما في مبحث المكاسب المحرّمة في مسألة (3)بيع ما لا نفع فيه.

أو يستظهر صحّة ما ذكره القطيفي في إيضاح النافع تارة اُخرى ، كما في مبحث البيع في مسألة(4) العقد الفضولي.

أو ينقل ما حكي عن الإيضاح جاعلا ذلك مؤيداً لبحثه، كما في مبحث المكاسب المحرّمة في مسألة(5) ما يأخذه السلطان باسم الخراج والزكاة، فنقل

  • (1) المكاسب 4: 190.
    (2) المصدر السابق 4: 50، 2: 7.
    (3) المصدر السابق 1: 156.
    (4) المصدر السابق 4: 155.
    (5) المصدر السابق 2:230.


صفحه 43

الشيخ هنا تفسير الفاضل القطيفي لكلمة «الجائر».

كانت هذه نظرة خاطفة لِما نُقل عن إيضاح النافع في مكاسب الشيخ.

ولقد تبيّن لنا أنّ ما ذكره الخبير المتتبع صاحب الذريعة عند كلامه حول «إيضاح النافع» في موسوعته القيّمة(1): إن الشيخ الأنصاري نقل عن إيضاح النافع في موضعين: احدهما في مسألة القدرة على التسليم، وثانيهما في مسألة بيع الوقف، كان من سهو القلم; لأنك قد عرفت انّ الشيخ الأنصاري نقل عن الإيضاح أكثر مما ذكره صاحب الذريعة.

هو الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي الغروي الحلّي، كان عالماً، فاضلا، فقيهاً.

هاجر من القطيف وقطن النجف الأشرف عام 913 هـ، وكان من علمائها، ثمّ انتقل إلى الحلّة; فلهذا نسب إلى كلّ منهما.

لم يسعفنِ البحث في تحديد سنة وفاته، ولكنّه كان حيّاً عام 951 هـ، وكانت وفاته في النجف الأشرف.

وبعد أن استقر في العراق قصده طلاب العلم ورواده; لِمَا كان له من مقام

  • (1) راجع الذريعة 2: 502.
    (2) مصادر الترجمة: أمل الآمل 2: 8 برقم 5، روضات الجنات 1: 25 برقم 3، أنوار البدرين 282 برقم 3، لؤلؤة البحرين: 159 برقم 63، الكنى والألقاب 3: 76، طبقات أعلام الشيعة 4: 4، الأعلام 1: 41، الذريعة 12: 164 برقم 1092، موسوعة طبقات الفقهاء 10: 7.


صفحه 44

علمي شامخ، مع قدرته على التوغل في صعاب المسائل الفقهية، ولِمَا امتاز به من تثبت وتحقيق.

وكانت لشيخنا القطيفي مناظرات ومطارحات مع معاصره الفقيه الكبير الشيخ علي بن الحسين الكركى ـ صاحب جامع المقاصد ـ وأخصُّ بالذكر منها حول مسألة الخراج.

و للتدليل على مقامه وعلّو شأنه، لقد شهد له بالفضل والعلم أساطين الفقهاء:

قال الشيخ الحرّ العاملي:

«إنّه فاضل، عالم، فقيه»(1).

قال العلاّمة المجلسي: «والشيخ إبراهيم القطيفي كان في غاية الفضل»(2).

قال الشيخ يوسف البحراني: «إنّه الإمام، الفقيه، الفاضل، المدقّق»(3).

وأما مشايخ القطيفي في التدريس والرواية، منهم:

الشيخ علي بن هلال الجزائري، الشيخ إبراهيم بن الحسن المعروف بالورّاق، ومعاصره المحقق الكركي، وغيرهم.

  • (1) أمل الآمل 2:7.
    (2) بحار الأنوار 1:46.
    (3) لؤلؤة البحرين :159.


صفحه 45

بشرى المحققين

أو بشرى المخبتين(1)، للسيد أحمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي، وهو كتاب فقهي كبير مبسوط.

صرّح الحسن بن داود(2) المتوفى 707 هـ ـ من تلامذة المصنف ـ بأنّ الكتاب يقع في ستة مجلدات.

والكتاب من الكتب غير موجودة الآن، بل من الكتب التي لم يبق منها أثر(3). ولكن ينقل عنه الفقهاء في كتبهم الفقهية كثيراً، كالفاضل الآبي في كشف الرموز(4)، والشهيد الأول في الدروس(5)، والسيد العاملي في المدارك(6)،

  • (1) انظر الذريعة 3: 120.
    (2) رجال ابن داود: 45 برقم 140.
    (3) عبّر بذلك عنه المحدّث النوري، المتوفى 1320 هـ. راجع خاتمة المستدرك 2: 433.
    (4) راجع كشف الرموز 1: 223، 459، و486، و...
    (5) انظر الدروس الشرعية 1: 204.
    (6) راجع مدارك الأحكام 1: 100.


صفحه 46

والسبزواري في الذخيرة(1)، وغيرهم.

البشرى والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى ذكر رأي «صاحب البشرى» في موضع واحد فقط، وذلك في مباحث الخيارات، في مسألة مسقطات خيار العيب، عند كلامه حول الخيار المذكور(2).

هو السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحلّي، أبو الفضائل، من فقهاء الإمامية الكبار، كان عالماً بالحديث والرجال، متكلّماً، أديباً، عابداٌ، زاهداً...

لم تحدد المصادر التي ترجمة له سنة ولادته، ولكنه نشأ في الحلّة وتعلّم فيها..

أخذ العلم والرواية عن جماعة من الفقهاء والعلماء، منهم: محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي، يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السواري، والسيد فخار بن معدّ الموسوي، والحسين بن عبد الكريم الغروي الخازن، والسيد أحمد

  • (1) لاحظ ذخيرة المعاد: 23.
    (2) المكاسب 5: 313.
    (3) مصادر الترجمة: رجال ابن داود: 45، جامع الرواة 1: 72، أمل الآمل 2: 29 برقم 79، روضات الجنات 1: 66، الكنى والألقاب 1: 340، رياض العلماء 1: 73، لؤلؤة البحرين: 236، أعيان الشيعة 3: 189، معجم رجال الحديث 3: 138، معجم المؤلفين 2: 187، موسوعة طبقات الفقهاء 7: 37.


صفحه 47

بن يوسف الحسيني العريضي، وغيرهم.

قال في مدحه والثناء عليه تلميذه الحسن بن داود الحلّي، ما لفظه:

«سيدنا الطاهر، الإمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل، مصنف مجتهد، كان أورع فضلاء زمانه، قرأت عليه أكثر «الملاذ» و«البشرى»، وغير ذلك من تصانيفه...»(1).

ومن تلامذته والراوين عنه:

تقي الدين الحسن بن داود الحلّي، وولده السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس، والحسن بن يوسف بن المطهر المعروف بالعلاّمة الحلّي، ومحمد بن أحمد بن صالح القُسّيني، وغيرهم.

وأما كتبه ومؤلفاته:

للسيد جمال الدين الكثير من الكتب والرسائل التي عدّها تلميذه ابن داود، إلى اكثر من ثمانين، منها:

بشرى المحققين (الكتاب مورد البحث)، الملاذ في الفقه، الفوائد العدّة في اُصول الفقه، المسائل في اُصول الدين، بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية للجاحظ المعتزلي (مطبوع)، زهرة الرياض في المواعظ، إيمان أبي طالب، عين العبرة في غبن العترة (مطبوع)، حل الإشكال في معرفة الرجال، شواهد القرآن، عمل اليوم والليلة، وغيرها.

توفي سنة 673 هـ، وقبره معروف في الحلة.

  • (1) رجال ابن داود: 45.


صفحه 48

تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية

وهو كتاب فقهي استدلالي، للحسن بن يوسف بن مطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي، المتوفي عام (726 هـ).

جمع فيه المصنّف معظم المسائل الفقهية، وأورد فيه اغلب المطالب الشرعية، من دون تطويل مع ذكر الحجّة والدليل.

رتب العلاّمة الحلّي مسائل الكتاب على ترتيب الكتب الفقهية في أربع قواعد: العبادات، المعاملات، الايقاعات، والأحكام. ابتدأ بمقدمة ذات مباحث في معنى الفقه وفضله وآدابه، ومعرفته وعدم كتمانه.

عرّفه في الخلاصة ـ من كتب العلاّمة ـ بقوله:

«حسن جيّد، استخرجت فيه فروعاً لم تسبق إليها مع اختصاره »(1).

طُبع الكتاب على الحجر فى جزءين فى مجلد واحد من قبل مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) .وقامت مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) في قم بطبع الكتاب محققاٌ فى ستة أجزاء عام 1420، يختص الأخير منها بالفهارس وذلك بتحقيق الشيخ إبراهيم البهادري.

  • (1) الخلاصة: 45 برقم 52.


صفحه 49

تحرير الأحكام والمكاسب

أعار الشيخ الأنصاري أهميّة كبيرة لهذا المصدر الفقهي الثمين، الذي امتاز بكثرة التفريع في المسائل، فجعل الشيخ مطالبه من مواد بحثه، ولقد صرّح بالمصدر «التحرير»، في ما يقارب من ثمانين مرّة، موزعة على أبحاثه.

هذا، بغض النظر عن الموارد التي لم يصرّح فيها به، بل اكتفى بذكر المطلب تحت عنوان «ذَكَر العلاّمة في كتبه»، وبعد الرجوع الى كتب العلاّمة نرى المطلب المذكور في كتاب التحرير(1).

أو كان ينقل قولا محكياً عن جماعة، فنشاهد أن قول العلاّمة في التحرير من ضمنهم(2).

وعلى أيّ حال، كان الشيخ الأنصاري ينقل أقوال العلاّمة في التحرير لتكملة مباحثه في العديد من المسائل التي كانت مورد دراسته ونقاشه، فعلى سبيل المثال: في مسألة عدم جواز بيع الوقف(3)، وبيع الصبي(4).

وتارة اُخرى: كان يستعرض الشيخ آراء العلاّمة في التحرير ويطالع كلماته، ويستدل لها، كما في بحث المعاطاة بعد أن نقل رأي المشهور منها، تعرض لقول

  • (1) كما في مسألة تحديد سواد أرض العراق في آخر مبحث المكاسب المحرّمة.راجع المكاسب 2: 250. وانظر تحرير الأحكام 1: 142.
    (2) كما في مبحث شروط العقد، في مسألة: ظهور كلمات الفقهاء في وقوع غير البيع بكلّ لفظ يدل عليه أيضاً (كما في الرهن).راجع المكاسب 3: 123. وانظر تحرير الأحكام 1: 201 (مبحث الرهن).
    (3) المكاسب 4: 48. وراجع تحرير الأحكام 1: 153، 165.
    (4) المكاسب 3: 279 وراجع تحرير الأحكام 1: 218.


صفحه 50

العلاّمة في التحرير والقائل: الأقوى انّ المعاطاة غير لازمة(1).

واحياناٌ: نرى الشيخ يقوم بتوضيح العبارات الواردة في التحرير ; محاولا إزالة الوهم المحتمل في درك معناها، كما في مسألة ضمان القيمي بالقيمة في المقبوض في العقد الفاسد(2).

ترجمة المؤلف : راجع ترجمته في المصدر رقم «1» ، «إرشاد الأذهان ».

  • (1) المكاسب 3: 39، وراجع تحرير الاحكام 1: 164.
    (2) المكاسب 3: 254، وراجع تحرير الاحكام 2: 139 (كتاب الغصب).


صفحه 51

تذكرة الفقهاء

وهو واحد من الكتب الفقهية النفيسه والثمينة التي تركها العلاّمة الحلىّ، الحسن بن يوسف بن مطهّر، المتوفى عام (726 هـ)، الذي امتاز بباع طويل، ومهارة خاصّة في المباحث الفقهية.

ويعتبر الكتاب من الكنوز الفقهية الفريدة في الفقه الاستدلالي المقارن، وهو أكبركتاب صنّف في هذا المجال.

خرج منه من أول كتاب الطهارة إلى كتاب النكاح، وأمّا الأجزاء الاُخرى فالظاهر أنها قد خرجت من قلمه الشريف، ولكن لم تصل إلينا، أو على الأقل حتّى أواخر كتاب الميراث، كما تشير إلى ذلك جملة من الأدلة الواضحة، لعلّ أهمها ما ذكره ولده محمّد المعروف، بفخر المحققين، في كتابه إيضاح الفوائد، حيث قال في آخر شرحه لإرث الزوج:

«قد حقق والدي هذه المسألة وأقوالها في كتاب التذكرة»(1).

ويقوي ماذكرناه، انّ العلامة الحلّي قد ذكر فى آخر ما وصلنا من التذكرة :

«تمّ الجزء الخامس عشر من كتاب تذكرة الفقهاء على يد مصنّفها الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي في سادس عشر من ذي الحجة سنة

  • (1) ايضاح الفوائد 4: 242.


صفحه 52

عشرين وسبعمائة بالحلّة، ويتلوه الجزء السادس عشر المقصد الثالث في باقي أحكام النكاح»(1).

حيث يظهر لنا من هذه العبارة انّ المصنّف كان في نيته ان يتمّ هذا الكتاب عاجلاٌ ولا يتركه ناقصاٌ.

على أيّ حال، يحتمل انّ ما تبقى من كتاب التذكرة، امّا قد تلف ولم يصل إلينا، أو أتمّه المصنّف ولكن لم يخرج من المسودة، فضاع من دون أن يصل إلى يد النسّاخ.

وقد وصف العلاّمة كتابه هذا في أول الكتاب قائلا:

«قد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم بتذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء، وذكر قواعد الفقهاء على أحق الطرائق، وأوثقها برهاناً، وأصدق الأقاويل وأوضحها ـ الى أن قال ـ وأشرنا في كلّ مسألة الى الخلاف، واعتمدنا في المحاكمه بينهم طريق الانصاف»(2).

ولا يخفى على المتتبع لاسلوب كتاب التذكرة أن المؤلف اعتمد في نقل الأقوال وشرح بعض المباحث الفقهية على بعض الموسوعات الفقهية الاخرى مثل: كتاب فتح العزيز للرافعي، والمغني والشرح الكبير لابني قدّامة، والمجموع للنووي.

كما انّه نقل العديد من الآراء الفقهية الخاصة من كتابي: الخلاف لشيخ الطائفة الطوسي، والمعتبر لخاله المحقق الحلّي.

  • (1) تذكرة الفقهاء 2: 661 (الطبعة الحجرية).
    (2) تذكرة الفقهاء 1: 4.


صفحه 53

التذكرة والمكاسب

لقد تصدّر كتاب التذكرة قائمة الكتب التي شكلت المواد الأساسية لأبحاث الشيخ الأنصاري، حيث أكثر من الرجوع إلى هذا المصدر الفقهي القيّم. مصرّحاً باسمه في أكثر من ثلاثمائة مرّة في أبحاث المكاسب.

ناهيك عن الموارد التي ذكرها الشيخ، والذي لم يصرّح فيها بالمصدر «التذكرة»، أو بمؤلفها، بل نقل المطلب أو القول تحت عنوان: «صرّح به جماعة» أو «عن غير واحد»، والذي يكون منهم العلاّمة الحلىّ في التذكرة، كما في بحث المكاسب المحرّمة في مسألة(1): حفظ كتب الضلال.

فنرى أنّ تذكرة الفقهاء للعلاّمة لا تنفك عن أبحاث الشيخ في مكاسبه، من البداية وحتّى النهاية.

وكان ينقل اجماعات التذكرة في ضمن أبحاثه ومسائله (2).

بل كان أحياناً يستظهر عدم ثبوت الإجماع مستنداً في ذلك إلى التذكرة(3).

وامّا نقل الأقوال والمطالب فهي كثيرة، فنراها موزعة في أغلب مسائل المكاسب.

والمهم هنا أن نشير إلى كيفية تعامل الشيخ الأنصاري مع الأقوال والعبارت المنقولة عن التذكرة :

  • (1) المكاسب 3: 235، وراجع تذكرة الفقهاء 1: 582.
    (2) كما في بحث البيع في مسألة: اعتبار الماضوية في العقد، وكذلك في مسألة بطلان عقد الصبى، وغيرهما. راجع المكاسب 4: 16، وراجع تذكرة الفقهاء 2: 73 المقصد الرابع في الحجر.
    (3) كما في مبحث شروط المتعاقدين في مسألة البلوغ .انظر المكاسب 3: 279، وراجع تذكرة الفقهاء 2: 80.


صفحه 54

فكان الشيخ يستدل لها ويوجهها أحياناً، كما في مسألة(1): اثبات خيار الغبن بما جاء من الآيات والروايات. فقد وجّه الشيخ كلام العلاّمة،ثم استدلّ له، وبعد ذلك ناقشه.

وتارة اُخرى كان الشيخ يقوّي ما اختاره العلامة من قول في المسألة، بعد توضيح ونقاش، كما في مبحث مسقطات خيار التأخير في الفرع(2) الثالث: في بذل المشتري للثمن بعد الثلاثة.

واحياناً اُخرى كان يستشكل على استدلال العلاّمة في التذكرة، ولا يوافقه في الرأي وينقده، كما في مبحث أحكام الخيار في مسألة(3): هل المبيع يملك بالعقد أو يتوقف على انقضاء الخيار؟

وكان الشيخ بعد أن ينقد المسألة ويستشكل عليها، يشرع في طرح استدلاله ورأيه في ذلك; مستفيداً من طاقته الخلاّقة في كيفية عرض الاستدلالات الفقهية.

أضف إلى ما ذكرناه، كان الشيخ يستعين في عدّة موارد في نقل أقوال التذكرة; لتكملة بحثه، أو اشباع المادة العلمية للمسائل المطروحة.

وأمّا كيفية نقل الأقوال والمطالب عن التذكرة- مباشرة أو حكاية ـ فكان يتم من دون اختلاف أو مع اختلاف قليل، بل كان يحصل احياناً النقل بالمعنى، وهذا ما يحتاج إلى الدقة والتأمل عند الرجوع إلى المصدر وملاحظة المطلب فيه.

ترجمة المؤلف: راجع ترجمته في المصدر رقم «1»:، «إرشاد الأذهان ».

  • (1) لاحظ المكاسب 5: 158، انظر تذكرة الفقهاء 1: 522.
    (2) راجع المكاسب 5: 234، وانظر تذكرة الفقهاء 1: 523.
    (3) المكاسب 6: 168، وراجع تذكرة الفقهاء 1: 499.


صفحه 55

تلخيص الخلاف

للشيخ مفلح الصيمري، فهو تلخيص الخلاف وخلاصة الاختلاف ـ كما أشار المؤلف إليه في المقدمة ـ لقد لخص فيه كتاب الخلاف للشيخ الطوسي، واختار المعتمد عنده في كلّ مسألة، مع ذكر موارد الإجماع دون الروايات; لأنّ الغرض من ذلك معرفة مذاهب الإسلام، ومعرفة مسائل الإجماع، وما وقع فيه من النزاع.

قال صاحب الذريعة: «لقد كتب المصنف في اجازته بخطه لتلميذه على ظهر «القواعد» تاريخها (873 هـ)، وذكر تصانيفه ومنها «التلخيص»، وينقل عنه صاحب الجواهر في كتاب الذبائح وغيره»(1).

والكتاب مطبوع في ثلاثة أجزاء من قبل مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم عام 1408 هـ، بتحقيق السيد مهدى الرجائي.

تلخيص الخلاف والمكاسب

لقد نقل الشيخ الأنصاري عن «تلخيص الخلاف» بشكل محدود، والتي تمثلت في ثلاثة موارد. صرّح فيها بالمصدر «تلخيص الخلاف» في مورد واحد

  • (1) انظر الذريعة 4: 422 برقم 1861.


صفحه 56

فقط، وذلك في مبحث عدم جواز بيع الوقف(1)، عند استعراضه لعبائر الفقهاء في هذا الموضوع.

وذكر في الموردين الآخرين اسم المؤلف «الصيمري»، بدلا من اسم المصدر.

أحدهما: عند كلامه حول الإكتساب بالأعيان النجسة، في مسألة: بيع كلب الماشية والحائط(2)(3).

وثانيهما: عند كلامه حول صور جواز بيع أمّ الولد(4).

هو الشيخ مفلح بن الحسن بن رشيد (راشد) بن صلاح الصّيمري(6)، أحد علماء الامامية الكبار.

كان فاضلاً، محققاً، فقيهاً.

برع في الفقه، وصنف فيه وأجاد ودونت فتاويه في كتب الفقهاء، كمالمقابيس، والجواهر، ومفتاح الكرامة، وغيرها.

  • (1) المكاسب 4: 50، وانظر تلخيص الخلاف 2: 221.
    (2) وهو البستان والزرع.
    (3) راجع المكاسب 1: 55، وانظر تلخيص الخلاف 2: 79 مسألة 271.
    (4) راجع المكاسب 4: 147، وانظر تلخيص الخلاف 2: 96، مسألة 18.
    (5) مصادر الترجمة: أمل الامل 2:324، رياض العلماء 5:251، روضات الجنات 7: 167 أنوار لبدرين :74، أعيان الشيعة 10: 133، الأعلام 7:281، موسوعة طبقات الفقهاء 9:282 برقم 3055.
    (6) نسبة الى صَيْمَرة: موضع بالبصرة على فم نهر مَعقل. معجم البلدان 3:429.


صفحه 57

تلمّذ عند الفقيه أحمد بن محمد بن فهد الحلي (المتوفى 841 هـ).

سكن قرية سلماباذ في البحرين، ثمّ غادرها، وبعد ذلك عاد اليها.

ومن أبرز تلامذته ابنه الفقيه الحسين بن مفلح (المتوفى 933 هـ).

وله شعر كثير منه قصائد رائعة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، واشعار في رثاء الامام الحسين (عليه السلام) .

له مصنفات، منها:

غاية المرام فى شرح شرائع الاسلام، تلخيص الخلاف (الكتاب مورد البحث)، كشف الالتباس فى شرح موجز أبي العباس (يعني أبا العباس ابن فهد الحلي)، التنبيهات في الارث والتوريثات، التنبيه على غرائب الصدوق، مختصر الصحاح، رسالة تحت عنوان «جواهر الكلمات فى العقود والايقاعات»، ورسالة في تكفير قرقور.

لم تحدد سنه وفاته بالضبط، ولكنه توفي في حدود سنة «880 هـ» تخميناً، ودفن في قريته «صيمرة».


صفحه 58

التنقيح الرائع في شرح الشرائع

للفاضل المقداد السيوري، وهو شرح لكتاب المختصر النافع للمحقق جعفر بن الحسن الحلّي (المتوفي 676 هـ).

والتنقيح شرح تام من الطهارة إلى الديات، ابتدأ فيه بمقدمة نافعة، في تعريف الفقه، وتحصيله، والأدلة العقلية، والعمل بالخبر الواحد وأقسامه، وتفسير الأشهر والأظهر والأشبه، وغير ذلك من مصطلحات المصنف(1).

وتوجد نسخ خطية متعددة لهذا الكتاب، كما وتوجد نسخة ثمينة في عصر المؤلف موجودة في المكتبة الرضوية(2).

طُبع الكتاب في أربعة أجزاء، من قبل مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم عام 1404 هـ ، بتحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري.

التنقيح الرائع والمكاسب

ورد التصريح باسم هذا المصدر الفقهي، في ما يقارب من ثلاثين موضعاً في

  • (1) انظر التنقيح الرائع 1: 5 ـ 15.
    (2) انظر الذريعة 4:464.


صفحه 59

مكاسب الشيخ الانصاري.

وفى ثلاثة مواضع اُخرى لم يصرّح الشيخ فيها الشيخ بالمصدر، بل صرّح باسم مؤلفه، وذلك في :

مبحث المكاسب المحرّمة في مسألة(1) الاكتساب بالأعيان النجسة.

وفي مبحث البيع في مسألة(2): الاكتساب بغير الدهن من المتنجسات.

وفي مبحث البيع أيضاً في مسألة(3): الموالاة بين الإيجاب والقبول في العقد ، عبّر عنه في الموضع الأول والثاني بـ «الفاضل المقداد»، وفي الموضع الثالث بـ «الشيخ المقداد».

لقد نقل الشيخ أقوال صاحب التنقيح الرائع وكلما ته، في عدّة مواضع من أبحاثه ومسائله(4).

وكان أيضاً ينقل استدلالاته ويناقشها(5).

اضف إلى ما ذكرناه، لقد نقل الشيخ عنه الإجماع في عدّة موارد، كما في مسألة(6): حرمة المعاوضة على الدم النجس.

  • (1) المكاسب 1: 97، وراجع التنقيح الرائع 2: 5.
    (2) المصدر السابق 1: 92، وراجع التنقيح الرائع 2: 5.
    (3) المصدر السابق 3: 157، وراجع التنقيح الرائع 2: 24.
    (4) كما في مسألة جواز بيع الآبق مع الضميمة. انظر المكاسب 4: 201، وراجع التنقيح الرائع 2: 30.
    (5) كما في مسألة: صور جواز بيع الوقف. راجع المكاسب 4: 90، وانظر التنقيح الرائع 2: 330.
    (6) المكاسب 1: 27، وانظر التنقيح الرائع 2: 5.


صفحه 60

وكذلك الشهرة، كما في مسألة(1): الكهانه.

هو الشيخ جمال الدين المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محّمد السيوري الحلّي النجفي ، المعروف بالفاضل المقداد، وبالفاضل السيوري.

كان من العلماء، الفضلاء، المتكلمين، المحققين.

تلمذ على الفقيه الشهيد الأول ، محمّد بن مكّي العاملي (المتوفى 786 هـ)، فأخذ عنه العلم وروى عنه، وسأله عن مسائل في الفقه، فأجاب عنها شيخه; فسُمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بـ «المسائل المقدادية».

وكان الفاضل السيوري قد قطن النجف الأشرف، وأنشأ فيها مدرسة دينية .

قال الحسن بن راشد الحلّي في وصف استاذه الفاضل المقداد، مالفظه:

«كان جهوري الصوت، ذرب اللسان، مفوّهاً في المقال، متقناً لعلوم كثيرة، فقيهاً، متكلّماً، أُصوليّاً، نحوياً، منطقياً، صنّف وأجاد »(3).

وأمّا تلامذته والراوون عنه، نذكر بعضهم، وهم:

أحمد بن فهد الحلّي، والحسن بن راشد الحلّي، وظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العاملي، وعلي بن الحسن بن علالة، ومحمّد بن شجاع القطان، ورضي الدين عبد الملك بن إسحاق الفتاني، وزين الدين علي التوليتي العاملي، وغيرهم.

  • (1) المكاسب 2: 34، وانظر التنقيح الرائع 2: 13.
    (2) مصادر الترجمة: أمل الآمل 2: 325، رياض العلماء 5: 216، روضات الجنات 7: 171، لؤلؤة البحرين: 172، أعيان الشيعة 10: 134، الفوائد الرضوية: 666، ماضي النجف وحاضرها 1: 125، موسوعة طبقات الفقهاء 9: 284 برقم 3056.
    (3) موسوعة طبقات الفقهاء 9: 285.

صفحه 61

وللفاضل المقداد كتب متعددة مفيدة ونافعة، منها:

كنز العرفان في فقه القرآن (مطبوع في جزءين)، التنقيح الرائع لمختصر الشرائع (الكتاب مورد البحث)، نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية للشهيد الأول (مطبوع)، جامع الفوائد في تلخيص القواعد، نهاية المأمول في شرح مبادىء الأصول، الأربعون حديثاً، آداب الحجّ، إرشاد الطالبين في شرح نهج المسترشدين في اصول الدين للعلاّمة الحلّي (مطبوع)، تفسير مغمضات القرآن، اللوامع الالهية في المباحث الكلامية (مطبوع)، الانوار الجلالية في شرح الفصول «القيصرية» في الكلام لنصير الدين الطوسي، وغيرها.

توفى الفاضل المقداد في النجف الأشرف ، ودُفن فيها عام 826 هـ .

صفحه 62

جامع الشّتات

وهو عبارة عن أجوبة المسائل الفقهيّة، التي جُمعت واُودعت في كتاب تحت عنوان «جامع الشتات»، و متنه باللغة الفارسية والعربية.

جاء في كتاب الذريعة في ترجمة الكتاب: «فيه ما صدرت منه (الميرزا القمي) أجوبة المسائل بالفارسية أو العربية المتفرقة وبعض رسائل مستقلة له، وقد جمعها غيره ورتبها على بابين:

أولهما : في العقائد الدينية والمسائل الكلامية، وفيه الردّ على الصوفية، والطعن على بعض مشايخهم... وغير ذلك من عقائد اليونانيين.

والباب الثاني : في الأحكام الشرعية على ترتيب الكتب الفقهية، مبتدءاً بمسائل التقليد، ثمّ من الطهارة إلى الديات...»(1).

  • (1) الذريعة 5:59.

صفحه 63

في بحث البيع الفضولي(1)، في مسألة لو باع صاعاً من صبرة فهل ينزل على الكسر المشاع أو الكلي في المعين؟(2) وفي خيار الشرط(3)، وخيار الغبن (في موضعين)(4)، وفي بحث شروط صحة الشرط(5)، وفي أحكام الخيار(6).

ولقد اهتم الشيخ الأنصاري في ما نقله عن المحقق القمي في الموارد المذكورة، فناقشه في بعضها.

جامع الشتات والمكاسب

هو المحقق الفقيه والاُصولي البارع، الميرزا أبوالقاسم بن محمّد حسن بن

  • (1) المكاسب 3: 378، في المسألة الثالثة (في صورة بيع الفضولي لنفسه).
    (2) المكاسب 4: 209، ناقش الشيخ الأنصاري هنا ما أفاده المحقق القمي في المسألة.
    (3) راجع المكاسب 5: 142، في مسألة: ما اذا كان الشرط هو ردّ المبيع إلى المشتري مع عدم التصريح ببدله، فامتنع الرد...
    (4) راجع المكاسب 5: 173 و 194، الموضع الأول في مسألة: ما اذا كان الغبن من الطرفين (البائع والمشتري)، ناقش الشيخ الانصاري هنا المحقق القمي، بعد أن نقل كلامه.
    والموضع الثاني في المسألة: التي تبحث حول تصرّف الغابن تصرّفاً مغيّراً للغبن، تنظر الشيخ هنا في جواب المحقق القمي.
    (5) المكاسب 6: 42، في مبحث شروط صحة الشرط، الاستثناء الرابع (ان لا يكون الشرط مخالفاً للكتاب والسنة).
    (6) المكاسب 6: 156.
    (7)مصادر الترجمة: روضات الجنات 5: 369 برقم 547، الكنى والألقاب 1: 142، معارف الرجال 1:49 برقم 22، اعيان الشيعة 2: 411، الذريعة 17: 202 برقم 1081، الأعلام 5: 183، موسوعة طبقات الفقهاء 13: 51 برقم 3944.

صفحه 64

نظر عليّ الجيلاني، المعروف بصاحب القوانين ، وبالميرزا القميّ.

كان فقيهاً، مجتهداً أُصوليّاً، كثير الاطّلاع، من كبار فقهاء الإمامية.

ولد سنة 1151هـ في جابلق من أعمال بروجرد، وتوفى سنة 1231هـ .

درس عند أبيه العلوم الأدبية.

وسافر إلى خوانسار، فأقام فيها عدّة سنين، تلمّذ خلالها على السيد حسين بن جعفر الخوانساري.

ثمّ ارتحل إلى العراق، فحضر مجالس ودروس زعيم عصره الوحيد البهبهاني في كربلاء، ولازمه مستفيداً من بحوثه في الفقه والاُصول مدّة طويلة، فاهتمّ به الوحيد لما وجد فيه من الاستعداد لتحصيل العلوم الدينية، إلى أن بلغ غاية من الغايات، وحصّل منه على إجازة.

وبعد ذلك عاد إلى إيران وتنقّل في بعض قراها ومدنها، ومارس هناك التدريس، ثمّ استقرّ في مدينة قم، عاكفاً على البحث والتصنيف والتدريس، وقد أذعن ببلوغه غاية الدقّة والتحقيق في الاُصول من عاصره وتأخّر عنه من المشائخ والفقهاء.

وكان كيّساً في دينه، مجانباً لهواه، مع ما كان عليه من الرئاسة الدينية في عصره وزمانه.

وقد تلمّذ عنده وروى عنه مجموعة من الفضلاء والفقهاء، منهم:

السيد محمّد باقر بن محمّد تقي الرشتي، والسيد أبوالقاسم الخوانساري، والسيد عبدالله شُبّر (صاحب التفسير) ومحمّد بن إبراهيم بن محمّد حسن الكلباسي، وأسد الله التستري (صاحب مقابس الأنوار)، الملاّ أحمد النراقي (صاحب المستند)، صهره أبوطالب القميّ، الشيخ أبوالقاسم الكاشاني، وغيرهم.

وصنّف رسائل جمّة، وكتباً قيّمة، منها:

القوانين المحكمة (طبع عدّة مرّات، وأصبح من الكتب الدراسيّة، وعُني في

صفحه 65

شرحه والتعليق عليه مجموعة من العلماء)، غنائم الأيّام (مطبوع) في الفقه، مناهج الأحكام (مطبوع) في الفقه، جامع الشتات (الكتاب مورد البحث)، مُرشد العوام في الفقه بالفارسية، معين الخواص في الفقه، رسالة في الزكاة والخمس، رسالة في صلاة الجمعة، رسالة في ميراث الزوجة، رسالة في الوقف، رسالة في ردّ الصوفية، رسالة في الشروط الفاسدة، رسالة في الطلاق، رسالة في قاعدة التسامح في أدلة السنن والكراهة، وغيرها.

وله ديوان شعر بالفارسية والعربية.

توفى في قم، ودفن في المقبرة القريبة من مرقد السيدة فاطمة بنت الامام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وقبره معروف هناك.

صفحه 66

الجامع للشرائع

للشيخ يحيى بن سعيد الحلّي، و هو يحتوي على أبواب الفقه كلّها من الطهارة إلى الديات، ذكره كلّ مَنْ ترجم للمترجم.

يمتاز الكتاب بالوضوح، والإيجاز، والشمول، والاسلوب الشيق.

و قيل في مدح هذا الكتاب الجليل :

ليس في الناس فقيه مثل يحيى بن سعيد *** صنّف الجامع فقهاً قد حوى كلّ ثِريد

وجاء ذكره في الذريعة، قال فيه:

«ونسخة الجامع التي عليها خط المؤلف و قد قُرئت عليه موجودة في مكتبة سيدنا الحسن صدرالدين في الكاظمية»(1).

و توجد أيضاً نسخة نفيسة من هذا الكتاب في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف.

الجامع للشرائع والمكاسب

تعرض الشيخ الأنصاري في مكاسبه إلى آراء ابن سعيد الحلّي وأقوا له، في

  • (1) الذريعة 5: 61.

صفحه 67

كتابه «الجامع للشرائع» في أكثر من عشرة مواضع. ومن المناسب أن نشير إلى العناوين التي عبّر فيها الشيخ عند نقله للمطالب عن المصدر المذكور:

العنوان الأول: صرّح فيه باسم المصدر تحت عنوان «جامع الشرائع»(1).

العنوان الثاني: اكتفى فيه بالإشارة إلى مؤلف الكتاب قائلا: «ابن سعيد» (2).

العنوان الثالث: قد ذكر فيه اسم المؤلف مع التصريح بالمصدر قائلا: «ابن سعيد في جامع الشرائع» (3).

العنوان الرابع: ذكر فيه اسم المؤلف «ابن سعيد» مع جملة «في الجامع» أي الجامع للشرائع (4).

العنوان الخامس: أشار فيه الشيخ إلى ما ذكره ابن سعيد في الجامع للشرائع ولكن لم يصرّح باسم المصدر ولا باسم المؤلف، بل حكى قولا عن الحليين السّتة (والمراد منهم: ابن سعيد الحلّي، وابن إدريس، والمحقّق الحلّي، والعلاّمة، وولده

  • (1) كما في مبحث خيار التأخير في مسألة: لو اشترى المشتري يفسد من يومه...). راجع المكاسب 5:243، وانظر الجامع للشرائع: 347.
    (2) كما في مبحث حكم الشرط الفاسد في مسألة: هل الشرط الفاسد لغير اخلاله بالعقد مفسد للعقد أم لا؟ انظر المكاسب 6:90، وراجع الجامع للشرائع: 272.
    (3) كما في أحكام الخيار في مسألة: هل يجوز تصرّف ذي الخيار تصرّفاً يمنع من استرداد العين. انظر المكاسب 6:144، وراجع الجامع للشرائع: 248.
    (4) كما في مبحث أحكام الخيار، في مسألة: هل المبيع يملك بالعقد ـ كما هو المشهور ـ أو يتوقف على انقضاء الخيار؟ راجع المكاسب 6:164، وانظر الجامع للشرائع: 248.ومن الجدير بالذكر: طرح الشيخ الأنصاري مبنى ابن سعيد الحلّي ومختاره في هذه المسألة، وهو أن المبيع يملك بالعقد وانقضاء الخيار ـ خلافاً للمشهور ـ وأشار الشيخ الى رأي ابن سعيد هذا في أكثر من موضع في مبحث أحكام الخيار.

صفحه 68

فخر المحققين، وابن فهد الحلّي)، وذلك في مسألة(1): اختصاص خيار الحيوان بالمشتري.

العنوان السادس: عبّر فيه عن المصدر بـ «الجامع» فقط (أي الجامع للشرائع)، وهذا العنوان تكرر في عدّة مواضع(2).

ومن الجدير بالذكر: ان هذا العنوان الأخير «الجامع» استفاد منه الشيخ الأنصاري للتعبير عند نقله المطالب عن «جامع المقاصد» أيضا، لذا ينبغي ملاحظة ذلك.

على سبيل المثال نشير الى موضع منها، كما في مبحث خيار الغبن عندما ناقش الشيخ ما استدل به على عدم سقوط الخيار مع البذل.

فقال ما لفظه: «ومن هنا ظهر الخدشة في الإيضاح والجامع»(3) فههنا المراد من «الجامع» هو «جامع المقاصد» وليس «الجامع للشرائع».

  • (1) انظر المكاسب 5:85، وراجع الجامع للشرائع: 247 و261.
    (2) كما في مبحث شروط العقد، في مسألة: ألفاظ القبول في العقد. راجع المكاسب 3:133 ـ 134، وانظر الجامع للشرائع: 246.
    (3) المكاسب 5:163، وانظر جامع المقاصد 4:294 ـ 295.

صفحه 69

هو يحيى بن أحمد بن يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد الهُذلي الحلّي، المشهور بيح يى بن سعيد، و بيح يى بن أحمد بن سعيد، من الفقهاء الكبار.

كانت ولادته عام 601 هـ .

ويعتبر من الفقهاء المحققين والأعلام المجتهدين.

أخذ عن جماعة من كبار الفقهاء والرواة، منهم:

أبوه أحمد، و ابن عمّه جعفر بن الحسن المعروف بالمحقق الحلّي صاحب كتاب الشرائع، و محمّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي، والسيد محمّد بن عبدالله بن علي بن زهرة الحلبي، و غيرهم.

روى عنه: الحسن بن يوسف بن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي، و السيد الحسن بن علي بن محمّد الحسيني المعروف بابن الأبزر، والسيد عبدالكريم بن طاووس، وولده محمّد بن يحيى، وعلي بن الحسين بن حمّاد الليثي الواسطي، و جلال الدين أبو محمد الحسن بن نما الحلّي، والسيد شمس بن محمد بن أبي المعالي، والعالم الزاهد جلال بن محمّد بن علي بن طاووس، و غيرهم.

وقالوا في حقه كلمات المدح والثناء والتي تدلل على علوّ شأنه و منزلته:

قال الحسن بن علي بن داود الحلّي:« (و هو) شيخنا الإمام العلاّمة الورع القدوة كان جامعاً لفنون العلوم الأدبية والفقهية والاُصولية، و كان أورع الفضلاء، له

  • (1) مصادر الترجمة: رجال ابن داود: 371، بغية الوعاة 2: 331 برقم 2108، جامع الرواة 3: 324، رياض العلماء 5: 334، أمل الآمل 2: 346 برقم 1070، الفوائد الرضوية 709، أعيان الشيعة 10: 288، الأعلام 8: 135، موسوعة طبقات الفقهاء 9: 296 برقم 2636.

صفحه 70

تصانيف جامعة للفوائد». (1)

وقال الذهبي: «(إنّه) لغوي، أديب، حافظ للأحاديث، بصير باللغة والأدب». (2)

وله عدّة تصانيف قيّمة، منها:

الجامع للشرائع ـ الكتاب مورد البحث ـ (مطبوع)، المدخل في الفقه، قضاء الفوائت، الفحص والبيان عن أسرار القرآن، كشف الالتباس عن نجاسة الأرجاس، آداب السفر، ونزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر (مطبوع).

توفى سنة 689 هـ . أو 690 هـ .

  • (1) رجال ابن داوود: 202، برقم 1692.
    (2) بغية الوعاة 2: 331، برقم 2108.

صفحه 71

جامع المقاصد في شرح القواعد

كتاب جامع المقاصد للمحقق الكركي، في شرح كتاب «القواعد» للعلاّمة الحلّي، المتوفى عام (726 هـ)

والكتاب من الكتب الفقهية المهمّة والمصادر القيّمة، التي يعوّل عليها الفقهاء في استنباط الأحكام، وتنطوي أهميّته على عدّة عوامل، قد يكون من أبرزها ما تميّزت به عبارة المؤلف من متانة علمية، ورصانة فقهية، بحيث فرضت نفسها على عدم الاستغناء عن هذا الكتاب. ومن جهة اُخرى ما يحتلّه متن الكتاب ـ قواعد الأحكام ـ من مكانة مرموقة وساميّة ضمن الكتب الفقهية ، التي يعتمد عليها العلماء في دراستهم للمتون الفقهية.

فقد تناوله عشرات من فطاحل العلماء، وأساطين الفقه، بالشرح والتعليق والتحقيق.

ومن جملة ذلك ـ على سبيل المثال ـ كتاب «جامع المقاصد»، وهو من أهمّ تلك الشروح، فهو عبارة عن موسوعة فقهية ذات قيمة عالية لا يمكن الاستغناء عنها.

وقد حكى الشيخ عباس القمّي عن شيخه الميرزا النوري، انّ صاحب الجواهر ـ فقيه عصره ـ قال :

صفحه 72

«من كان عنده جامع المقاصد والوسائل والجواهر، لا يحتاج بعدها إلى كتاب آخر; للخروج من عهدة الفحص الواجب على الفقيه في آحاد المسائل الفرعية»(1).

وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة:

«وهو (جامع المقاصد) شرح لم يعمل قبله أحد مثله، فيه تحقيقات حسنة، وتدقيقات لطيفة، خال من التطويل والإكثار»(2).

ولقد تصدّى المحقق الكركي لشرح كتاب قواعد الأحكام، من البداية وإلى منتصف كتاب النكاح، ولم يتمّه; وكان هذا هو السبب الذي دفع الفاضل الهندي ـ صاحب كتاب كشف اللثام ـ للشروع في شرح «القواعد » من كتاب النكاح.

طُبع جامع المقاصد محققاً في 13 جزءاً ، من قبل مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث، وذلك عام 1414 هـ

جامع المقاصد والمكاسب

لقد أكثر الشيخ الأنصاري من نقل الأقوال والمطالب العلمية عن هذا المصدر، حيث بلغ ذلك أكثر من مأتين وخمسين مرّة.

فكان يصرّح تارة باسم المصدر قائلا:«جامع المقاصد»(3)، وتارة اٌخرى يُشير إلى مؤلفه، قائلا:«المحقق الثاني»(4).

  • (1) الكنى والألقاب 3: 134، في ترجمة المحقق الكركي.
    (2) أعيان الشيعة 8: 210.
    (3) كما في المكاسب 1: 99، في مسألة الاكتساب بالأعيان النجسة.
    (4) كما في المكاسب1: 55، في مسألة بيع كلب الماشية والحائط.

صفحه 73

أو كان يقرنه مع الشهيد الثاني، قائلا: «المحقق والشهيد الثانيان»(1) وذلك لوحدة قولهما وتقاربه، كما حصل ذلك في عدّة موارد في المكاسب.

ومرّة اُخرى كان يصرّح باسم المصدر ولقب المؤلف معاً، قائلا:«المحقق الثاني في جامع المقاصد»(2).

وأيضاً نشاهد أن الشيخ قد اختصر في تعبيره عن المصدر بكلمة «الجامع»(3)، وهذا ما ورد في عدّة مواضع من المكاسب، والذي وقع في ذلك الخلط للبعض، بأنّ المراد به «الجامع للشرائع» لابن سعيد الحلّي; لأنّ الشيخ كان يعبّر بهذا العنوان عنه أيضاً (كما أشرنا إلى ذلك في محلّه)(4).

وهناك أيضاً موارد نادرة عبّر فيها الشيخ عن المصدر بـ «شرح القواعد» (5)، وعن مؤلفه بـ «المحقق الكركي»(6).

هذه كانت نظرة إجمالية حول العناوين التي كان يستخدمها الشيخ الأنصاري في تعبيره عن «جامع المقاصد»، في نقل الأقوال والمطالب العلمية.

ومن الجدير بالذكر: انّ استفادة الشيخ من هذا المصدر امتازت بالتنوع، بحيث نلاحظ انّه كان ينقل عنه الاجماعات تارة، كما في مسألة(7): حرمة التكسّب

  • (1) كما في المكاسب 3: 343، في شروط المتعاقدين، في مسألة: اذن السيد لو كان العاقد عبداً.
    (2) كما في المكاسب 4: 315، في مسألة بيع المجهول منضماً إلى المعلوم.
    (3) المكاسب 4:294
    (4) راجع البحث حول «الجامع للشرائع».
    (5) راجع المكاسب 2:25، وانظر جامع المقاصد 4:58.
    (6) المكاسب 4: 85.
    (7) المكاسب 2: 125، وراجع جامع المقاصد 4: 37.

صفحه 74

بالواجبات، في التنبيه الأول المذكور بعد مسألة ما يأخذه السلطان باسم الخراج والزكاة، وغيرهما.

أو التعاريف تارة اُخرى، كما في تعريف: التنجيم(1) والتشبيب(2).

أو ينقل أقوال المحقق الثاني وآراء ه ، كما ورد ذلك في موارد كثيرة، موزعة على مباحث المكاسب.

وكذلك كان ينقل ماذكره المحقق الثاني في جامع المقاصد، عن حواشي الشهيد على القواعد .

ومن الاُمور الاُخرى التي من المناسب أن نلمح إليها، هي انّ الشيخ كان يُشير إلى اعتراضات صاحب جامع المقاصد على قول العلاّمة ـ عند الضرورة ـ في بعض الموارد، كما في بحث المكاسب المحرّمة في مسألة التورية.

وأيضاً كان ينبّه ـ ان استلزم الأمر ـ إلى كلام المحقق الثاني في جامع المقاصد، وكلامه في حاشية الإرشاد، كما في مبحث المكاسب المحرّمة في مسأل ة التصوير(3).

أو كان يقارن بين كلام جامع المقاصد، وبين غيره من المصادر ويشير إلى التفاوت الموجود في الرأي، كما في مبحث أحكام المقبوض بالعقد الفاسد، في قاعدة ما يضمن بصحيحه يضمن في فاسده(4).

وايضاً من الاُمور التي نوّد ان نشير إليها: انّ الشيخ كان أحياناً يكتفي بنقل آراء صاحب جامع المقاصد وأقواله; وذلك لتكملة بحثه واشباع الكلام بالمسألة من

  • (1) المكاسب 2: 201، وانظر جامع المقاصد 4: 31.
    (2) المصدر السابق 2: 177، وراجع جامع المقاصد 4: 28.
    (3) المكاسب 1: 190.
    (4) المكاسب 3: 193.

صفحه 75

الناحية العلمية.

وأحياناً اُخرى كان يتصدّى للمناقشة والنقد، كما في مبحث شروط المتعاقدين في مسألة(1) الإجازة والرّد في البيع الفضولي.

ومرّة اُخرى كان يستحسن كلام المحقق الثاني كما في مسألة: حفظ كتب الضلال(2).

أو يستصوبه ويؤيده كما في مبحث البيع في مسألة(3): بيع بعض من جملة متساوية الأجزاء.

هو علي بن الحسين بن محمّد بن عبد العالي، وجه من وجوه الطائفة الإمامية، ومروّج مذهبها في عصره، فقيه كبير، الملّقب تارة بالشيخ العلائي، واُخرى بالمحقق الثاني، والمعروف أيضاً بالمحقق الكركي.

ولد في بلدة كرك نوح في لبنان سنة 868 هـ .

درس الفقه في بلده على شيوخ العلم في زمانه، كالشيخ علي بن هلال الجزائري، واختصّ به، وقرأ عليه الفقه والاُصول والمنطق.

  • (1) المكاسب 3: 413، وانظر جامع المقاصد 6: 331.
    (2) المكاسب 1: 237.
    (3) المصدر السابق 4: 252، وراجع جامع المقاصد 4: 252.
    (4) مصادر الترجمة: رياض العلماء 4: 115، لؤلؤة البحرين: 151، روضات الجنات 4: 360، الكنى والألقاب 3: 161، هدية الأحباب: 236، الذريعة 5: 72، أعيان الشيعة 8: 208، الأعلام 4: 299، 281، موسوعة طبقات الفقهاء 10: 163 برقم 3187.

صفحه 76

ولكنّه كان طموحاً لا يشبع من العلم، فخرج طالباً لعلوم الفرق الإسلامية الاُخرى، فهاجر إلى مصر لدراسة الفقه على المذاهب الاُخرى، فأخذ هناك عن علمائها، وحصّل الإجازات من شيوخها بالرواية .

وقصد العراق في نحو (909 هـ)، وأقام بالنجف الأشرف مدة من الزمن يفيد ويستفيد، حتّى صار نادرة زمانه، ووحيد أوانه.

ثمّ ارتحل إلى ايران، واتصل بالسلطان الصفوي، فعرف قدره، وأكرمه; لِما كان عليه من المكانة العلمية، وعينّه حاكماً للاُمور الشرعية لجميع بلاد ايران، فأحسن التدبير في القيام بوظائف المرجعية الدينية، فنشر العلم، وأسس المدارس، ووضع الاُسس الشرعية الدستورية للدولة الصفوية، وأصبح صاحب الكلمة المسموعة في إيران.

ولقد ترجم للشيخ مَنْ جاء بعده، وأطروه وأثنوا عليه، ووصفوه بألفاظ التبجيل والتعظيم، فنشير إلى بعضها:

قال عنه الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة:

«الإمام، المحقق، نادرة الزمان، ويتيمة الأوان، الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي »(1).

قال السيد التفريشي:

«شيخ الطائفة، وعلامة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير العلم، نقي الكلام، جيّد التصانيف، من أجلاّء هذه الطائفة »(2).

وله مؤلفات كثيرة قيّمة جلّها رسائل وحواشي ، منها:

جامع المقاصد في شرح القواعد (الكتاب مورد البحث)، الرسالة الخراجيّة

  • (1) روضات الجنّات 4: 361.
    (2) نقد الرجال 3:276 برقم 362.

صفحه 77

(قاطعة اللجاج في تحقيق الخراج)، الرسالة الرضاعية، رسالة الجمعة، رسالة في العدالة، رسالة في الحجّ، الرسالة الجعفرية في فقه الصلاة، رسالة في صيغ العقود والإيقاعات، رسالة في أقسام الأرضين، حاشية على كتاب شرائع الإسلام، حاشية على كتاب إرشاد الأذهان، حاشية على كتاب الذكرى للشهيد الأول، نفحات اللاهوت، وغيرها.

ومن النشاطات العلميّة التي تُذكر للمحقق الكركي، هي تربيته لعدد كبير من التلامذة، فتخرج من درسه جمع كثير من العلماء.

ولقد أهتم الكركي بشكل ملحوظ، في تربية الأشخاص الذين يمكنهم نشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وبالخصوص عندما أخذ على عاتقه تطبيق البرنامج العلمي الإصلاحي الذي رسمه عند دخوله إيران، وإشرافه على الشؤون الدينية في كافة أنحاء الدولة الصفوية، فكان يدعو علماء لبنان للتوجه إلى ايران والقيام بالواجب الديني الكبير.

ومن جملة تلامذته والراوين عنه:

إبراهيم الميسيّ، وإبراهيم الخوانساري، وأبو المعالي الاسترآبادي، وأسد الله التُستري، وأحمد الجامعي، وبابا شيخ علي، وجابر العاملي، وغيرهم(1).

توفى المحقق الكركي عام 940 هـ.

  • (1) انظر حياة المحقق الكركي (حياته العلمية) 2: 121 وما بعدها.

صفحه 78

الجعفرية

في الصلاة ومقدماتها من الطهارات وسائر الواجبات والمندوبات للشيخ علي بن الحسين بن محمّد بن عبد العالي الكركي، المعروف بالمحقق الثاني ، صاحب كتاب «جامع المقاصد» المتوفى عام 940 هـ، ألفها للأمير جعفر النيسابوري; لذا سمّاها بالجعفرية، إجابة لطلبه.

وقد حضيت هذه الرسالة بشهرة كبيرة بين العلماء، فقام بشرحها والتعليق عليها عدد منهم، كما وترجمها آخرون.

وقد جعلها المصنف في مقدمة، وأبواب أربعة، وخاتمة.

أمّا المقدمة: فذكر فيها تعريف الصلاة لغة وشرعاً، وما ورد من بعض التعاريف في ذلك، مع ذكر نبذة مختصرة حول اُصول الدين. وذكر أيضاً طريقة معرفة أحكام الصلاة.

وأمّا الأبواب: فالأول في الطهارة، والثاني في مقدمات الصلاة، والثالث في أفعالها، والرابع في التوابع.

ثمّ ذكر الخاتمة: وهي في باقي الصلوات.

وعليها عدّة شروح وتعليقات(1).

  • (1) راجع الذريعة 5:111-110.

صفحه 79

طُبعت هذه الرسالة القيّمة عدّة طبعات ، ولها نسخ خطيّة كثيرة، وأخيراً طُبعت محققة في ضمن موسوعة حياة المحقق الكركي، للشيخ محمد الحسّون.

الجعفرية والمكاسب

ورد ذكر هذا المصدر في موضع واحد فقط; وذلك في بحث المكاسب المحرمة عندما تعرّض الشيخ لذكر رأي بعض الفقهاء في مسألة حرمة اللهو(1).

المؤلف: راجع ترجمته فى المصدر رقم « 12»، «جامع المقاصد».

  • (1) راجع المكاسب 2:42، وانظر الرسالة الجعفرية (رسائل المحقق الكركي) 1:123.

صفحه 80

جواهر الفقه

وهو كتاب فقهي اقتصر فيه مؤلفه القاضي ابن البرّاج على ذكر الفتيا، ولعلّ هذا الكتاب رسالة عملية لمن كان يرجع إليه.

وقد أورد المصنف فيه المسائل المستحسنة المستغربة، والأجوبة الموجزة المنتخبة.

وهو عبارة عن مسألة وجواب.

طُبع الكتاب محققاً في مجلد واحد، وذلك من قبل مؤسسة النشر الاسلامي في قم، بتحقيق الشيخ إبراهيم البهادري.

جواهر الفقه والمكاسب

نقل الشيخ الأنصاري عن جواهر الفقه في مكاسبه في أربعة مواضع، مشيراً فيها إلى أقوال القاضي في المسائل التي كان قد طرحها الشيخ في ضمن أبحاثه، والمواضع هي كالآتي:

الموضع الأول: في مبحث شروط المتعاقدين، في مسألة بيع العبد المسلم من الكافر (في موارد جواز تملك الكافر للعبد المسلم، منها: اذا كان مستعقباً